الشخصية المرتابة، المعروفة أيضاً بالشخصية البارانوية، هي أحد أنواع اضطرابات الشخصية التي تتسم بمستويات مرتفعة من الشك والارتياب حيال نوايا الآخرين. يبدأ هذا الاضطراب غالباً في مرحلة البلوغ المبكرة، ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية للمصابين به.

من أهم الأعراض التي تميز الشخصية المرتابة وجود شكوك مستمرة وغير مبررة تجاه الآخرين، حتى الأصدقاء وأفراد العائلة، حيث يفترض المصابون دوماً أن هناك نوايا سلبية تجاههم. قد يرون في كلمات وأفعال الآخرين تهديدات مخفية، ويفسرون الكثير من المواقف العادية على أنها هجمات شخصية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني هؤلاء الأشخاص من صعوبة كبيرة في الثقة بالآخرين، ويكونون غالباً في حالة استعداد دائم للدفاع عن أنفسهم.

عندما يتعلق الأمر بالعلاج، فإن الخطوة الأولى تتمثل في استشارة اختصاصي صحة نفسية، مثل الطبيب النفسي أو المعالج النفساني. العلاج النفسي، وبالأخص العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن يكون فعالاً في مساعدة هؤلاء الأشخاص على تعلم كيفية إعادة تفسير المواقف والتفكير بطريقة أقل ارتياباً. في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة لاستخدام الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، لتخفيف بعض الأعراض الجانبية المرتبطة بالاضطراب.

من المهم أن يتم التعامل مع المصابين بالشخصية المرتابة بنوع من التفهم والصبر، حيث أن التعامل الخاطئ يمكن أن يزيد من شعورهم بالارتياب والعدائية. كذلك، يكون الدعم العائلي والمجتمعي جزءاً مهماً من عملية العلاج، مما يساعد المصابين على تجاوز تحدياتهم والتكيف بشكل أفضل مع المجتمع المحيط بهم.