اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يصنف ضمن اضطرابات الشخصية، ويتميز بتقلبات نفسية حادة وعدم استقرار في الهوية والعلاقات والمشاعر. يُعَدّ هذا الاضطراب من الاضطرابات المزمنة التي تبدأ عادة في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر، ويتميز بالخوف الشديد من الهجر وعدم الاستقرار العاطفي. يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من صعوبة في إدارة مشاعرهم وسلوكهم، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على حياتهم اليومية وعلاقاتهم بالآخرين.

تتعدد أعراض اضطراب الشخصية الحدية وتشمل مجموعة من الأعراض العاطفية والسلوكية. يعاني المرضى من تقلبات مزاجية حادة وسريعة، حيث يمكن أن ينتقلوا من الشعور بالسعادة الشديدة إلى الحزن العميق في فترة قصيرة جدًا. يتعرض هؤلاء الأشخاص لصعوبة كبيرة في السيطرة على غضبهم، وقد يظهرون تصرفات عدوانية أو إيذائية تجاه أنفسهم، مثل إيذاء الذات أو التفكير في الانتحار. كما تظهر لديهم مشاعر فراغ داخلية وعدم استقرار في الهوية الذاتية، ما يؤدي إلى علاقات متوترة وغير مستقرة مع الآخرين.

يمثل علاج اضطراب الشخصية الحدية تحديًا كبيرًا ولكنه ممكن من خلال تبني استراتيجيات علاجية مناسبة. يلعب العلاج النفسي دورًا كبيرًا في تحسين حالة المرضى، ومن بين الأساليب الفعّالة العلاج الجدلي السلوكي (DBT) الذي يركز على بناء مهارات تساعد في التعامل مع العواطف وتحسين العلاقات البينية. يمكن أن يُستخدم العلاج الدوائي في بعض الحالات لتخفيف الأعراض المصاحبة مثل القلق والاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يعد الدعم الاجتماعي والمحيط العائلي المشجع أهمية كبيرة في تحسين نتائج العلاج وتعزيز الاستقرار العاطفي للمريض.