تنويه هام: هذه الاستشارات لا تغني عن استشارة الطبيب. يُنصح بمراجعة طبيبك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات علاجية.
من بداية لطفلتي في الصف الأول ابتدائي، لاحظت أنها تكون عنيدة وسريعة الانفعال. كان عنادها يؤثر على مستواها الدراسي بسبب عدم استجابتها للمعلمة في الصف ولا لي في البيت. كنت جداً محبطة وما كنت أدري كيف أتعامل مع الموضوع. شعرت بالتوتر والضغط لأني حابة أشوفها تنجح وتستمتع في دراستها.
قررت أخذها لطبيب متخصص في النمو والسلوك للأطفال. نصحني الطبيب باستخدام برنامج تحفيزي بحيث أحفز استجابتها بتقديم مكافآت صغيرة عند تنفيذ الأوامر. قال لي أيضاً أن من اللازم أن أخلّي الأوامر واضحة وبسيطة، وأشجعها بشكل إيجابي وأتجنب المواجهة المباشرة معها.
الطبيب أشار إلى أهمية قياس مستوى الحركة وتشتت الانتباه عندها، وبيّن لي أن المشكلة ليست نفسية بقدر ما هي مجرد حاجة لتوجيه طاقتها بشكل صحيح. الأهم أني أعطيها بعض الحرية في اتخاذ القرارات البسيطة وأكون هادئة في تعاملي معاها.
بفضل الله ثم الالتزام بنصائح الطبيب، لاحظت فرق كبير في سلوك طفلتي. أصبحت أكثر استجابة سواءً في البيت أو في الصف، ورجع النشاط للمدرسة صار أكثر تنظيم. برنامج التحفيز كان له أثر إيجابي لأنها كانت تتحمس للمكافآت وانتقلت طاقتها لأشياء مفيدة.
صرت أختار الوقت المناسب للمذاكرة واللعب مع حرص على توازن بين النشاطات. لاحظت أنها صارت أكتر استقرار وهدوء وصار عندنا وقت ممتع نقضيه سوا بدون ضغوط.
إذا تعاني من عناد طفلك في البيت أو المدرسة، أنصحك أول شي ما تتوتر وتعصب. جرب تتبع طريقة الطبيب في استخدام المكافآت وبرامج التحفيز، وخلّ الأوامر واضحة وبسيطة. امنح الطفل بعض الحرية في اتخاذ القرارات البسيطة، وتجنب المواجهة المباشرة معاهم.
لا تتردد في استشارة أخصائي نفسي إذا لاحظت أن العناد يأثر بشكل كبير على حياة طفلك اليومية. النصائح من المتخصصين ممكن تفرق كثير في تعاملك مع الموضوع وتساعد في تحسين سلوك طفلك بشكل إيجابي.
وأخيرًا، تذكر أن العناد وسرعة الانفعال عند الأطفال قد تكون مرحلة طبيعية وتجربة تعلم وتطور. بالصبر والهدوء، راح تلاحظ فرق كبير في سلوكهم واستجابتهم.