الشك هو حالة نفسية معقدة تعد جزءًا من اضطرابات التفكير يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الأفراد. يتميز الشك بالشعور المستمر بالريبة وعدم اليقين، وغالباً ما يكون مصحوباً بالخوف من أن يكون الشخص مستهدفاً أو مهدداً بصورة ما. يعاني الأشخاص الذين يصابون بهذا الشك من أفكار متكررة وغير مبررة تتعلق بعدم الثقة بالآخرين وبالمواقف التي يواجهونها في حياتهم اليومية. هذه الحالة قد تكون مؤقتة أو مزمنة، وتختلف في شدتها وتأثيرها من شخص لآخر.
تظهر أعراض الشك في شكلين رئيسيين: الأعراض النفسية والجسدية. تشمل الأعراض النفسية الشعور بالتوتر الدائم، وعدم القدرة على الثقة بالآخرين، والاعتقاد بأن الآخرين يتآمرون ضدهم أو يحاولون إيذاءهم. قد يترافق هذا الشعور مع الانسحاب الاجتماعي وصعوبة الحفاظ على العلاقات الإنسانية سواء على المستوى الشخصي أو المهني. من الناحية الجسدية، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالشك من الأرق، والأعراض العصبية مثل الارتعاش، وتسارع ضربات القلب، وحتى اضطرابات الجهاز الهضمي كنتيجة للتوتر المستمر.
علاج الشك يتطلب نهجاً متكاملاً يجمع بين الجوانب النفسية والدوائية. يعتبر العلاج النفسي، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي، من أكثر الوسائل فعالية في التعامل مع أفكار الشك وتوجيهها نحو مسارات أكثر إيجابية. يهدف العلاج إلى تعليم المريض كيفية تحدي الأفكار السلبية وتطوير نظرة أكثر واقعية تجاه الحياة والمواقف اليومية. بالإضافة إلى العلاج النفسي، يمكن أن تُستخدم الأدوية المحتوية على مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للتخفيف من الأعراض، خاصة في الحالات الشديدة التي تعيق الأداء اليومي للمريض. كما يُوصى باتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام وتبني تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا لتحسين الحالة النفسية العامة وتقليل التوتر.