اضطراب الشخصية الاعتمادي هو اضطراب نفسي يتميز بالتماس المتكرر والملح للدعم والموافقة من الآخرين. يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات بأنفسهم، ويشعرون بحاجة مستمرة إلى الاعتماد على الآخرين في مختلف جوانب حياتهم. يظهر هذا الاضطراب في مرحلة الشباب المبكر ويستمر طوال الحياة إذا لم يُعالج. يعتقد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادي أنهم غير قادرين على العناية بأنفسهم أو اتخاذ قرارات مهمة بمفردهم، مما يجعلهم بحاجة مستمرة إلى الرعاية والمساعدة من الآخرين.

تشمل أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادي العديد من السلوكيات والنماذج العاطفية المميزة. من بين هذه الأعراض، الخوف الشديد من الرفض أو الفقدان، والشعور بعدم القدرة على تحمل المسؤولية الشخصية، والانزعاج عندما يكون الشخص وحيدًا نتيجة لنقص الدعم والمساندة. يظهر المصابون أيضًا ترددًا كبيرًا في اتخاذ القرارات اليومية بدون مشورة الآخرين، كما يكونون مهيئين لقبول القرارات والآراء الخارجية حتى وإن كانت تتعارض مع رغباتهم الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ أن هذه الشخصيات تكون أكثر عرضة للبقاء في علاقات غير صحية أو مسيئة بسبب خوفهم من الوحدة أو الفقدان.

يتطلب علاج اضطراب الشخصية الاعتمادي تدخلًا نفسيًا طويل الأمد يهدف إلى تعزيز الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل. يمكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي فعّالًا في تعديل الأفكار النمطية والسلوكيات التي تعزز الحاجة للاعتمادية. يُشجع المرضى على تطوير مهارات جديدة تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والثقة بقدراتهم. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد استخدام الأدوية المساعدة مثل مضادات الاكتئاب إذا كان الشخص يعاني من أمراض نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق. بالإضافة إلى العلاج الفردي، يمكن أن تكون جلسات العلاج العائلي والجماعي أدوات مفيدة في تقديم الدعم وتعزيز عملية الشفاء.