علاج الأوهام في السعودية

الأوهام تُعَد من الأمراض النفسية المزمنة التي تتسم بفقدان الفرد الاتصال بالواقع، وتُعرف أيضًا بالاضطراب الذهاني. يحدث فيها تطور لبعض الأفكار والمعتقدات الثابتة وغير الواقعية التي يعتقد الشخص المصاب أنَّها حقيقية، رغم توفُّر الأدلة الواضحة التي تُثبت عكس ذلك. قد تكون الأوهام مرتبطة بمحتويات متنوعة مثل الاعتقاد بوجود مؤامرات ضد الشخص، أو الشعور بالعظمة، أو المعتقدات الخاطئة حول الحب والرومانسية.

تشمل أعراض الأوهام مجموعة من التغييرات النفسية والجسدية. على الصعيد النفسي، يُظهر المصابون فكرًا غير منطقي وغير واقعي، يتمسكون بمعتقدات خاطئة مستمرة على الرغم من كل الدلائل المعاكسة. قد يشعرون بالاضطهاد أو العظمة ويفسرون الأحداث اليومية بطرق غير عادية. في العديد من الحالات، يظهرون انعزالية اجتماعية وقد يواجهون صعوبة في العمل أو التواصل مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، قد يُلاحظ عليهم القلق والاكتئاب، وأحيانًا ظهور أعراض جسدية مثل الإحساس بالتوتر الجسدي أو اضطرابات النوم.

تعتمد معالجة الأوهام على المقاربة الشاملة التي تشمل العلاج الدوائي والنفسي معًا. الأدوية المضادة للذهان تُعَد من الخط الأول للعلاج، حيث تهدف إلى تقليل شدة الأوهام وإعادة التوازن الكيميائي في الدماغ. من ناحية أخرى، يلعب العلاج النفسي دورًا أساسيًا في تقديم الدعم والمساعدة في التعامل مع الأوهام. تقنيات مثل العلاج المعرفي السلوكي تهدف إلى تحدي وتعديل الأفكار والمعتقدات الخاطئة وتحسين مهارات التفكير الواقعي. علاوة على ذلك، يمكن للاهتمام بالنمط الحياتي الصحي، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على نوم كافٍ، أن يُسهم في تعزيز صحة العقل والجسد.

في الختام، تُعَد الأوهام اضطرابًا نفسيًا يتطلب تدخلاً معالجةً متكاملة تشمل الأدوية والعلاجي النفسي والدعم الاجتماعي من أجل تحسين حالة المصاب وجودة حياته.