نصائح وتوصيات هامة بعد العمل الجراحي

كيف تعتني بنفسك بعد الإجراءات الجراحية؟

قبل إجراء أي نوع من الجراحة، يجب على المريض طرح العديد من الأسئلة على الطبيب والفريق الطبي: هل هناك أي مخاطر؟ ما هي مسكنات الألم التي ستحتاجها؟ هل تحتاج إلى رعاية صحية منزلية أثناء فترة التعافي؟ ما مدى سرعة العودة إلى العمل والأنشطة اليومية الأخرى؟

يعتمد وقت الشفاء على نوع العملية وشدة الحالة وعدة أمور أخرى. يجب أخذ الوقت لفهم العملية بشكل جيد، بما في ذلك ما يمكن فعله لتسريع الشفاء في المنزل، من المهم اتباع تعليمات الطبيب قبل وبعد الجراحة بدقة.

إليك عشر نصائح وتوصيات هامة بعد الجراحة، ما يضمن الشفاء بسرعة وبشكل صحيح

1. الالتزام بمواعيد المتابعة بعد الجراحة

لا يلتزم العديد من المرضى بمواعيد المتابعة المحددة لهم في العيادة. خاصة إذا كانوا يشعرون بالرضا عن نتائج العمل الجراحي وكان الجرح يتعافى جيدًا، فيبدو الموعد وكأنه يشكل عبئًا من ناحية التكاليف والوقت. لكن هذا الأمر يعد من الأخطاء الشائعة والمهمة، إذ يرغب الطبيب في معرفة شعور المريض وما إذا كان الشق الجراحي يتعافى جيدًا، وقد يبحث أيضًا عن أشياء إضافية هامة قد لا يكون المريض مطلعًا عليها، مثل علامات العدوى. يمكن أيضًا تعديل الأدوية، لذلك يجب عدم إهمال مواعيد المتابعة مهما كلّف الأمر.

2. الوقاية من العدوى

تعتبر الوقاية من العدوى عاملًا جوهريًا لضمان الحصول على نتيجة ممتازة من الجراحة. يمكن القول إن غسل اليدين جيدًا قبل لمس الشق الجراحي أحد أسهل وأهم الأشياء التي يجب القيام بها أثناء فترة الشفاء. إن إصابة مكان العمل الجراحي بالعدوى يعتبر أمرًا نادرًا، وهي تحدث عادة في غضون 30 يومًا من الجراحة. مع ذلك، من المهم سؤال الطبيب عما يمكن فعله لمنع حدوث العدوى قدر الإمكان.

3. معاينة شق العمل الجراحي بانتظام

قد لا يكون النظر إلى مكان العمل الجراحي محبذًا لدى المريض، ولكن من المهم إلقاء نظرة فاحصة على الشق عدة مرات في الأسبوع، مع الإجابة على الأسئلة التالية: هل لون الشق وردي أم أحمر؟ هل هناك خروج للسوائل عبر الجرح، وإذا كان الأمر كذلك، فما هو لون السائل ورائحته؟ هل الغرز أو المواد المستخدمة لإغلاق الجرح سليمة؟ هذه الأسئلة مهمة جدًا، حيث يساعد فحص الشق بانتظام في تحديد ما إذا كان مكان العمل الجراحي مستمرًا في الشفاء أو قد أُصيب بالعدوى.

4. العناية بالشق الجراحي بالشكل الصحيح

يبالغ الكثير من الناس في محاولة الحفاظ على الشق نظيفًا، مع الإفراط في استخدام المعقمات بهدف جعل المنطقة خالية من الجراثيم، دون النظر إلى الآثار السلبية التي تتركها هذه المواد على سطح الجلد. يمكن القول إن الغسيل اللطيف بالماء والصابون هو كل العناية التي يحتاجها الشق، ما لم يقرر الطبيب الجراح خلاف ذلك. يعتبر تقشّر البشرة حول الجرح أمرًا طبيعيًا مع أن مظهره قد لا يكون لائقًا. ولا ينصح بإزالة القشور يدويًا لأنها يمكن أن تبطئ من عملية الشفاء. وبالمثل، يمكن أن يكون إغراق الغرز الجراحية بالماء بشكل مستمر ضارًا لأنه قد يضعّف من متانة الشق. يوصي العديد من الجراحين بالاستحمام بدلًا من المغاطس بعد الجراحة وغالبًا ما يمنعون السباحة خلال المراحل المبكرة من الشفاء. مع أهمية التعاون مع الجراح للحصول على التعليمات الخاصة بشكل صحيح.

