التعرق الشديد هو حالة صحية تتميز بزيادة غير طبيعية في إفراز العرق، حتى في ظروف لا تتطلب ذلك مثل الطقس البارد أو الحالة غير المجهدة. يُعتبر التعرق ظاهرة طبيعية وضرورية لتنظيم درجة حرارة الجسم، ولكن عندما يصبح مفرطًا جدًا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جودة الحياة ويشكل تحديًا اجتماعيًا ونفسانيًا للمصابين به.

تشمل أعراض التعرق الشديد تعرقًا مفرطًا يمكن أن يظهر في مناطق معينة من الجسم مثل اليدين، القدمين، الإبطين، والوجه، أو يمكن أن يكون عامًا يشمل الجسم كله. يُلاحظ أن هذ الحالة غالبًا ما تبدأ في الطفولة أو في سن المراهقة وتستمر طوال الحياة إذا لم تتم معالجتها. يمكن أن يشعر الفرد بالبلل الدائم في المناطق المتأثرة، مما يؤدي إلى تغير لون الملابس وظهور بقع عليها. وقد يرافق التعرّق الشعور بالإحراج الاجتماعي والخجل، مما يؤثر على الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي.

يتطلب علاج التعرق الشديد نهجًا متعدد الجوانب يشمل تغييرات في نمط الحياة وتدخلات طبية. يعتبر التوجه إلى الطبيب أول خطوة هامة لتحديد السبب الكامن والوصول إلى الخطة العلاجية المناسبة. تتضمن العلاجات المتاحة استخدام مضادات التعرق القوية التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم، والجلسات العلاجية التي تشمل تقنية الأيونتوفوريس، حيث يتم توجيه تيار كهربائي خفيف لمنع إفراز العرق. في حالات أكثر تعقيدًا، قد يتم اللجوء إلى حقن مادة البوتوكس التي تمنع الأعصاب من تحفيز الغدد العرقية. أما بالنسبة للخيارات الجراحية، فهي آخر الحلول التي يتم النظر فيها، وتشمل قطع الأعصاب المحفزة للعرق أو إزالة الغدد العرقية.

علاج التعرق الشديد ليس مهمة مستحيلة، وبمساعدة الطبيب المتخصص، يمكن للفرد أن يجد الحلول الأنسب لحالته ويستعيد راحته وثقته بنفسه.