التهاب الأذن الوسطى هو حالة شائعة تصيب البالغين والأطفال على حد سواء، خاصةً خلال فصول الشتاء وأوقات التغيرات المناخية. يعتبر هذا الالتهاب عدوى تحدث في منطقة الأذن الوسطى، وهي المسافة الصغيرة الممتدة بين طبلة الأذن والأذن الداخلية الممتلئة بالهواء، وأحيانًا يُسبِب تراكم السوائل والالتهابات فيها الألم وعدم الراحة.
تشمل أعراض التهاب الأذن الوسطى الشعور بألم حاد أو متكرر في الأذن، وقد يُصاحبه فقدان مؤقت للسمع، وارتفاع في درجة الحرارة. في بعض الحالات، قد يعاني المريض أيضًا من إفرازات سائلة تنبعث من الأذن تُشير إلى وجود ثقب في طبلة الأذن. عند الرضع والأطفال الصغار، قد تكون الأعراض أكثر تعقيدًا للتحديد، حيث يمكنهم أن يعانوا من التهيج، وصعوبة في النوم، وفقدان الشهية، والبكاء غير المبرر.
لعلاج التهاب الأذن الوسطى، يعتبر التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى. يعتمد الأطباء في العادة على الفحص الجسدي للأذن واستخدام الأجهزة الطبية لتحديد مدى الالتهاب ونوعه. في الحالات البسيطة، قد يوصي الطبيب بالراحة واستخدام مضادات الألم لتخفيف الأعراض، بينما في حالات أخرى قد تكون المضادات الحيوية ضرورية لمكافحة العدوى البكتيرية. إذا لم تتحسن الحالة بعد العلاج الأولي، قد يكون من الضروري إجراء فحص أكثر تفصيلًا وتصوير الأذن، وأحيانًا تدخل جراحي لتصريف السوائل المتراكمة.
بفضل التقدم الطبي، يمكن علاج أغلب حالات التهاب الأذن الوسطى بنجاح إذا تم التشخيص والعلاج مبكرًا. مع ذلك، الوقاية دائمًا أفضل من العلاج؛ لذا من المهم الحفاظ على النظافة الشخصية، وتفادي التهابات الجهاز التنفسي العلوية، ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض مشبوهة لضمان صحة الأذن وسلامتها.