5. أهمية شرب السوائل وتناول الطعام جيدًا

يفقد الكثير من الناس شهيتهم بعد إجراء الجراحة، بسبب الشعور بالغثيان أو الإمساك وفقدان الرغبة لتناول الطعام، لكن الإكثار من شرب الماء وتناول نظام غذائي صحي بعد الجراحة يمكن أن يساعد في تعزيز الشفاء وتقليل المضاعفات الشائعة والمساعدة على تجاوز الآثار الجانبية غير المرغوب بها للتخدير.

من الممكن تقديم النصيحة بتعديل النظام الغذائي، لذلك لا يجب الخجل من طلب المساعدة. ربما يكون لدى الطبيب المختص الكثير من الأفكار العملية حتى استعادة الشهية، وباختصار يمكن القول إن الأكل السليم يعني الشفاء، فمن الصعب التعافي إذا لم يكن لدى الجسم الوقود الذي يحتاجه لعملية التحسن.

6. الانتباه أثناء السعال والعطاس

يمكن أن يؤدي السعال أو العطاس بطريقة خاطئة إلى إلحاق ضرر شديد بالشق الجراحي، خاصة إذا كان مكان الجرح على مستوى البطن. لأن الجرح الجديد بعد العمل الجراحي يفتقر للمتانة، لذا يمكن أن يتسبب العطاس العنيف في فتح الشق وتباعد حوافه. من المهم حماية الشق، وذلك عبر الضغط على المنطقة، أثناء السعال أو العطاس. ويمكن القيام بذلك باستخدام اليدين أو عن طريق تغطية المنطقة بوسادة.

سيساعد الضغط اللطيف في الحفاظ على الخيوط أو الغرز سليمة. ويصبح الأمر أسهل مع الممارسة، حيث تصبح هذه الحركة تلقائية حين الشعور بسعال قادم.

7. ما هي الحالات الإسعافية التي تستوجب الذهاب للمشفى؟

من الهام توخي الحذر خلال فترة التعافي من الجراحة. تحدد التعليمات المذكورة بعد العملية متى يمكن طلب الرعاية الطارئة. ولكن بشكل عام، يجب الاتصال بالطبيب الخاص بحالات النزف و صعوبة التنفس والإقياءات المتكررة، أو عند مواجهة مشكلة في التبول، أو وجود علامات واضحة للعدوى. يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية للرعاية الأولية أو غرفة الطوارئ في حال تعذر الوصول إلى الطبيب الجراح المختص.

8. السيطرة على الألم

تعتبر السيطرة على الألم بعد الجراحة أمرًا بالغ الأهمية. يقاوم بعض الأشخاص هذه الفكرة، إما لأنهم يخشون من التعود على المسكنات، أو أنهم يعتبرون الأدوية علامة ضعف. يعتبر وجود ألم شديد في جدار الصدر معيقًا للسعال، مما يعرض المريض لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. أما إذا كان الألم الشديد عائقًا للمشي، فإنه يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم. إن الحفاظ على الألم عند مستوى مقبول، يضمن بكل تأكيد تقدم عملية التعافي كما ينبغي.

يجب تناول الدواء بانتظام كما هو موصوف. لإبقاء الألم بالحدود الدنيا وتحسين نوعية النوم الذي يعزز أيضًا من إمكانية الشفاء.

9. الحركة بأسرع وقت بعد العمل الجراحي

يعتبر المشي بعد الجراحة أحد أهم الأشياء التي يمكن القيام بها للتعافي. يمكن أن يساعد المشي السريع داخل المنزل كل ساعة أو ساعتين في منع حدوث مضاعفات خطيرة مثل التهاب الوريد الخثري (تشكل جلطة دموية) والالتهاب الرئوي، ويعد المشي طريقة لطيفة للعودة إلى النشاط البدني، ما يسرع في العودة إلى جميع الأنشطة اليومية.

يعد اتباع توصيات الأطباء بعد العمل الجراحي والالتزام بمواعيد المتابعة الطبية في العيادة أمرًا حيويًا للتعافي بعد الجراحة. هناك خطوات أخرى مهمة أيضًا، مثل العناية بالجرح وتناول الطعام والشراب بشكل صحيح لاستعادة القوة والسيطرة على الألم. لذلك يمكن القول إن نجاح مرحلة التعافي يعتمد بدرجة كبيرة على الالتزام بهذه التوصيات والنصائح.

Loading spinner
Share your love