مقدمة عن التهاب الملتحمة

التهاب الملتحمة، المعروف أيضًا باسم “العين الوردية”، هو التهاب أو تهيج يصيب الغشاء الشفاف الذي يغطي الجزء الأمامي من العين. يُعتبر التهاب الملتحمة من أكثر حالات التهاب العين شيوعًا، ويمكن أن ينتج عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية، أو بسبب الحساسية. الكود H10.9 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10) يُستخدم للإشارة إلى حالات التهاب الملتحمة غير المحددة. يُمكن أن يصيب هذا الالتهاب الأشخاص من جميع الأعمار ويؤدي إلى احمرار، حكة، وإفرازات من العين.

في هذا المقال، سنستعرض أسباب التهاب الملتحمة، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى التدابير الوقائية.

أسباب التهاب الملتحمة

العدوى الفيروسية

تُعد العدوى الفيروسية من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الملتحمة. يتسبب الفيروس الغدي (Adenovirus) في معظم الحالات، ويمكن أن ينتقل بسهولة بين الأشخاص عبر التلامس المباشر أو من خلال الأسطح الملوثة.

العدوى البكتيرية

بعض حالات التهاب الملتحمة تنتج عن العدوى البكتيرية. يمكن أن تحدث هذه العدوى بسبب بكتيريا مثل المكورات العنقودية (Staphylococcus) أو المكورات الرئوية (Streptococcus). غالبًا ما تكون العدوى البكتيرية أكثر شيوعًا لدى الأطفال.

الحساسية

التهاب الملتحمة التحسسي يحدث نتيجة التعرض لمواد مهيجة مثل حبوب اللقاح، الغبار، أو وبر الحيوانات. في هذه الحالة، يصاحب الالتهاب حكة شديدة ودموع مفرطة.

أسباب أخرى

• المواد الكيميائية: قد يحدث التهاب الملتحمة نتيجة التعرض لمواد كيميائية مثل الكلور في حمامات السباحة.
• ارتداء العدسات اللاصقة: الاستخدام غير الصحيح للعدسات اللاصقة يمكن أن يؤدي إلى تهيج الملتحمة.

أعراض التهاب الملتحمة

تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب الملتحمة ما يلي:

• احمرار العين: يُعتبر احمرار العين من أبرز علامات التهاب الملتحمة.
• الحكة: الشعور بحكة مزعجة في العين.
• إفرازات: قد تصاحب الالتهاب إفرازات بيضاء أو صفراء من العين، خاصة في حالات العدوى البكتيرية.
• الدموع المفرطة: يمكن أن تزداد الدموع بشكل غير طبيعي، خاصة في حالات الحساسية.
• الشعور بوجود جسم غريب: قد يشعر المريض بوجود جسم غريب في العين.

تشخيص التهاب الملتحمة

يعتمد تشخيص التهاب الملتحمة على الفحص السريري من قبل طبيب العيون. هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها لتأكيد التشخيص:

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص العين باستخدام ضوء خاص للتحقق من حالة الملتحمة والبحث عن علامات العدوى أو الالتهاب.

اختبارات مخبرية

في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من الإفرازات الموجودة في العين لإجراء اختبار مخبري يحدد نوع العدوى، سواء كانت بكتيرية أو فيروسية. يساعد هذا الاختبار في تحديد العلاج المناسب.

علاج التهاب الملتحمة

يعتمد علاج التهاب الملتحمة على السبب الكامن وراءه، سواء كان عدوى بكتيرية، فيروسية، أو حساسية:

العلاج للعدوى البكتيرية

في حالات العدوى البكتيرية، قد يوصي الطبيب باستخدام قطرات أو مراهم مضادة للبكتيريا. تتحسن الأعراض عادةً خلال بضعة أيام من بدء العلاج.

العلاج للعدوى الفيروسية

لا يوجد علاج محدد للعدوى الفيروسية، ولكن يمكن أن تختفي الأعراض من تلقاء نفسها بعد فترة من الزمن. يُنصح باستخدام الكمادات الباردة وقطرات العين المرطبة لتخفيف الأعراض.

العلاج للحساسية

إذا كان التهاب الملتحمة ناتجًا عن الحساسية، يمكن استخدام قطرات مضادة للحساسية أو أدوية مضادة للهستامين لتخفيف الأعراض.

الوقاية من التهاب الملتحمة

لتجنب الإصابة بالتهاب الملتحمة أو تقليل فرص انتشاره، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية:

• غسل اليدين بانتظام: غسل اليدين بانتظام يساعد في منع انتقال العدوى.
• تجنب لمس العينين: يجب تجنب لمس العينين باليدين، خاصة إذا كانت ملوثة.
• عدم مشاركة الأدوات الشخصية: يُنصح بعدم مشاركة المناشف أو الأدوات الشخصية مثل مستحضرات التجميل مع الآخرين.
• تنظيف العدسات اللاصقة: التأكد من تنظيف العدسات اللاصقة بشكل صحيح وتغييرها بانتظام.

مضاعفات التهاب الملتحمة

على الرغم من أن التهاب الملتحمة يُعتبر حالة بسيطة في معظم الأحيان، إلا أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل:

• التهاب القرنية: يمكن أن ينتقل الالتهاب إلى القرنية، مما يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة في الرؤية.
• العدوى المزمنة: في بعض الحالات، قد تصبح العدوى مزمنة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.

الأسئلة الشائعة حول التهاب الملتحمة

ما هو التهاب الملتحمة؟

التهاب الملتحمة هو التهاب أو تهيج يصيب الغشاء الذي يغطي الجزء الأمامي من العين. يمكن أن ينتج عن العدوى أو الحساسية.

هل يمكن علاج التهاب الملتحمة في المنزل؟

يمكن علاج بعض حالات التهاب الملتحمة في المنزل باستخدام الكمادات الباردة وقطرات العين المرطبة، ولكن من المهم استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.

هل التهاب الملتحمة معدٍ؟

نعم، بعض أنواع التهاب الملتحمة، مثل تلك الناتجة عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية، يمكن أن تكون معدية.

خاتمة عن التهاب الملتحمة

التهاب الملتحمة هو حالة شائعة تؤثر على العين ويمكن علاجها بسهولة إذا تم التشخيص والعلاج في وقت مبكر. من المهم اتباع إجراءات النظافة الشخصية والابتعاد عن مسببات العدوى لتجنب تكرار الحالة. إذا كنت تعاني من أعراض التهاب الملتحمة، يُنصح بزيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.