قلق الانفصال هو اضطراب نفسي يصيب الأفراد، وخاصة الأطفال، ويعتبر حالة يجد فيها الشخص صعوبة شديدة في الابتعاد عن الأشخاص الذين يشعر بالارتباط الشديد بهم – وعادةً ما يكون هؤلاء الأشخاص هم الوالدين أو مقدمين الرعاية الأساسيين. يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالخوف والقلق المفرط عند التفكير في الانفصال عن أحبائهم، وقد يكون هذا القلق غير متناسب مع الموقف ولا يتناسب مع مستوى النمو الشخصي لهؤلاء الأفراد.

تتباين أعراض قلق الانفصال بين الأفراد، ولكنها تشمل مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية. من بين الأعراض النفسية الشائعة الشعور بالخوف المفرط عند الابتعاد عن الأهل، والقلق المستمر بشأن فقدانهم أو تعرضهم للأذى. يمكن أن يظهر المصابون مشاعر حزن وبكاء شديد عند التوجه إلى المدرسة أو ترك البيت، كما قد يواجهون صعوبة في النوم وحدهم، وكوابيس تتعلق بالانفصال. من الناحية الجسدية، قد يعاني الأطفال من آلام في المعدة، الصداع، الغثيان، وأعراض أخرى تسبب لهم انزعاجاً ملموساً.

تشمل استراتيجيات علاج قلق الانفصال مجموعة من الأساليب التي تعمل على تهدئة الأعراض وتحسين حياة المصاب. يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي من بين الأساليب الأكثر فعالية، حيث يساعد الأطفال على فهم وتعديل الأفكار والمشاعر السلبية المرتبطة بالانفصال. كما قد تشمل تقنيات العلاج السلوكي معالجة تدريجية للمواقف التي تثير القلق، مما يساعد الطفل على التكيف مع فكرة الانفصال ببطء. في بعض الحالات، يمكن استخدام العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض الشديدة، بناءً على نصيحة الطبيب. يُعتبر الدعم الأسري أيضًا جانباً مهماً في العلاج، حيث يساعد توفير بيئة داعمة وتواصل مستمر في التقليل من مشاعر القلق والخوف.