الهذيان هو حالة طبية تتميز بفقدان مفاجئ وغير متوقع للقدرة على التركيز، التفكير بوضوح، والوعي بالبيئة المحيطة. يعتبر الهذيان من الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً طبياً فورياً. غالباً ما يُصيب الهذيان كبار السن، خاصةً أولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو يخضعون لعمليات جراحية.

تتراوح أسباب الهذيان بين اضطرابات طبية مختلفة مثل العدوى، اضطرابات الأيض، وتناول الأدوية أو تعاطي المواد المخدرة. يظهر الهذيان عادة على شكل تغيرات معرفية وسلوكية واضحة مثل الارتباك، تغيرات في نمط النوم، الهلوسة، وتذبذب مستويات الوعي. يعاني المريض في بعض الأحيان من عدم القدرة على التعرف على الأشخاص أو المكان أو الزمان. يمكن أن يترافق الهذيان أيضًا باضطرابات في الكلام والحركة، ما يجعل التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين أمراً صعباً.

تعتبر المتابعة الطبية الدقيقة والعلاج السريع من العوامل الأساسية لمساعدة المرضى الذين يعانون من الهذيان. تبدأ المعالجة عادةً بتحديد السبب الكامن وراء الحالة، سواء كان ذلك عائدًا إلى مشكلة طبية أو نفسية. يتضمن العلاج إدارة العوامل المسببة للهذيان مثل تعقيم الالتهابات، تصحيح اضطرابات الأيض، والتوقف عن تناول أدوية معينة عند الضرورة.

إضافةً إلى العلاج الطبي، يُعتبر توفير بيئة داعمة وآمنة جزءاً مهماً من خطة العلاج. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التوتر وتحسين جودة النوم للمريض، مما يساهم في تقليل حدة الأعراض. يُعد تفادي المثيرات المحفزة للهذيان وتوفير رعاية مستمرة من المحيطين بالمريض مثل أفراد العائلة أو أخصائيي الصحة النفسية، عوامل مساعدة في التعافي.