الثعلبة هي حالة مرضية تتسبب في تساقط الشعر بشكل غير طبيعي، وقد تؤثر على فروة الرأس أو مناطق أخرى من الجسم. تعتبر الثعلبة من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل دائري أو بيضوي. يمكن أن تؤثر الثعلبة على الأشخاص من جميع الأعمار والجنسين، ولكنها غالبًا ما تظهر في الشباب.
تتجلى أعراض الثعلبة في البداية بفقدان الشعر في منطقة محددة، وعادة ما يكون هذا التساقط غير مؤلم ولا يسبب حكة. في بعض الحالات، يمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى في المناطق المصابة ومن ثم يتساقط في أماكن أخرى. قد يظهر الشعر الجديد أرق وأفتح لونًا من الشعر الأصلي. رغم أن الثعلبة لا تسبب أضرارًا جسدية كبيرة، إلا أن التأثير النفسي على المريض يمكن أن يكون كبيرًا، حيث يعاني بعض الأشخاص من انخفاض تقدير الذات والاكتئاب.
يمكن علاج الثعلبة من خلال عدة طرق تهدف إلى تحفيز نمو الشعر والحد من نشاط جهاز المناعة. تتضمن العلاجات الشائعة استخدام الكريمات والمراهم التي تحتوي على الستيرويدات الموضعية، بالإضافة إلى الحقن المباشرة للكورتيكوستيرويدات في فروة الرأس. في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوية مثبطة للمناعة، مثل السيكلوسبورين والميثوتريكسات، لتحقيق نتائج أفضل. تقنيات أخرى مثل العلاج بالضوء والأدوية البيولوجية قد تكون مفيدة لبعض المرضى. كما يعتبر الدعم النفسي والعاطفي جزءًا هامًا من العلاج، مما يساعد المرضى على التعامل مع التأثيرات النفسية والمعنوية للثعلبة.
تبقى الثعلبة حالة تتطلب التشخيص والعلاج من قبل مختصين، حيث يمكن للطبيب تحديد العلاج الأمثل لكل مريض بناءً على حالته الخاصة وتاريخه الصحي. الوصفات المنزلية والعلاجات الطبيعية ليست بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة.