الخوف من الأماكن الضيقة، المعروف أيضًا بـ "رهاب الاحتجاز"، هو نوع من الرهاب الذي يعاني فيه الأشخاص من خوف شديد وغير منطقي من الأماكن المغلقة أو الضيقة. يمكن أن يتسبب هذا الخوف في شعور الشخص بالانزعاج الشديد والقلق عندما يجد نفسه في مكان مغلق، مثل المصاعد أو الطائرات أو حتى الغرف الصغيرة. هذه الحالة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية وتعيق قدرته على تنفيذ بعض الأنشطة العادية.

تتجلى أعراض الخوف من الأماكن الضيقة في الجوانب الجسدية والنفسية. يعاني المصابون من تسارع في ضربات القلب، وضيق في التنفس، والتعرق الغزير، والارتجاف، والشعور بالاختناق أو الدوار. على الجانب النفسي، يمكن أن يشعر المصابون بالهلع والقلق الشديدين، والرهبة من فقدان السيطرة، والرغبة الفورية في الهروب من المكان المغلق. في بعض الحالات، قد يفضل الأشخاص تجنب المواقف التي قد يواجهون فيها هذه المشاعر تمامًا.

علاج الخوف من الأماكن الضيقة يتطلب تدخلًا متكاملاً يشمل العلاج السلوكي والنفسي. يعتبر العلاج المعرفي السلوكي إحدى أكثر الأساليب فعالية، حيث يساعد المريض على تغيير الأفكار السلبية المتعلقة بالأماكن المغلقة وتعليم تقنيات الاسترخاء للحد من القلق. يمكن أيضًا استخدام العلاج بالتعريض التدريجي، حيث يتم تعريض المريض تدريجيًا للمواقف المخيفة بشكل متزايد تحت إشراف متخصص. قد يصف الأطباء أحيانًا أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب لتخفيف الأعراض الحادة، ولكن العلاج النفسي يبقى الخط الأول للعلاج. إضافة إلى ذلك، يُنصح بتبني نمط حياة صحي يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتقنيات التنفس والاسترخاء مثل اليوغا والتأمل لتعزيز الحالة النفسية والجسدية.