الوردية (Rosacea) هي حالة جلدية شائعة تؤثر بشكل رئيسي على الوجه، حيث تتسبب في احمرار البشرة وظهور أوعية دموية دقيقة. يمكن لهذه الحالة أن تكون مزعجة لأصحابها بسبب مظهرها البارز وتأثيرها على الثقة بالنفس. تبدأ الوردية غالبًا باحمرار مؤقت في الوجه، خاصة في مناطق الخدود والأنف والجبهة والذقن. بمرور الوقت، يمكن أن يصبح الاحمرار دائمًا وتظهر أوعية دموية مرئية على سطح الجلد.
تشمل أعراض الوردية أيضًا توسع المسام وتورم الجلد، وقد يعاني البعض من نتوءات صغيرة مليئة بالصديد تشبه في مظهرها حب الشباب. في حالات أكثر شدة، يمكن أن يتضخم الأنف ويتدخل في شكل الوجه، وهي حالة تُعرف بتضخم الأنف أو الوريق. وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية، قد يشعر المصابون بالوردية بحرقان أو لذعة في الجلد، كما يمكن أن تؤثر على العينين مسببة التهاب الجفن واحمرار العين.
علاج الوردية يتطلب نهجًا فرديًا وشاملًا يعتمد على نوع وأعراض الحالة لدى كل شخص. يمكن اللجوء إلى علاجات موضعية تحتوي على مضادات حيوية أو حاصرات مستقبلات بيتا للمساعدة في تخفيف الاحمرار والالتهابات. أحيانًا تُستخدم الأدوية الفموية وخاصة المضادات الحيوية للتحكم في الالتهابات والتهيج. يمكن لتقنيات العلاج بالليزر أيضًا أن تكون فعّالة في تقليل ظهور الأوعية الدموية المرئية وتحسين مظهر البشرة بشكل عام.
إلى جانب العلاجات الطبية، يُنصح بتجنب التعرّض للمهيجات التي يمكن أن تزيد من سوء الحالة مثل الشمس المباشرة، والأطعمة الحارة، والمشروبات الكحولية، والإجهاد النفسي. يمكن لاستخدام مستحضرات تجميل ذات مكونات لطيفة وخالية من العطور أن يساعد في الحفاظ على صحة البشرة وتقليل تهيجها. الوردية ليست مرضًا خطيرًا، إلا أنها تتطلب رعاية ومتابعة دائمة للتحكم في أعراضها وتحسين نوعية حياة المصابين بها.