هل يمكن الشفاء من التهاب السحايا؟

تتعدد أعراض التهاب السحايا، فما هي؟ وهل يمكن الشفاء منه؟

يعدُّ التهاب السحايا أحد الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تسبب الوفاة أو اختلاطات هامة تستمر لفترات طويلة إذا لم يتم التعامل معها بالطريقة المناسبة. وعلى الرغم من خطورته لكن التطورات الطبية التي حدثت في السنوات الماضية وفرت إمكانيات متزايدة لعلاج هذا المرض بفعالية ونجاح. في هذا المقال سنتحدث عن التهاب السحايا وأسبابه وعلاجه والاختلاطات التي يمكن أن يسببها إذا لم يعالج بطريقة صحيحة.

ما هو التهاب السحايا؟

السحايا هي مجموعة من ثلاثة أغشية تحيط وتغلف الدماغ والنخاع الشوكي، وتوفر الحماية لهذه البنى العصبية الهامة، وتعمل على احتواء سائل يعرف باسم السائل الدماغي الشوكي، الذي يتدفق حول وداخل الدماغ والنخاع الشوكي. تسمى الطبقات المختلفة للسحايا:

  1. الأم الجافية: غشاء ليفي خارجي صلب.
  2. الغشاء العنكبوتي: غشاء متوسط ناعم وحساس.
  3. الأم الحنون: غشاء رقيق داخلي.

يحدث التهاب السحايا عندما تصل العدوى للأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، ومن الممكن أن يحدث أيضًا بسبب فيروسات أو جراثيم أو فطور، أو قد يحدث كرد فعل على تأثير بعض الأدوية أو بسبب التخريش الكيميائي للأغشية.

يمكن أن يسبب التهاب السحايا تلفًا للدماغ والنخاع الشوكي إذا لم يُعالج بشكل مناسب، ففي حالة التهاب السحايا الجرثومي، إذا دخلت الجراثيم إلى مجرى الدم يصاب الشخص بتسمم الدم (تجرثم الدم) وهي حالة خطيرة جدًا.

الأعراض والعلامات

في بعض الحالات لا تظهر أي أعراض مميزة لالتهاب السحايا، وفي حالات أخرى يمكن أن تظهر أعراض متنوعة دون اتباع ترتيب محدد. من أجل ذلك يجب الانتباه للأعراض التي تشير لالتهاب السحايا خصوصًا في المراحل المبكرة ويجب طلب الاستشارة الطبية الفورية من أجل الحصول على العلاج المناسب بأسرع وقت. تشمل الأعراض ما يلي:

  • حرارة عالية (في حال التهاب السحايا الجرثومي).
  • برودة في اليدين والقدمين.
  • غثيان وإقياء.
  • تخليط ذهني.
  • تسرع التنفس.
  • آلام بالمفاصل والعضلات.
  • جلد شاحب أو مُنقط أو عليه بقع أو طفح.
  • صداع شديد.
  • صلابة نقرة وتيبس في عضلات العنق.
  • انزعاج ورهاب من الأضواء الساطعة.
  • الشعور بالنعاس الشديد أو الصعوبة بالاستيقاظ.
  • اختلاجات.

أما أهم الأعراض التي تظهر عند الأطفال الصغار:

  • رفض الرضاعة أو تناول الطعام.
  • تهيج وسرعة انفعال.
  • بكاء وصراخ بنبرة عالية.
  • انتفاخ لين أعلى الرأس.

يمكن أن تشتد أعراض المريض أو يتدهور وضعه سوءًا بسرعة كبيرة، ويجب في هذه الحالة طلب المساعدة الطبية الفورية.

علاج التهاب السحايا

تشمل الرعاية الطبية العامة لمرضى التهاب السحايا المراقبة الدقيقة وعلاج الأعراض. ويمكن إعطاء المسكنات لتخفيف الصداع المرافق لالتهاب السحايا، علاج ارتفاع الحرارة بالأدوية المناسبة والكمادات، ويتم تدبير الغثيان والإقياء عبر استخدام الأدوية المضادة للغثيان. كما يمكن إعطاء السوائل وريديًا من أجل الحفاظ على توازن سوائل الجسم، وإذا كان الشخص مصابًا بالتهاب سحايا فيروسي، فقد يتعافى بشكل جيد من خلال العناية الطبية الدقيقة والبقاء في بيئة هادئة ومظلمة.

