مقدمة عن داء النوسجات الرئوي

داء النوسجات الرئوي هو عدوى فطرية تصيب الرئتين نتيجة استنشاق الأبواغ الفطرية. ينتج هذا المرض عن فطر يُعرف باسم Histoplasma capsulatum، ويحدث بشكل رئيسي في المناطق التي تحتوي على فضلات الطيور أو الخفافيش. يُعرف داء النوسجات الرئوي طبيًا بالكود B36.0 في التصنيف الدولي للأمراض ICD-10. قد تتراوح الأعراض بين خفيفة وشديدة، اعتمادًا على كمية الأبواغ المستنشقة وحالة الجهاز المناعي للمريض.

في هذا المقال، سنتناول أسباب داء النوسجات الرئوي، أعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى استراتيجيات الوقاية.

أسباب داء النوسجات الرئوي

استنشاق الأبواغ الفطرية

السبب الرئيسي لداء النوسجات الرئوي هو استنشاق الأبواغ الفطرية لفطر Histoplasma capsulatum. تحدث العدوى عندما يتم استنشاق هذه الأبواغ الموجودة في الهواء، خاصة في الأماكن التي تحتوي على فضلات الطيور أو الخفافيش، مثل الكهوف أو المزارع.

ضعف الجهاز المناعي

الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بداء النوسجات الرئوي. في هؤلاء الأشخاص، قد تتطور العدوى إلى حالة أكثر خطورة.

أعراض داء النوسجات الرئوي

تتراوح أعراض داء النوسجات الرئوي بين خفيفة وشديدة، وتشبه في بعض الأحيان أعراض الإنفلونزا. قد تشمل الأعراض ما يلي:

• السعال: السعال المستمر هو أحد الأعراض الرئيسية.
• الحمى: قد يعاني المريض من حمى نتيجة العدوى.
• ضيق التنفس: يمكن أن يحدث ضيق في التنفس، خاصة في الحالات الشديدة.
• آلام الصدر: قد يشعر المريض بآلام في الصدر، خاصة عند التنفس العميق.
• التعب العام: يشعر المريض بالتعب والإرهاق.

في الحالات الشديدة أو المزمنة، يمكن أن تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.

تشخيص داء النوسجات الرئوي

يعتمد تشخيص داء النوسجات الرئوي على مجموعة من الفحوصات التي تساعد في تحديد وجود العدوى:

الأشعة السينية للصدر

يُستخدم تصوير الصدر بالأشعة السينية للكشف عن أي تغييرات في الرئتين تشير إلى وجود عدوى فطرية. قد تظهر الصور علامات على التهاب أو عقيدات في الرئتين.

اختبارات الدم

يمكن استخدام اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة للفطر أو عن وجود مستضدات الفطر في الدم. هذه الاختبارات تساعد في تأكيد التشخيص.

اختبارات زراعة الفطريات

في بعض الحالات، يتم أخذ عينة من البلغم أو سوائل الجسم الأخرى وزراعتها في المختبر للكشف عن وجود فطر Histoplasma capsulatum.

علاج داء النوسجات الرئوي

يعتمد العلاج على شدة الأعراض والحالة الصحية العامة للمريض. في الحالات الخفيفة، قد لا يكون العلاج ضروريًا، ولكن في الحالات الأكثر خطورة، يتم استخدام أدوية مضادة للفطريات:

الأدوية المضادة للفطريات

إيتراكونازول: يُعتبر هذا الدواء الخيار الأول لعلاج داء النوسجات الرئوي. يتم وصفه لمدة تتراوح بين أسابيع إلى أشهر حسب شدة الحالة.
أمفوتيريسين ب: في الحالات الشديدة أو لدى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، قد يُستخدم أمفوتيريسين ب لعلاج العدوى.

العناية الداعمة

في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى علاجات داعمة مثل الأكسجين الإضافي أو الأدوية لتخفيف الأعراض مثل السعال والحمى.

الوقاية من داء النوسجات الرئوي

لتجنب الإصابة بداء النوسجات الرئوي، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية:

• تجنب المناطق الملوثة: يُنصح بتجنب الأماكن التي تحتوي على فضلات الطيور أو الخفافيش، مثل الكهوف والمزارع، خاصة للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
• ارتداء الأقنعة: ارتداء أقنعة الوجه عند العمل في مناطق قد تحتوي على الأبواغ الفطرية يساعد في تقليل خطر استنشاق الأبواغ.
• اتباع إجراءات النظافة: تنظيف وتجفيف المناطق التي قد تكون ملوثة بالفطريات يساعد في تقليل انتشار العدوى.

مضاعفات داء النوسجات الرئوي

إذا لم يتم علاج داء النوسجات الرئوي بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. تشمل المضاعفات المحتملة:

• النوسجات المنتشرة: في هذه الحالة، تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الكبد والطحال، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
• التهاب السحايا: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى التهاب السحايا.
• مشاكل تنفسية مزمنة: قد يؤدي داء النوسجات الرئوي إلى مشاكل تنفسية مزمنة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.

الأسئلة الشائعة حول داء النوسجات الرئوي

ما هو داء النوسجات الرئوي؟

داء النوسجات الرئوي هو عدوى فطرية تصيب الرئتين نتيجة استنشاق أبواغ فطر Histoplasma capsulatum. تحدث العدوى عادة في الأماكن التي تحتوي على فضلات الطيور أو الخفافيش.

كيف يمكن علاج داء النوسجات الرئوي؟

العلاج يعتمد على شدة الحالة. يتم استخدام أدوية مضادة للفطريات مثل إيتراكونازول أو أمفوتيريسين ب في الحالات الشديدة.

هل يمكن الوقاية من داء النوسجات الرئوي؟

نعم، يمكن الوقاية من داء النوسجات الرئوي من خلال تجنب المناطق الملوثة وارتداء الأقنعة عند التعرض لأماكن تحتوي على الأبواغ الفطرية.

خاتمة عن داء النوسجات الرئوي

داء النوسجات الرئوي هو عدوى فطرية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح. من المهم اتخاذ التدابير الوقائية وتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات. إذا كنت تشك في أنك قد تكون مصابًا بهذه العدوى، يُنصح باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.