مقدمة عن عدوى الفيروسات الهربسية

عدوى الفيروسات الهربسية هي حالة تصيب العينين نتيجة للعدوى بفيروسات الهربس، وهي من الأسباب الشائعة لالتهاب الملتحمة والقرنية. يمكن أن تؤثر هذه العدوى على الرؤية وتسبب تهيجًا وألمًا في العين. يُعرف هذا النوع من العدوى طبيًا بالكود B30 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10). تعد عدوى الفيروسات الهربسية من الحالات التي تتطلب علاجًا سريعًا لمنع تفاقم الأعراض وتجنب المضاعفات مثل تلف القرنية أو فقدان البصر.

في هذا المقال، سنستعرض أسباب العدوى وأعراضها وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية لتجنب حدوث العدوى.

أسباب عدوى الفيروسات الهربسية

فيروس الهربس البسيط

السبب الأكثر شيوعًا لعدوى الفيروسات الهربسية في العين هو فيروس الهربس البسيط (HSV). يمكن أن ينتقل الفيروس من الجلد أو الفم إلى العين، مما يؤدي إلى التهاب الملتحمة أو القرنية. تحدث هذه العدوى غالبًا نتيجة لمس العين بعد ملامسة التقرحات الهربسية.

فيروس الهربس النطاقي

في بعض الحالات، يمكن أن تسبب عدوى فيروس الهربس النطاقي (HZV) التهابًا في العين. هذا الفيروس هو نفس الفيروس المسؤول عن القوباء المنطقية ويمكن أن يؤثر على العينين عندما يصيب أعصاب الوجه.

أعراض عدوى الفيروسات الهربسية

تشمل الأعراض الشائعة لعدوى الفيروسات الهربسية في العين ما يلي:

• احمرار العين: يصبح بياض العين ملتهبًا وحمراء اللون.
• ألم في العين: قد يشعر المريض بألم أو حرقان في العين المصابة.
• دموع مفرطة: تحدث زيادة في إفراز الدموع نتيجة للتهيج.
• تشوش الرؤية: يمكن أن تتأثر الرؤية بسبب التهاب القرنية.
• تقشر أو تقرحات على الجفون: في بعض الحالات، قد تظهر تقرحات صغيرة على الجفون أو حول العين.

تشخيص عدوى الفيروسات الهربسية

يعتمد تشخيص عدوى الفيروسات الهربسية على الفحص الطبي والأعراض التي يعاني منها المريض. هناك عدة طرق لتشخيص هذه الحالة:

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص العين باستخدام مصباح خاص لفحص الملتحمة والقرنية بحثًا عن علامات العدوى. يتم أيضًا استخدام صبغة الفلوريسين لتحديد أي تلف في القرنية.

اختبارات مخبرية

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبار مخبري لتأكيد وجود الفيروس. يتم أخذ عينة من السوائل أو الأنسجة من العين لفحصها بحثًا عن وجود فيروس الهربس.

علاج عدوى الفيروسات الهربسية

يعتمد علاج عدوى الفيروسات الهربسية على شدة الحالة والأعراض المصاحبة. العلاج المبكر ضروري لمنع تفاقم العدوى:

الأدوية المضادة للفيروسات

يُعتبر استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل “أسيكلوفير” أو “فامسيكلوفير” العلاج الأساسي لهذه الحالة. يمكن أن تُعطى الأدوية على شكل قطرات للعين أو أقراص فموية.

القطرات موضعية

في حالات التهاب القرنية، قد يوصي الطبيب بقطرات مضادة للالتهاب لتخفيف التورم والتهيج. يجب تجنب استخدام قطرات الستيرويد إلا تحت إشراف طبي، لأنها قد تزيد من خطر تفاقم العدوى.

الراحة وحماية العين

ينصح المرضى بالراحة وتجنب التعرض للضوء الساطع. قد يتم أيضًا استخدام غطاء للعين لحمايتها من التهيج الخارجي.

الوقاية من عدوى الفيروسات الهربسية

لتجنب الإصابة بعدوى الفيروسات الهربسية في العين، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية:

• الحفاظ على النظافة: يجب غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس العينين بعد لمس تقرحات الهربس.
• تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: يُنصح بعدم مشاركة المناشف أو مستحضرات التجميل مع الآخرين لمنع انتقال العدوى.
• استخدام الأدوية الوقائية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للفيروسات بشكل وقائي لمنع تكرار العدوى.

مضاعفات عدوى الفيروسات الهربسية

إذا لم يتم علاج عدوى الفيروسات الهربسية بسرعة، فقد تؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة مثل:

• تلف القرنية: يمكن أن يؤدي التهاب القرنية المزمن إلى تلف دائم في القرنية، مما يؤثر على الرؤية.
• قرحة القرنية: قد تتطور تقرحات في القرنية نتيجة للعدوى، مما يستدعي العلاج الفوري.
• فقدان البصر: في الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.

الأسئلة الشائعة حول عدوى الفيروسات الهربسية

ما هي عدوى الفيروسات الهربسية؟

هي عدوى فيروسية تصيب العينين نتيجة لعدوى بفيروس الهربس وتسبب التهاب الملتحمة أو القرنية.

كيف يمكن علاج عدوى الفيروسات الهربسية؟

يتم علاج العدوى باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل أسيكلوفير، مع قطرات العين المضادة للالتهاب.

هل يمكن الوقاية من عدوى الفيروسات الهربسية؟

نعم، يمكن الوقاية من العدوى باتباع النظافة الشخصية وتجنب لمس العينين بعد لمس تقرحات الهربس.

خاتمة عن عدوى الفيروسات الهربسية

عدوى الفيروسات الهربسية في العين هي حالة تستدعي التدخل الطبي السريع لمنع المضاعفات الخطيرة مثل تلف القرنية أو فقدان البصر. من المهم متابعة العلاج بانتظام واستخدام الأدوية المناسبة لتخفيف الأعراض والشفاء بسرعة. الحفاظ على النظافة الشخصية واتخاذ الإجراءات الوقائية يمكن أن يساعد في تجنب تكرار العدوى.