أما إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب السحايا الجرثومي، فسيتلقى نفس الرعاية والعلاج العامين اللذين يقدمان للأسباب الأخرى للمرض، ولكنه سيتلقى أيضًا علاجًا إضافيًا للتعامل مع العدوى الجرثومية. فبمجرد الاشتباه بالتهاب سحايا جرثومي، يجب إعطاء المضادات الحيوية المناسبة عن طريق الوريد وقد يتلقى الشخص عدة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية معًا، وبالنسبة للنوع الفطري، يُعطى علاج مضاد للفطريات بالإضافة للعلاجات السابقة.

إذا كانت أعراض التهاب السحايا شديدة، فمن المحتمل أن يطبق العلاج داخل وحدة العناية المركزة، وقد يحتاج المريض للدعم بالأكسجين مع دعم غذائي وسوائل وأملاح عبر الوريد، وإذا عانى المريض من نوبات اختلاج كعرض من أعراض التهاب السحايا، يجب إعطاء الأدوية المضادة للصرع (AEDs) للسيطرة على النوبات، وربما ينصح الأطباء بأدوية أخرى مثل الستيروئيدات (لتقليل الالتهاب) ومدرات البول (لتخفيف الضغط داخل تجويف الرأس) والمهدئات (لتهدئة الشخص إذا كان متهيجًا وللمساعدة في السيطرة على نوبات الاختلاج).

الشفاء من التهاب السحايا واختلاطاته

إذا تم تشخيص إصابة الشخص بالتهاب السحايا الفيروسي، فمن المتوقع أن تتحسن الأعراض في غضون أيام قليلة ويتعافى تمامًا بعد أسبوع إلى أربعة أسابيع، ومن الشائع أن يشعر المريض بالتعب خلال فترة النقاهة. إذا تم علاج التهاب السحايا الجرثومي مبكرًا، فعادةً ما يحدث تحسن تدريجي في الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام.

على الرغم من أن الأعراض مثل الصداع والحمى قد تتحسن بسرعة باستخدام المناسب من العلاج، إلا أن التهاب السحايا يمكن أن يسبب اختلاطات طويلة الأمد، وخاصة في الحالات التي تكون فيها درجة العدوى والالتهاب شديدة. من المحتمل أن تشمل هذه الاختلاطات مشاكل في السمع (بسبب تليف العصب السمعي) ونوبات اختلاج واستسقاء الدماغ (تراكم السائل الدماغي الشوكي داخل الدماغ وحوله) ومشاكل في الذاكرة وتغيرات في الشخصية والسلوك ومشاكل في الكلام وضعف في جانب واحد من الجسم.

إذا وصلت الجراثيم إلى مجرى الدم وسببت تجرثم دم، يمكن أن تتضرر أنسجة أخرى من الجسم، وإذا كانت الإصابة شديدة من المحتمل أن يصاب الشخص بالغرغرينا حيث تبدأ النسج بالتموت في المنطقة المصابة، وفي الحالات الخطيرة جدًا من الممكن أن يستلزم الأمر بتر أصابع اليدين أو القدمين أو الأطراف. إذا كان هناك تراكم للسوائل حول الدماغ وحدث استسقاء دماغ، فقد يحتاج المريض إلى عمل جراحي لزرع أنبوب صغير لتصريف السائل الدماغي الشوكي الزائد من الدماغ، أما إذا عانى المريض من نوبات اختلاج، من المحتمل أن يحتاج إلى أدوية مضادة للصرع للسيطرة على هذه الاختلاجات.

اعتمادًا على حالة المريض، قد يستفيد على العلاج الفيزيائي للمساعدة في التخلص من المشاكل الحركية، وعلاجات النطق واللغة لعلاج مشاكل النطق. ويمكن لطبيب الأمراض العصبية المساعدة في حل مشاكل الذاكرة وتغيرات الشخصية. يجد العديد من المرضى أن هذه الخدمات جزء مهم من التعافي وإعادة التأهيل على المدى البعيد.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love