الشخصية المرتابة، المعروفة أيضًا باسم اضطراب الشخصية بجنون العظمة، هي حالة نفسية تتمثل في الشك المستمر والمفرط تجاه الآخرين ونواياهم. الشخصيات المرتابة غالبًا ما تكون مشكوكًا في نوايا الآخرين وتفسر تصرفاتهم بشكل سلبي أو مبالغ فيه. يعتبر هذا الاضطراب جزءًا من اضطرابات الشخصية الدائمة، مما يعني أن السلوكيات والأنماط الفكرية المرتبطة به تستمر طوال حياة الفرد وتؤثر بشكل كبير على علاقاته الشخصية والمهنية.

تتضمن أعراض الشخصية المرتابة مجموعة من السلوكيات والتصرفات التي تعكس الشك والارتياب المفرط. قد يشعر الشخص المصاب بهذا الاضطراب بأن الآخرين يتآمرون عليه أو يستغلونه بلا أدلة واضحة. يمكن أن يكون لديهم صعوبة في الثقة بالآخرين ويحتفظون بمسافة بينهم وبين الأشخاص المحيطين بهم. غالبًا ما يظهرون حساسية زائدة تجاه الانتقاد وقد يتجنبون المواقف الاجتماعية أو يبدون دفاعية مفرطة. في بعض الأحيان، يمكن أن يترافق هذا الاضطراب مع مشاعر الغضب والإحباط والعدوانية، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاجتماعية.

علاج الشخصية المرتابة يتطلب جهودًا مستمرة ومنهجية تجمع بين العلاج النفسي والدعم الاجتماعي. يمكن أن تكون الجلسات العلاجية مع أخصائيين في الصحة النفسية مفيدة لإنشاء فهم أفضل للأفكار السلبية والتحركات الدفاعية المرتبطة بهذه الشخصية. يعتبر العلاج المعرفي السلوكي أحد أكثر الأساليب فعالية في معالجة هذا الاضطراب، حيث يساعد في تعديل الأنماط الفكرية والسلوكيات السلبية. في بعض الحالات، يمكن أن توصف الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في تخفيف الأعراض الجانبية المرتبطة بالقلق والشك المفرط. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة دور حاسم في توفير بيئة داعمة وآمنة للشخص المصاب، مما يسهم في تعزيز عملية الشفاء وتحسين جودة الحياة.