هل تحتاج الالتهابات التنفسية لعلاج بالمضادات الحيوية؟

هل تفيد المضادات الحيوية في علاج الالتهابات التنفسية؟

يمكن أن تصيب عدوى الجهاز التنفسي أي جزء منه كالجيوب الأنفية أو الحلق أو الرئتين أو حتى القصبات التنفسية، وعادةً ما تُقسم عدوى الجهاز التنفسي لنوعين: العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، والعدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي (ذات رئة).

تؤثر العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي على الجيوب الأنفية والحلق، وتشمل ما يلي:

  • نزلة برد.
  • التهاب لسان المزمار.
  • التهاب الحنجرة.
  • التهاب البلعوم (التهاب الحلق).
  • التهاب الجيوب الأنفية.

ما هي نزلات البرد (الزكام)؟

يوجد أكثر من مئتي نوع مختلف من الفيروسات التي قد تسبب الزكام، وغالبًا ما تزول نزلات البرد من تلقاء نفسها. يمكن للزكام أن:

  • يحدث في أي عمر.
  • له طيف واسع من الأعراض.
  • ينتشر عن طريق الاحتكاك المباشر بإفرازات الجهاز التنفسي مثل اللعاب أو المخاط أو البلغم.
  • يستمر السعال عادة من (7-10) أيام، على الرغم من أنه قد يستمر أيضًا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
  • يؤدي إلى مضاعفات في بعض الأحيان مثل التهابات الأذن والعين والتهابات الجيوب الأنفية وذات الرئة.

يمكن أن تساعدك النصائح التالية على الشعور بالتحسن:

  • استخدم السيتامول إذا كنت تعاني من آلام في الجسم وحمى. اقرأ واتبع جميع التعليمات الموجودة على الملصق المخصص لعلبة الدواء.
  • احرص على شرب الكثير من السوائل، ولا سيما الماء والشاي والحساء.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة، حتى يكتسب جسمك الطاقة اللازمة لمحاربة الفيروس.
  • استخدام قطرات أو أدوية لتدبير السعال وتجنب التدخين أو استنشاق الأبخرة التي قد تهيج رئتيك.

هل يمكن للمضادات الحيوية أن تعالج عدوى الجهاز التنفسي العلوي كما في حالة الزكام؟

إن عدوى الجهاز التنفسي العلوي تكون عادة مسببة بالفيروسات والتي لا تستجيب للمضادات الحيوية. يمكنك على الأرجح تدبير الأعراض في المنزل من خلال مسكنات الألم والراحة والإكثار من شرب السوائل. إذا كنت مصابًا بعدوى جرثومية، كما في التهاب الحلق الجرثومي الحاد المسبَّب بجراثيم العقديات عادة، عندها يستطب أن تتناول مضادات حيوية نوعية بإشراف الطبيب. في الحالة تلك كثيرًا ما يوصف البنسلين أو الأموكسيسيلين.

تؤدي الوصفات الطبية غير الضرورية لأدوية المضادات الحيوية إلى تفاعلات دوائية ضارة يمكن تجنبها، وتؤدي إلى تطور جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية وهذا يعد تهديدًا عالميًا للصحة العامة. ما يقارب نصف النسبة الإجمالية من المضادات الحيوية الموصوفة في العيادات الخارجية تكون مخصصة لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، على الرغم من أن ثلث إلى نصف هذه المضادات الحيوية تكون موصوفة بشكل غير مناسب للمرضى غير المصابين بعدوى جرثومية في الجهاز التنفسي.

الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي تؤثر على القصبات التنفسية والرئتين وتشمل ما يلي:

  1. التهاب القصبات التنفسية، وهو التهاب رئوي يسبب السعال والحمى.
  2. التهاب القصيبات التنفسية، وهو التهاب رئوي يصيب الأطفال الصغار عادة.
  3. ذات الرئة.

