اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يتميز بتقلبات شديدة في المزاج والعلاقات والسلوك. يُعَدُّ هذا الاضطراب من الاضطرابات الشخصية التي تؤثر بشكل كبير على حياة المصابين به، حيث يعانون من تقلبات عاطفية كبيرة تجعلهم يشعرون بالفراغ وعدم الاستقرار الداخلي. من الصعب عليهم الحفاظ على علاقات عاطفية مستدامة، وغالباً ما يشعرون بالخوف من الهجر والرفض.

تشمل الأعراض التي يعاني منها المصابون باضطراب الشخصية الحدية تغييرات سريعة في المزاج، قد ينتقل الشخص من الشعور بالسعادة إلى الاكتئاب في فترة قصيرة. يمكن أن تكون العلاقات مع الآخرين صعبة للغاية وغالباً متوترة، حيث يواجه الشخص مشكلات في الثقة ويعاني من تقلبات في تصوراتهم عن أنفسهم والآخرين. بالإضافة إلى ذلك، قد ينخرطون في سلوكيات مدمرة للنفس، مثل إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار.

على الرغم من أن اضطراب الشخصية الحدية يُعد من الاضطرابات النفسية المعقدة، إلا أن العلاج يمكن أن يساعد في تحسين حياة المصابين به. يتمثل جزء كبير من العلاج في العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي تم تصميمه خصيصاً للتعامل مع هذا النوع من الاضطرابات. يهدف العلاج إلى تعليم المصابين كيفية التحكم في عواطفهم وتحسين مهاراتهم في التفاعل مع الآخرين، وكذلك إدارة التفكير السلبي والسلوك المندفع.

بجانب العلاج النفسي، قد يتم استخدام الأدوية لتخفيف بعض الأعراض، خصوصاً إذا كان الفرد يعاني من اكتئاب شديد أو قلق مصاحب. الإرشاد والتعليم يمكن أن يساعدا أيضاً في تحسين الفهم حول كيفية التعامل مع الاضطراب والتكيف معه بشكل أفضل. من المهم أن يكون العلاج فردياً ويأخذ في الاعتبار الاحتياجات والظروف الشخصية لكل مريض لضمان أفضل فرص للشفاء والتحسن.