السمنة هي حالة طبية مزمنة تتسم بتراكم مفرط للدهون في الجسم، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة. تعتبر السمنة من الأمراض الشائعة في عصرنا الحالي، ولها تأثيرات متعددة على الجسم والعقل. تتسبب السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية مثل أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الجهاز التنفسي، والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق. يعزى انتشار السمنة إلى عدة عوامل منها الوراثة، والعادات الغذائية غير الصحية، ونقص النشاط البدني، والبيئة المحيطة.

تتجلى أعراض السمنة بعدة طرق منها زيادة الوزن بشكل ملحوظ وزيادة محيط الخصر. يشعر المصابون بالسمنة بالتعب والإرهاق بسهولة، ويواجهون صعوبة في الحركة والنشاط البدني. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأفراد من صعوبة في التنفس وضيق في التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى انقطاع النفس الانسدادي النومي. تزيد السمنة أيضًا من المقاومة للأنسولين، مما يعرض المصابين لخطر الإصابة بمرض السكري. كثيرًا ما يعاني الأشخاص البدناء من آلام في المفاصل والظهر نتيجة للضغط الزائد على الهيكل العظمي، بالإضافة إلى الشعور بالابتعاد الاجتماعي وانخفاض الثقة بالنفس.

تشمل خيارات علاج السمنة نهجًا متعدد الجوانب يجمع بين التغييرات في نمط الحياة والعلاج الدوائي والإجراءات الجراحية إذا لزم الأمر. يُعتبر تحسين العادات الغذائية أول خطوة نحو التخلص من الوزن الزائد، ويمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي متوازن ومنخفض السعرات الحرارية في تحقيق ذلك. كما يُوصى بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين اللياقة البدنية وزيادة حرق السعرات الحرارية. في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية تساعد في تقليل الشهية أو امتصاص الدهون. إذا لم تنجح هذه الطرق، يمكن النظر في الخيارات الجراحية مثل جراحة تصغير المعدة أو تحويل المسار المعدي. يُنصح دائمًا باستشارة فريق طبي متخصص لتحديد الأنسب بناءً على حالة كل فرد.