هل يمكن للمضادات الحيوية أن تعالج عدوى الجهاز التنفسي السفلي كما في حالة التهاب القصبات التنفسية الحاد أو ذات الرئة؟

عادة ما ينتج التهاب القصبات التنفسية عن إصابة فيروسية وغالبًا ما يكون ذلك ثانويًا للإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا، وبالتالي لن تساعد المضادات الحيوية في التهاب القصبات التنفسية الحاد بل وقد تكون ضارة. يوصي الخبراء بعدم استخدام المضادات الحيوية لمحاولة تخفيف أعراض التهاب القصبات التنفسية الحاد إذا لم تكن لديك مشاكل صحية أخرى. أي قد يوصي طبيبك بتناول المضادات الحيوية عند الإصابة بالتهاب القصبات التنفسية الحاد في حال:

  • كنت معرضًا لخطر الإصابة بذات الرئة.
  • لم تتحسن حالتك الصحية خلال 14 إلى 21 يومًا.
  • إذا كنت مصابًا بداء الانسداد الرئوي المزمن أو الربو أو التليف الكيسي أو قصور القلب.

وذلك لمنع المضاعفات التي قد تنجم عن الإصابة بالتهاب القصبات التنفسية الحاد عند المرضى المصابين بإحدى الحالات المرضية السابقة.

تزول معظم حالات التهاب القصبات التنفسية الحاد في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولكن قد يستمر البعض منها حتى فترة 4 أسابيع. عادة ما يكون العلاج المنزلي الهادف لتخفيف الأعراض فقط هو كل ما تحتاجه.

يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في تقصير مدة السعال، لكنها قد تسبب تأثيرات جانبية وتساهم في تطور مقاومة للمضادات الحيوية، في المقابل يمكن أن تصيب ذات الرئة أي شخص، لكن الفئتين العمريتين الأكثر عرضةً للخطر هما: الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنتين أو أقل، والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.

تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

  • الإصابة بمرض مزمن.
  • التدخين.
  • ضعف الجهاز المناعي.

تعتمد العلاجات النوعية على نوع ذات الرئة وشدتها وعمرك وصحتك العامة. تشمل الخيارات:

  • مضادات حيوية: حيث تستخدم لعلاج ذات الرئة الجرثومية فقط. قد يستغرق تحديد نوع البكتيريا المسببة لذات الرئة واختيار أفضل مضاد حيوي لعلاجها مدة زمنية.
  • مهدئات السعال: يمكن استخدام هذا الدواء لتخفيف السعال لديك حتى تتمكن من الحصول على الراحة، ولأن السعال يساعد على إرخاء وتحريك السوائل خارج رئتيك، فمن الجيد ألا تقضي على السعال بشكل كامل.
  • خافضات الحرارة ومسكنات الألم.

من المهم أن نعلم أن تناول مضاد حيوي لإصابة بعدوى فيروسية:

  • لن يعالج الإصابة.
  • لن يمنع الآخرين من العدوى بالمرض.
  • لن يساعدك أنت أو طفلك على الشعور بالتحسن.
  • قد يسبب آثارًا جانبية ضارة وغير ضرورية.
  • يعزز تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

يمكنك المساعدة في التقليل من تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من خلال:

  • اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. نظف أي جروح لتجنب الالتهابات البكتيرية التي تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.
  • احصل على جميع اللقاحات الموصى بها. تقي بعض اللقاحات من العدوى البكتيرية، مثل لقاح الدفتيريا والسعال الديكي (الشاهوق). تحقق دائمًا لمعرفة ما إذا كنت بحاجة إلى أي لقاحات قبل السفر أيضًا.
  • قلل من خطر إصابتك بالعدوى البكتيرية التي تنتشر عن طريق الطعام.
  • استخدم المضادات الحيوية فقط كما هو موصوف من قبل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، وتقيد بالجرعة اليومية الموصوفة.

من المغري أن تظن أنه بإمكانك التوقف عن أخذ الدواء حالما بدأت تشعر بالتحسن لكن عليك أن تنهي العلاج بالكامل كما هو موصوف من قبل الطبيب، فقد لا يكون هذا الدواء فعالًا في المرة القادمة حين تحتاجه حقًا. وأخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كان لديك أي تأثيرات جانبية.

لا تتناول أبدًا المضادات الحيوية الموصوفة لشخص آخر ولا تسمح لأي شخص آخر بتناول الأدوية  الخاصة بك. الإفراط بتناول المضادات الحيوية أو تناولها حين لا تكون بحاجة إليها قد يكون ضارًا. بالإرشادات السابقة يمكنك أن تساهم في الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية الحالية وتجنب التأثيرات الجانبية للاستعمال الخاطئ لها.

Loading spinner
Share your love