نوبات الفزع هي حالة صحية نفسية تتسم بظهور مفاجئ لمشاعر الخوف أو القلق الشديد بدون وجود سبب حقيقي أو خطر وشيك يستدعي هذه الاستجابة. قد تحدث هذه النوبات في أي وقت ودون سابق إنذار، مما يجعلها تجربة مروعة وغير متوقعة للشخص المصاب. كثيراً ما يشعر الأشخاص أثناء نوبات الفزع بدقات قلب سريعة، وصعوبة في التنفس، وتعرق مفرط، وشعور بالاختناق أو الزوال من الواقع، مما يدفع البعض للاعتقاد أنهم يعانون من نوبة قلبية أو أنهم على وشك الموت.

تتراوح أعراض نوبات الفزع من شعور ضاغط في الصدر إلى ارتعاش وشعور بالغثيان. يمكن أن يشعر المصاب بأنه يفقد السيطرة أو يصيبه الجنون، وقد يصاحب هذه النوبات شعور بالخوف الشديد من تكرارها مما يؤدي إلى تجنب الأماكن أو المواقف التي يعتقدون أنها قد تؤدي إلى حدوثها. هذه الحالة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة وتقيّد الأنشطة اليومية والعلاقات الاجتماعية.

بخصوص العلاج، يمكن الخروج من دائرة نوبات الفزع من خلال مزيج من العلاج النفسي والأدوية. يعتبر العلاج المعرفي السلوكي من أبرز الوسائل العلاجية الفعالة، حيث يساعد المرضى على تعلم تقنيات التحكم في تنفسهم ومواجهة الأفكار السلبية التي تثير نوبات الفزع. هذه التقنيات تساهم في تقليل القلق وتجنب النوبات المستقبلية. بالإضافة إلى العلاج النفسي، قد يصف الأطباء بعض الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب للمساعدة في السيطرة على الأعراض. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام وتقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل يمكن أن تكون مفيدة في تقليل تواتر وحدة نوبات الفزع.

في النهاية، من الضروري البحث عن مساعدة طبية مهنية في حالة الشعور بأعراض نوبات الفزع لضمان التشخيص الدقيق والحصول على العلاج المناسب، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة والقدرة على الحفاظ على نمط حياة طبيعي ومستقر.