التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر على قدرة الشخص على التواصل والتفاعل الاجتماعي. يُعتبر التوحد جزءًا من مجموعة من الاضطرابات تُعرف باضطرابات طيف التوحد، والتي تختلف في الشدة والنوع. يُعتقد أن التوحد ناجم عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية التي تؤثر على تطور الدماغ.
تتفاوت أعراض التوحد بشكل كبير من شخص لآخر، لكن هناك بعض الأعراض الشائعة. يعاني الأطفال المصابون بالتوحد عادة من صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وقد يكون لديهم مشكلات في فهم أو استخدام اللغة. كثيرًا ما يظهرون سلوكيات متكررة ونمطية، مثل الهز أو التدوير. يمكن أن يظهر لديهم اهتمام محدود أو مكثف بموااضيع معينة، ويجدون صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية وفهم العواطف والمعايير الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لديهم حساسية مفرطة أو نقص في الحساسية تجاه المحفزات الحسية مثل الضوء أو الصوت أو اللمس.
العلاج الفعّال للتوحد يتمثل في قاعدة متكاملة تضم العلاجات السلوكية والتعليمية والدوائية عند الحاجة. يُعتمد في كثير من الحالات على برامج التدخل السلوكي المكثفة، مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، التي تهدف إلى تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها. تُعد العلاجات الأخرى مثل العلاج الوظيفي والعلاج بالنطق والعلاج الطبيعي مفيدة أيضًا في تحسين القدرات الحسية والحركية. يُنصح الأهل والمربين بالتعاون مع فرق متعددة التخصصات لضمان الحصول على تدخل شامل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي المناسب للأسرة بأكملها. يصعب القول بوجود علاج نهائي للتوحد، إلا أن التدخل المكثف والمبكر يمكن أن يحدث تغييرًا كبيرًا في جودة الحياة بالنسبة للمصابين وأسرهم.