إلتهاب الجيوب هو حالة تؤثر على الجيوب الأنفية، وهي فراغات مجوفة داخل عظام الوجه تعمل على ترطيب وتنظيف الهواء الذي نتنفسه. عندما تُصاب الجيوب بالالتهاب، تصبح الأغشية المخاطية المتواجدة فيها منتفخة ومتهيجة، مما يؤدي إلى انسداد الأنف وتجمع المخاط بداخل الجيوب. يمكن أن يكون الالتهاب حاداً، وهو ما يحدث بشكل مؤقت وسريع، أو مزمناً، حيث يدوم لفترات زمنية طويلة. غالبًا ما يُسبب هذا الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، ولكنه يمكن أن ينتج أيضًا عن أسباب أخرى مثل الحساسية أو المشكلات البيئية.

تتجلى أعراض إلتهاب الجيوب في الشعور بألم وضغط في مناطق الوجه مثل الجبهة، والأنف، والخدين، وأحياناً في الأسنان العلوية. قد يعاني المصابون أيضًا من احتقان الأنف، وصعوبة في التنفس، وإفرازات مخاطية كثيفة قد تكون صفراء أو خضراء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض: الصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، والتعب العام، وفقدان حاسة الشم والتذوق، ورائحة الفم الكريهة. في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مشاكل مثل التهاب الأذن أو التهاب الحلق.

يتطلب علاج إلتهاب الجيوب نهجًا متعدد الأبعاد. غالبًا ما يبدأ العلاج باستخدام الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم، ومضادات الالتهاب، ومضادات الاحتقان. في حالات العدوى البكتيرية، قد يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية. بالإضافة إلى الأدوية، يمكن أن يساعد الري الأنفي بالمحلول الملحي في تنظيف الأنف والجيوب. يُنصح المرضى أيضًا بالحفاظ على رطوبة كافية في الجسم وشرب السوائل بانتظام، وكذلك استخدام أجهزة ترطيب الهواء في المنزل. في الحالات المزمنة أو الشديدة، قد تتطلب الحالة استشارة مختص في الأنف والأذن والحنجرة لإجراء تقييمات إضافية، وفي بعض الأحيان يتطلب الأمر تدخل جراحي لإزالة السلائل أو توسيع فتحات الجيوب.