تنويه هام: هذه الاستشارات لا تغني عن استشارة الطبيب. يُنصح بمراجعة طبيبك الخاص قبل اتخاذ أي قرارات علاجية.
منذ كنت صغير كنت أعاني بشكل شديد من الرهاب الاجتماعي. كل ما أكون في موقف يتطلب تفاعل اجتماعي، زي ما يكون أمام الناس في المدرسة أو في المناسبات العائلية، كنت أحس بتوتر وقلق لا يوصف. كبرت المشكلة معي ومع مرور السنين زادت الأمور سوءًا، ووصلت إلى مرحلة عمري الآن 35 سنة، ولا زلت أعاني من هذا الرهاب اللي يخرب عليّ حياتي.
زرت أكثر من عيادة نفسية على مدار السنين، وصرفت لي أدوية كثيرة. لكن كانت فعلاً بمثابة مسكنات فقط وما حلت المشكلة من جذورها. مؤخراً، اللي زاد الأمور سوءًا هو الاكتئاب والحساسية الزائدة اللي تجي مع الرهاب.
آخر زيارة لي للطبيب النفسي، كانت نصيحته لي مختلفة قليلاً. قالي إن العلاج بالأدوية مهم، لكن الأساس هو العلاج السلوكي المعرفي. وقال لي عدة أمور لو طبقتها رح تساعدني بشكل كبير:
بعد ما التزمت بالنصائح والتغييرات اللي قالي عليها الطبيب، بدأت فعلاً أشوف فرق. التوتر قل بشكل ملحوظ، صرت أقدر أتعامل مع المواقف الاجتماعية بثقة أكثر. طبعاً الأمور ما صارت بشكل مفاجئ، لكن مع الوقت بدأت أشعر بتحسن كبير.
التعرض التدريجي ساعدني بشكل كبير، خاصة أني بديت بأشياء بسيطة وبعدين زدت التحدي قدامي. حتى لما كنت أحس بالتوتر، كنت استخدم تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق للتحكم في مشاعري. والرياضة اليومية كانت دعم إضافي لي بالصحة النفسية والجسدية.
بصراحة، الرهاب الاجتماعي تجربة شاقة وصعبة، لكن مع الاستمرار والعزم، يمكن تجاوزها. أهم شي ما تستسلم للقلق والخوف. لازم تواجه مخاوفك بالتدريج، وتضع لنفسك أهداف صغيرة وتحتفل بتحقيقها.
استشير دائماً الطبيب المختص، لأن العلاج السلوكي المعرفي وطرق التعرض تساعد بشكل كبير. واهتم بممارسة الرياضة واستخدام تقنيات الاسترخاء بشكل يومي، رح تلاحظ فرق كبير في تقليل التوتر وزيادة ثقتك بنفسك.
وأخيراً، تجنب مقارنة نفسك بالآخرين وركز على تطورك الشخصي. كل خطوة صغيرة تاخذها هي إنجاز بحد ذاته. أتمنى لكل اللي يعانون من الرهاب الاجتماعي الشفاء العاجل والتقدم في حياتهم.