الشره المرضي هو اضطراب نفسي يتسم بفترات من الأكل المفرط بشكل لا يمكن السيطرة عليه، يتبعها محاولات للتخلص من الطعام بشكل مفرط لتجنب زيادة الوزن. يعد هذا الاضطراب جزءًا من فئة اضطرابات الأكل، وغالبًا ما يرتبط بمشاكل نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق. يعاني الأفراد المصابون بالشره المرضي من شعور هائل بعدم الرضا عن أجسامهم وخوف مفرط من اكتساب الوزن، مما يدفعهم إلى ممارسة سلوكيات غير صحية للحفاظ على وزن معين.
تشمل أعراض الشره المرضي تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة من الزمن، والشعور بفقدان السيطرة أثناء تناول الطعام، ثم الإحساس بالذنب والشعور بالنفور بعد الأكل. يتبع هذه النوبات عادة استخدام وسائل تعويضية غير صحية مثل القيء المتعمد، أو الإفراط في ممارسة الرياضة، أو الاستخدام المفرط للملينات والمساهلات. يمكن أن يلاحظ الأشخاص المحيطين بالمرضى تغيرات مزاجية متكررة، وإصابة بالانتفاخ والألام البطنية، والتهاب الحلق المزمن نتيجة القيء المتكرر. قد يتعرض المصابون بمشاكل جدية في الفم والأسنان، مثل تسوس الأسنان وتآكل المينا بسبب تأثير أحماض المعدة على الفم والأسنان.
يتطلب علاج الشره المرضي نهجًا شاملاً يجمع بين العلاج الطبي والنفسي. يُعتبر العلاج النفسي السلوكي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية في التعامل مع هذا الاضطراب، حيث يساعد المرضى على التعرف على الأنماط السلبية في التفكير والسلوك وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية بطريقة صحية. يمكن أن تكون الأدوية مثل مضادات الاكتئاب مفيدة في بعض الحالات، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية مصاحبة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بالاستشارة الغذائية لوضع نظام غذائي صحي ومتوازن ولتعزيز السلوكيات الغذائية السليمة. الدعم الاجتماعي والعائلي يلعب دورًا هامًا في تحقيق التقدم والتعافي في حالات الشره المرضي.