مقدمة عن الخرّاج الجلدي

الخرّاج الجلدي هو تجمع للقيح تحت الجلد نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية. يُعتبر من الحالات الشائعة التي يمكن أن تحدث في أي مكان من الجسم، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالألم والاحمرار والتورم. يُعرف الخرّاج الجلدي طبيًا بالكود L08.9 عندما يكون غير محدد أو عندما لا يتم تحديد السبب الرئيسي للعدوى. يمكن أن يحدث الخرّاج بسبب جروح مفتوحة، إصابات صغيرة، أو حتى نتيجة لعدوى في بصيلات الشعر.

في هذا المقال، سنتناول أسباب الخرّاج الجلدي، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من هذه الحالة.

أسباب الخرّاج الجلدي

العدوى البكتيرية

تُعد العدوى البكتيرية السبب الأكثر شيوعًا للخرّاجات الجلدية. غالبًا ما تكون بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية مسؤولة عن تكوين الخرّاج. تحدث العدوى عندما تدخل البكتيريا إلى الجلد عبر جرح أو خدش، مما يؤدي إلى تجمع القيح وتكوين الخرّاج.

الإصابات أو الجروح

يمكن أن تؤدي الإصابات أو الجروح المفتوحة إلى دخول البكتيريا أو الفطريات إلى الجلد، مما يؤدي إلى تكوين خرّاج. الجروح الصغيرة، مثل جروح الحلاقة أو الخدوش، قد تكون كافية لتسبب العدوى.

عدوى بصيلات الشعر

قد تبدأ بعض الخرّاجات الجلدية كعدوى في بصيلات الشعر تُعرف باسم التهاب الجريبات. إذا لم تُعالج هذه العدوى، يمكن أن تتطور إلى خرّاج أكبر.

أعراض الخرّاج الجلدي

تتضمن الأعراض الشائعة للخرّاج الجلدي ما يلي:

• التورم: يظهر انتفاخ في المنطقة المصابة نتيجة لتجمع القيح.
• الألم: يكون الألم حاضرًا في الخرّاج، خاصة عند لمسه أو الضغط عليه.
• الاحمرار: تصبح منطقة الجلد المحيطة بالخرّاج حمراء وملتهبة.
• القيح: قد يكون هناك تسرب للقيح من الخرّاج إذا انفجر أو تم فتحه.
• الحمى: في بعض الحالات، قد يعاني المريض من حمى إذا كانت العدوى شديدة.

تشخيص الخرّاج الجلدي

يعتمد تشخيص الخرّاج الجلدي بشكل رئيسي على الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة للتحقق من وجود الخرّاج. قد يتم أيضًا استخدام تقنيات إضافية:

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة بصريًا ويستخدم يديه للتحسس عن وجود أي تجمع للقيح تحت الجلد. يُعتبر الفحص السريري الطريقة الأساسية لتشخيص الخرّاج.

اختبارات أخرى

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحص مخبري للقيح لتحديد نوع البكتيريا أو الفطريات المسؤولة عن العدوى. يمكن أن يساعد هذا في اختيار العلاج المناسب.

إذا كان الخرّاج كبيرًا أو إذا كانت هناك عدوى متكررة، قد يُطلب إجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية لتحديد مدى انتشار العدوى تحت الجلد.

علاج الخرّاج الجلدي

يعتمد علاج الخرّاج الجلدي على حجم الخرّاج وشدته. يتضمن العلاج إزالة القيح وتخفيف العدوى باستخدام الأدوية المناسبة:

تصريف القيح

يُعتبر تصريف القيح الطريقة الأساسية لعلاج الخرّاج الجلدي. يقوم الطبيب بفتح الخرّاج باستخدام أداة معقمة للسماح بخروج القيح. بعد ذلك، يتم تنظيف المنطقة جيدًا وتغطيتها بضمادة نظيفة. يُنصح بعدم محاولة فتح الخرّاج في المنزل لتجنب تفاقم العدوى.

المضادات الحيوية

إذا كانت العدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا للمساعدة في التخلص من العدوى. يعتمد نوع المضاد الحيوي على البكتيريا المسببة للعدوى. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام مضادات حيوية موضعية أو فموية.

العناية المنزلية

بعد تصريف القيح، يُنصح المريض باتباع بعض إجراءات العناية المنزلية، مثل:

• الحفاظ على نظافة المنطقة المصابة وتغيير الضمادات بانتظام.
• غسل المنطقة بالماء والصابون المعقم.
• تجنب لمس الخرّاج أو الضغط عليه.

الوقاية من الخرّاج الجلدي

يمكن الوقاية من الخرّاجات الجلدية باتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة:

• الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام والحفاظ على نظافة الجسم يساعد في منع انتقال العدوى.
• معالجة الجروح بسرعة: يجب تنظيف الجروح الصغيرة وتغطيتها بضمادة لمنع دخول البكتيريا.
• تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: يُنصح بعدم مشاركة المناشف أو أدوات الحلاقة مع الآخرين لتجنب انتقال العدوى.

مضاعفات الخرّاج الجلدي

إذا لم يتم علاج الخرّاج الجلدي بشكل صحيح، قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل:

• انتشار العدوى: يمكن أن تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدم، مما يؤدي إلى حالة خطيرة تُعرف بالتهاب الدم.
• التهاب النسيج الخلوي: قد يؤدي الخرّاج إلى التهاب أعمق في الجلد والأنسجة المحيطة.
• تكرار الخرّاجات: قد يعاني بعض الأشخاص من تكرار حدوث الخرّاجات إذا لم يتم علاج السبب الأساسي.

الأسئلة الشائعة حول الخرّاج الجلدي

ما هو الخرّاج الجلدي؟

الخرّاج الجلدي هو تجمع للقيح تحت الجلد نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية، ويُسبب التورم والألم والاحمرار.

كيف يمكن علاج الخرّاج الجلدي في المنزل؟

على الرغم من أن العلاج الأساسي للخرّاج يتطلب تدخل طبي لتصريف القيح، يمكن العناية بالخرّاج في المنزل بعد العلاج من خلال تنظيف المنطقة وتغيير الضمادات بانتظام.

هل يمكن أن يكون الخرّاج الجلدي معديًا؟

نعم، يمكن أن يكون الخرّاج الجلدي معديًا إذا تم لمس القيح أو السوائل الناتجة عن الخرّاج. من المهم تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.

خاتمة عن الخرّاج الجلدي

الخرّاج الجلدي هو حالة شائعة يمكن علاجها بسهولة إذا تم التشخيص والعلاج بشكل صحيح. من المهم متابعة العلاج الطبي وتطبيق النظافة الشخصية لمنع تكرار الخرّاجات. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، يُنصح بزيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.