مقدمة عن التهاب النسيج الخلوي

التهاب النسيج الخلوي، المعروف طبيًا باسم Cellulitis ويُشار إليه بالكود L03 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10)، هو عدوى بكتيرية تصيب الطبقات العميقة من الجلد والأنسجة تحت الجلد. يحدث هذا الالتهاب غالبًا نتيجة دخول البكتيريا عبر جرح أو قطع في الجلد، مما يؤدي إلى تورم واحمرار وألم في المنطقة المصابة. يُعد التهاب النسيج الخلوي من الحالات الشائعة التي تتطلب علاجًا طبيًا سريعًا لتجنب المضاعفات مثل انتشار العدوى إلى مجرى الدم.

في هذا المقال، سنستعرض أسباب التهاب النسيج الخلوي وأعراضه وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى التدابير الوقائية لمنع حدوثه.

أسباب التهاب النسيج الخلوي

العدوى البكتيرية

يُعتبر السبب الرئيسي لالتهاب النسيج الخلوي هو العدوى بالبكتيريا، غالبًا ما تكون بكتيريا المكورات العقدية (Streptococcus) أو المكورات العنقودية (Staphylococcus). تدخل هذه البكتيريا إلى الجسم عبر جروح مفتوحة، مثل القطوع أو القروح أو لدغات الحشرات.

الإصابات الجلدية

أي ضرر يصيب الجلد يمكن أن يكون مدخلًا للبكتيريا. تشمل الأسباب الشائعة للإصابة:

• الجروح: مثل القطوع أو القروح الناتجة عن العمليات الجراحية.
• لدغات الحشرات: يمكن أن تؤدي لدغات الحشرات إلى فتحات صغيرة في الجلد تسمح بدخول البكتيريا.
• القرح المزمنة: مثل قرح القدم الناتجة عن مرض السكري أو قرح الفراش.

العوامل المؤهبة

بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، ومنها:

• ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل مرضى السكري أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، يكونون أكثر عرضة للإصابة.
• السمنة: زيادة الوزن قد تزيد من الضغط على الجلد وتجعل الالتهابات أكثر شيوعًا.
• مشاكل الدورة الدموية: مشاكل مثل القصور الوريدي يمكن أن تؤدي إلى تراكم السوائل في الأطراف، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

أعراض التهاب النسيج الخلوي

تشمل الأعراض الرئيسية لالتهاب النسيج الخلوي:

• الاحمرار: يظهر الجلد بلون أحمر ويكون دافئًا عند اللمس.
• التورم: تتورم المنطقة المصابة نتيجة للعدوى.
• الألم: يشعر المريض بألم في المنطقة المصابة، والذي قد يزداد مع الحركة أو اللمس.
• الحمى: قد يعاني المريض من حمى وقشعريرة إذا انتشرت العدوى.
• التعب العام: يمكن أن يشعر المريض بالتعب والإرهاق نتيجة لمحاربة الجسم للعدوى.

تشخيص التهاب النسيج الخلوي

يعتمد التشخيص عادة على الفحص السريري والأعراض التي يعاني منها المريض. ومع ذلك، قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص:

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة بحثًا عن علامات الاحمرار والتورم والحرارة. يستند التشخيص في الغالب إلى المظهر السريري للجلد.

فحوصات الدم

قد يطلب الطبيب فحص الدم للتحقق من وجود علامات العدوى، مثل ارتفاع مستوى الكريات البيضاء أو زيادة مستويات البروتين المتفاعل-C (CRP) الذي يدل على وجود التهاب.

فحص المزرعة البكتيرية

في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من السوائل أو القيح من المنطقة المصابة لتحديد نوع البكتيريا المسؤولة عن العدوى. يساعد هذا الفحص في تحديد العلاج المناسب.

علاج التهاب النسيج الخلوي

يتطلب علاج التهاب النسيج الخلوي استخدام المضادات الحيوية للقضاء على العدوى. يعتمد نوع العلاج على شدة الحالة:

المضادات الحيوية

في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، يتم وصف المضادات الحيوية الفموية مثل أموكسيسيلين أو أزيثرومايسين. أما في الحالات الشديدة، فقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى وتلقي المضادات الحيوية عبر الوريد.

مسكنات الألم

قد يتم وصف مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين لتخفيف الألم والالتهاب.

الراحة ورفع الطرف المصاب

ينصح برفع الطرف المصاب لتقليل التورم وتحسين تدفق الدم. كما يجب على المريض الراحة وتجنب الحركة الزائدة.

الوقاية من التهاب النسيج الخلوي

يمكن الوقاية من التهاب النسيج الخلوي باتباع بعض التدابير الوقائية للحفاظ على سلامة الجلد:

• الحفاظ على نظافة الجروح: يجب تنظيف الجروح وتغطيتها بضمادات نظيفة لمنع دخول البكتيريا.
• التحكم في حالات طبية مزمنة: مثل السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري لمنع تقرحات القدم.
• الحفاظ على نظافة الجلد وترطيبه: يساعد ترطيب الجلد بانتظام على منع الجفاف والتشققات التي قد تسمح بدخول البكتيريا.

مضاعفات التهاب النسيج الخلوي

إذا لم يتم علاج التهاب النسيج الخلوي بشكل صحيح، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

• العدوى في مجرى الدم: يمكن أن تنتشر البكتيريا إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تسمم الدم (Sepsis) وهي حالة تهدد الحياة.
• الخراجات: قد تتكون تجمعات من القيح تحت الجلد، مما يتطلب تصريفها جراحيًا.
• التهاب الأنسجة العميقة: قد تنتشر العدوى إلى الأنسجة العميقة مثل العضلات أو العظام، مما يستدعي علاجًا أكثر تعقيدًا.

الأسئلة الشائعة حول التهاب النسيج الخلوي

ما هو التهاب النسيج الخلوي؟

التهاب النسيج الخلوي هو عدوى بكتيرية تصيب الطبقات العميقة من الجلد والأنسجة تحت الجلد، مما يؤدي إلى احمرار وتورم وألم في المنطقة المصابة.

كيف يمكن علاج التهاب النسيج الخلوي؟

يتم علاج التهاب النسيج الخلوي عادةً باستخدام المضادات الحيوية، ويمكن أن يشمل العلاج أيضًا مسكنات الألم والراحة.

هل يمكن أن يعود التهاب النسيج الخلوي مرة أخرى؟

نعم، يمكن أن يعود التهاب النسيج الخلوي إذا لم يتم علاج السبب الأساسي للعدوى، مثل الجروح المزمنة أو ضعف المناعة.

خاتمة عن التهاب النسيج الخلوي

التهاب النسيج الخلوي هو حالة طبية تتطلب علاجًا فوريًا لتجنب المضاعفات الخطيرة. من المهم استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض وتلقي العلاج المناسب. الحفاظ على نظافة الجلد والعناية بالجروح بشكل صحيح يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه الحالة.