قلق الانفصال هو حالة نفسية شائعة تظهر عادةً لدى الأطفال، ولكنها قد تصيب البالغين أيضًا. يتميز هذا النوع من القلق بشعور مفرط من الخوف أو القلق عند الانفصال عن الأشخاص المقربين أو البيئة المألوفة. يمكن أن تكون هذه الحالة طبيعية إلى حد ما في مراحل معينة من النمو، ولكن عندما تصبح عائقاً أمام الحياة اليومية للشخص وتتسبب في مشاكل نفسية أو اجتماعية، فإنها تعتبر اضطرابًا يستدعي التدخل.

أعراض قلق الانفصال يمكن أن تكون عديدة ومتشعبة. لدى الأطفال، قد يظهر القلق في صورة بكاء مستمر، صعوبة في النوم، أو رفض مستمر للذهاب إلى المدرسة. كما يمكن أن يُظهر الطفل التصاقًا زائدًا بالأهل، ومخاوف غير مبررة عن سلامة الأهل أو الأحداث المحتملة التي قد تفرق بينهم. أما البالغين، فقد يعانون من صعوبة في العيش بعيدًا عن أحبائهم أو من هم قريبون منهم، مما يسبب لهم قلقًا مستمرًا ويؤثر على قدرتهم على العمل أو العلاقات الاجتماعية.

علاج قلق الانفصال يتضمن توجهات متعددة تهدف إلى تقديم دعم نفسي وسلوكي للمصابين. العلاج النفسي يمكن أن يكون فعالًا، حيث يقدم الفرصة للمصابين للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم والعمل على فهمها والتغلب عليها. العلاج السلوكي أيضًا يلعب دورًا مهما من خلال تعليم المهارات التي تساعد في التعامل مع القلق في مواقف الانفصال. في بعض الحالات، قد يُلجأ إلى الأدوية كجزء من الخطة العلاجية، خصوصًا إذا كان القلق يتسبب في اضطرابات جسدية أو مزمنة.

بمجمل القول، يعتبر قلق الانفصال حالة يمكن التعامل معها بنجاح إذا ما تم تحديدها وتشخيصها بدقة، واتباع خطة علاجية متكاملة تشمل الدعم النفسي والعلاجات السلوكية وربما الأدوية عند الضرورة.