مقدمة عن التهاب الأذن الوسطى المصلي

التهاب الأذن الوسطى المصلي هو حالة تحدث عندما يتجمع السائل في الأذن الوسطى نتيجة لالتهاب أو عدوى. يُعد هذا النوع من الالتهاب شائعًا لدى الأطفال ولكنه يمكن أن يصيب البالغين أيضًا. يتسبب تراكم السائل في ضعف السمع والشعور بعدم الراحة أو الضغط داخل الأذن. يُعرف التهاب الأذن الوسطى المصلي بالكود H65.1 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10).

في هذا المقال، سنستعرض أسباب التهاب الأذن الوسطى المصلي، الأعراض الشائعة، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من هذه الحالة.

أسباب التهاب الأذن الوسطى المصلي

عدوى الجهاز التنفسي العلوي

غالبًا ما يحدث التهاب الأذن الوسطى المصلي بعد عدوى في الجهاز التنفسي العلوي مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا. يمكن أن تؤدي العدوى إلى التهاب في الأنابيب التي تربط الأذن الوسطى بالحلق (أنابيب استاكيوس)، مما يؤدي إلى انسدادها وتراكم السوائل في الأذن الوسطى.

الحساسية

قد تتسبب الحساسية في التهاب أنابيب استاكيوس، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى. يمكن أن تزيد الحساسية الموسمية أو حساسية الأنف من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المصلي.

التغيرات في الضغط الجوي

يمكن أن يؤدي التغير المفاجئ في الضغط الجوي، مثل ما يحدث أثناء السفر بالطائرة أو الغوص، إلى خلل في وظيفة أنابيب استاكيوس، مما يزيد من احتمال تراكم السوائل في الأذن الوسطى.

أعراض التهاب الأذن الوسطى المصلي

تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب الأذن الوسطى المصلي ما يلي:

• ضعف السمع: قد يكون السمع مكتومًا أو منخفضًا بسبب وجود السائل في الأذن الوسطى.
• الشعور بالضغط أو الامتلاء: يشعر المريض بضغط أو امتلاء داخل الأذن، مما يسبب عدم الراحة.
• الألم الخفيف: على الرغم من أن الألم ليس شديدًا مثل حالات التهاب الأذن الحاد، إلا أن بعض الأشخاص قد يشعرون بألم خفيف أو انزعاج.
• رنين في الأذن (طنين): قد يعاني البعض من رنين أو طنين في الأذن المصابة.

تشخيص التهاب الأذن الوسطى المصلي

يعتمد تشخيص التهاب الأذن الوسطى المصلي على الفحص السريري واستخدام بعض الأدوات الطبية:

الفحص باستخدام منظار الأذن

يقوم الطبيب بفحص الأذن باستخدام منظار الأذن لرؤية طبلة الأذن. في حالات التهاب الأذن الوسطى المصلي، قد تظهر طبلة الأذن منتفخة أو غير شفافة بسبب وجود السائل خلفها.

اختبار قياس طبلة الأذن

هذا الاختبار يساعد في قياس حركة طبلة الأذن استجابةً للتغيرات في الضغط. إذا كانت طبلة الأذن لا تتحرك بشكل طبيعي، فقد يشير ذلك إلى وجود سوائل في الأذن الوسطى.

اختبار السمع

قد يوصى بإجراء اختبار السمع لتحديد مدى تأثر السمع بسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى. هذا الاختبار مهم بشكل خاص للأطفال الذين يعانون من ضعف السمع.

علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي

يعتمد العلاج على شدة الحالة ومدة استمرار الأعراض. في بعض الحالات، قد يزول التهاب الأذن الوسطى المصلي من تلقاء نفسه، ولكن قد يتطلب الأمر علاجًا طبيًا:

الأدوية

مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان: يمكن استخدام هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب وفتح أنابيب استاكيوس، مما يساعد على تصريف السوائل.

المضادات الحيوية: إذا كان يُعتقد أن هناك عدوى بكتيرية تسببت في الحالة، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية.

الأنابيب الجراحية

في الحالات المزمنة أو عندما تستمر الأعراض لفترة طويلة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية بسيطة تُعرف باسم بضع الطبلة. يتم خلالها وضع أنبوب صغير في طبلة الأذن للسماح بتصريف السوائل ومنع تراكمها.

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى المصلي

هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها للوقاية من التهاب الأذن الوسطى المصلي:

• الحفاظ على نظافة الأنف: تنظيف الأنف بانتظام باستخدام محلول ملحي يساعد على منع تراكم المخاط والالتهاب في أنابيب استاكيوس.
• تجنب التدخين: التدخين أو التعرض للدخان يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والتهاب الأذن الوسطى.
• علاج الحساسية: التحكم في الحساسية باستخدام الأدوية المناسبة يقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى المصلي.

مضاعفات التهاب الأذن الوسطى المصلي

إذا لم يتم علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي، فقد يؤدي إلى مضاعفات تشمل:

• التهاب الأذن الوسطى المزمن: يمكن أن يؤدي استمرار وجود السوائل في الأذن الوسطى إلى التهاب مزمن يؤثر على السمع بشكل دائم.
• ضعف السمع: قد يؤدي تراكم السوائل لفترات طويلة إلى ضعف السمع، خاصةً لدى الأطفال.
• عدوى بكتيرية: يمكن أن يؤدي وجود السوائل إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى بكتيرية في الأذن الوسطى.

الأسئلة الشائعة حول التهاب الأذن الوسطى المصلي

ما هو التهاب الأذن الوسطى المصلي؟

التهاب الأذن الوسطى المصلي هو حالة تتجمع فيها السوائل في الأذن الوسطى، مما يؤدي إلى ضعف السمع والشعور بالضغط أو الانزعاج.

كيف يمكن علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي؟

يمكن علاج التهاب الأذن الوسطى المصلي باستخدام الأدوية مثل مضادات الهيستامين أو المضادات الحيوية، وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء جراحة بسيطة لتصريف السوائل.

هل يمكن الوقاية من التهاب الأذن الوسطى المصلي؟

نعم، يمكن الوقاية من التهاب الأذن الوسطى المصلي عن طريق الحفاظ على نظافة الأنف وعلاج الحساسية وتجنب التدخين.

خاتمة عن التهاب الأذن الوسطى المصلي

التهاب الأذن الوسطى المصلي هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على السمع وتسبب عدم الراحة. من المهم التشخيص والعلاج المبكر لتجنب المضاعفات مثل ضعف السمع المزمن. إذا كنت تشك في إصابتك بهذه الحالة، يُنصح بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج المناسب.