تنويه هام: هذه الاستشارات لا تغني عن استشارة الطبيب. يُنصح بمراجعة طبيبك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات علاجية.
في بداية الأمر، كنت أعاني من أفكار متكررة وملحة تسبب لي قلق وتوتر دائم. كانت الأفكار تهجم علي بشكل مفاجئ وتسيطر على تفكيري، مما جعلني أشعر بعدم القدرة على السيطرة عليها. بالإضافة إلى ذلك، بدأت أشعر بالاكتئاب والقلق المستمر، مما أثر بشكل كبير على قدرتي على النوم والتركيز على مهامي اليومية.
لاحظت أيضًا أنني أبدأ في ممارسة سلوكيات متكررة مثل غسل اليدين بشكل مفرط وتنظيم الأشياء بطرق معينة، وكل ذلك فقط بهدف التخفيف من حدة القلق الذي كنت أشعر به. كانت هذه الحالة تؤثر على حياتي اليومية بشكل لا يُطاق وأصبحت محبطًا ويائسًا من إيجاد حل للمشكلة.
قررت التوجه لطلب المساعدة من طبيب نفسي بعدما شعرت أن الأمور خرجت عن نطاق سيطرتي. أخبرني الطبيب بعد التقييم أنني أعاني من حالة متوسطة من الوسواس القهري بالإضافة إلى أعراض متوسطة للاكتئاب وأعراض لاضطراب القلق العام. نصحني الطبيب بالبدء بجلسات العلاج المعرفي السلوكي واستخدام العلاج الدوائي كجزء من الخطة العلاجية.
بدأت بالحضور إلى جلسات العلاج المعرفي السلوكي بشكل أسبوعي، وفي هذه الجلسات تعرفت على النظرية العلاجية وكيفية تأثير الأفكار السلبية عليَّ. تعلمت كيفية تحدي وتشويه الأفكار الوسواسية. كما تعلمت كيفية تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية من خلال تدريبات نفسية محددة.
بعد فترة من الالتزام بجلسات العلاج وتناول الأدوية الموصوفة، بدأت أشعر بتحسن واضح في حالتي النفسية. أصبحت أكثر قدرة على التحكم في أفكاري وسلوكياتي، وبدأت أشعر بانخفاض واضح في مستوى القلق والتوتر اليومي. كما أن الاجتهاد في تدوين الأفكار والمشاعر في دفتر مخصص للجلسات ساعدني كثيرًا في متابعة تقدمي وتحديد أمور كانت تحتاج لمزيد من العمل.
أيضًا، اتبعت نصائح الطبيب بممارسة الرياضة والتأمل بانتظام، مما ساهم كثيرًا في تخفيف التوتر وتحسين المزاج العام. التغيير الأكبر كان في نظرتي للحياة، فأصبحت أكثر تفاؤلاً وقدرة على مواجهة التحديات اليومية.
لجميع اللي يعانون من الوسواس القهري والاكتئاب والقلق، أنصحكم بعدم تجاهل الأعراض والتوجه فورًا لطلب المساعدة الطبية والنفسية. الالتزام بالعلاج المعرفي السلوكي والجلسات العلاجية من أهم الخطوات للتحسن. لا تنسوا تسجيل ملاحظاتكم وأفكاركم ومشاعركم بشكل يومي، هذا ساعدني كثيرا في متابعة تقدمي وفهم طبيعة الأعراض بشكل أفضل.
حافظوا على نمط حياة صحي، واهتموا بممارستكم لهواياتكم المفضلة واختلاطكم بأصدقائكم وأهلكم. تجنبوا العزلة وافعلوا كل ما يمكن لتخفيف التوتر مثل ممارسة الرياضة والتأمل بانتظام. أخيرًا، اهتموا بالنوم الجيد والراحة الكافية لأن هذا يعزز من فعالية العلاج ويساعد في الشعور بالتحسن النفسي والبدني.