عرق النسا هو حالة طبية تؤثر على العصب الوركي، وهو أكبر عصب في الجسم يمتد من أسفل العمود الفقري حتى أسفل الساق. يحدث هذا المرض عندما يتم ضغط العصب الوركي، مما يسبب ألمًا يمتد على طول مساره. يمكن أن يكون هناك عدة أسباب لحدوث هذا الضغط، بما في ذلك الفتق الغضروفي، أو تضيق العمود الفقري، أو وجود ورم، أو الإصابات التي تصيب منطقة الحوض. يمكن أن يصيب عرق النسا الأشخاص في أي سن، ولكنه يكون أكثر شيوعًا بين الفئات العمرية المتوسطة والكبيرة.

تتجلى أعراض عرق النسا بألم شديد يمتد من أسفل الظهر إلى الساق وحتى القدم. الأعراض قد تشمل أيضًا شعورًا بالوخز أو التنميل في القدمين أو الساقين. في الحالات الأكثر حدة، قد يشعر المريض بضعف في الساق أو القدم المصابة، مما يؤثر على القدرة على المشي أو حتى الوقوف. الأعراض غالبًا ما تكون أحادية الجانب، أي تصيب طرفًا واحدًا من الجسم. قد يشعر المريض بألم مفاجئ وشديد عند أداء حركات معينة مثل الجلوس، أو الوقوف، أو رفع الأشياء الثقيلة.

يعتمد علاج عرق النسا على تحديد السبب الأساسي للضغط على العصب الوركي. في الحالات الحادة والبسيطة، يمكن أن يشمل العلاج الراحة، وتناول الأدوية المضادة للالتهابات، والعلاج الطبيعي الذي يهدف إلى تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتحسين المرونة. أحيانًا قد يكون العلاج الحراري أو العلاج بالتبريد مفيدًا في تقليل الألم والتورم. في الحالات الأكثر تعقيدًا أو إذا لم تتحسن الأعراض مع العلاجات التقليدية، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي لإزالة الضغط عن العصب. كما ينصح الأطباء بتعديل نمط الحياة، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب الجلوس لفترات طويلة للحفاظ على صحة العصب الوركي.