مقدمة عن داء الأميبات

داء الأميبات، المعروف أيضًا بالزحار الأميبي، هو عدوى معوية ناتجة عن طفيل يُسمى Entamoeba histolytica. يصيب هذا المرض عادةً الأشخاص في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة حيث تنتشر العدوى عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث. يسبب داء الأميبات الإسهال المزمن، وآلام البطن، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تكوّن خراجات في الكبد. يُعرف داء الأميبات طبيًا بالكود A07 في قائمة التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10).

في هذا المقال، سنستعرض أسباب وأعراض داء الأميبات، بالإضافة إلى كيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.

أسباب داء الأميبات

تناول الطعام أو الماء الملوث

السبب الرئيسي لداء الأميبات هو تناول الطعام أو الماء الملوث ببراز يحتوي على الطفيل Entamoeba histolytica. يحدث هذا غالبًا في المناطق التي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي المناسبة. يمكن أن ينتقل الطفيل عبر الخضروات غير المغسولة أو الماء غير المعقم.

العدوى من شخص لآخر

يمكن أن ينتقل داء الأميبات من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، خاصةً في حالات عدم غسل اليدين بعد استخدام الحمام. تُعد العدوى أيضًا ممكنة بين الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مزدحمة أو يشاركون الأدوات الشخصية.

أعراض داء الأميبات

تتراوح أعراض داء الأميبات بين خفيفة وحادة، وتشمل:

• الإسهال المزمن: يُعتبر الإسهال المستمر من أكثر الأعراض شيوعًا.
• آلام البطن: قد يعاني المريض من آلام وتشنجات في البطن.
• الغثيان والقيء: يمكن أن يشعر المريض بالغثيان وقد يتقيأ في بعض الحالات.
• فقدان الوزن: يؤدي الإسهال المزمن وفقدان الشهية إلى فقدان الوزن بشكل غير مقصود.
• وجود دم أو مخاط في البراز: في الحالات الشديدة، قد يحتوي البراز على دم أو مخاط.

تشخيص داء الأميبات

لتشخيص داء الأميبات، يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات:

تحليل البراز

يُعتبر تحليل البراز الطريقة الأكثر شيوعًا لتشخيص داء الأميبات. يتم فحص عينة من البراز للكشف عن وجود الطفيل Entamoeba histolytica أو الأكياس التي ينتجها.

الفحوصات الدموية

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحص دم للكشف عن الأجسام المضادة التي تشير إلى وجود العدوى. هذا الفحص يكون مفيدًا في حالات العدوى المزمنة أو عندما تتطور إلى مضاعفات خارج الأمعاء.

الفحص بالأشعة

إذا كانت هناك شكوك بوجود مضاعفات مثل خراج الكبد الأميبي، قد يطلب الطبيب فحصًا بالأشعة مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتأكيد التشخيص.

علاج داء الأميبات

يعتمد علاج داء الأميبات على شدة الحالة:

الأدوية

يتم علاج داء الأميبات عادةً باستخدام أدوية مضادة للطفيليات. تشمل الأدوية الشائعة استخدامًا:

• الميترونيدازول: يُستخدم هذا الدواء للتخلص من الطفيل في الأمعاء.
• الباروموميسين: قد يُستخدم هذا الدواء لإزالة الطفيليات المتبقية بعد العلاج الأولي.

العلاج الداعم

في حالات الإسهال الشديد، قد يحتاج المريض إلى تعويض السوائل والأملاح المفقودة باستخدام محاليل إعادة الترطيب الفموية أو السوائل الوريدية.

الجراحة

في حالات نادرة، إذا تطورت العدوى إلى خراج الكبد أو مضاعفات خطيرة أخرى، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الخراج أو علاج المشكلة.

الوقاية من داء الأميبات

يمكن الوقاية من داء الأميبات باتباع بعض الإجراءات الصحية:

• الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام.
• تجنب الأطعمة والمياه الملوثة: يُنصح بتجنب تناول الأطعمة غير المطهية أو الماء غير المعقم، خاصةً في المناطق التي تنتشر فيها العدوى.
• تنظيف الخضروات والفواكه: يجب غسل الخضروات والفواكه جيدًا قبل تناولها للتأكد من إزالة أي ملوثات.

مضاعفات داء الأميبات

إذا تُرك داء الأميبات دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

• خراج الكبد الأميبي: يمكن أن ينتقل الطفيل إلى الكبد ويشكل خراجًا يحتوي على صديد.
• التهاب القولون الأميبي: في بعض الحالات، قد يؤدي داء الأميبات إلى التهاب حاد في القولون.
• مضاعفات أخرى: قد تشمل المضاعفات النادرة انتشار العدوى إلى الأعضاء الأخرى مثل الرئتين أو الدماغ.

الأسئلة الشائعة حول داء الأميبات

ما هو داء الأميبات؟

داء الأميبات هو عدوى معوية ناتجة عن طفيل Entamoeba histolytica، وتسبب الإسهال وآلام البطن.

كيف يمكن علاج داء الأميبات؟

يتم علاج داء الأميبات باستخدام أدوية مضادة للطفيليات مثل الميترونيدازول، ويعتمد العلاج على شدة الحالة.

هل يمكن الوقاية من داء الأميبات؟

نعم، يمكن الوقاية من داء الأميبات باتباع ممارسات النظافة الشخصية وتجنب الأطعمة والمياه الملوثة.

خاتمة عن داء الأميبات

داء الأميبات هو مشكلة صحية شائعة في المناطق التي تفتقر إلى النظافة الجيدة، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه. من المهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب لتجنب المضاعفات. اتباع ممارسات النظافة الشخصية والامتناع عن تناول الأطعمة الملوثة يساهم بشكل كبير في الوقاية من هذا المرض.