مقدمة عن خراج الشرج

خراج الشرج هو حالة مؤلمة تحدث عندما يتجمع القيح في منطقة قريبة من فتحة الشرج. عادةً ما ينتج هذا الخراج عن عدوى في الغدد الشرجية أو بسبب جرح يؤدي إلى تجمع البكتيريا. الخراجات الشرجية شائعة ويمكن أن تكون مؤلمة للغاية، وغالبًا ما تتطلب تدخلًا جراحيًا لتصريف القيح. يُعرف خراج الشرج طبيًا بالكود K61.0 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10).
في هذا المقال، سنتناول أسباب خراج الشرج، الأعراض، التشخيص، والعلاجات المتاحة لهذه الحالة، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها.

أسباب خراج الشرج

العدوى البكتيرية

السبب الرئيسي لخراج الشرج هو العدوى البكتيرية في الغدد الشرجية. عندما تصاب إحدى هذه الغدد بالعدوى، يمكن أن يتجمع القيح ويشكل خراجًا. البكتيريا مثل الإيشيريشيا كولاي (E. coli) والعديد من أنواع البكتيريا الأخرى قد تكون مسؤولة عن هذه العدوى.

الجروح أو الشقوق

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الجرح أو الشق في منطقة الشرج إلى دخول البكتيريا وتشكيل خراج. هذه الجروح قد تكون ناتجة عن حالات مثل الشقوق الشرجية أو الإصابات الناتجة عن عمليات الإخراج الصعبة.

حالات طبية أخرى

• مرض كرون: الأشخاص الذين يعانون من مرض كرون، وهو التهاب الأمعاء المزمن، يكونون أكثر عرضة لتطوير خراجات الشرج.
• التهاب القولون التقرحي: مثل مرض كرون، قد يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى زيادة خطر الإصابة بخراجات الشرج.

أعراض خراج الشرج

تشمل الأعراض الرئيسية لخراج الشرج ما يلي:

• ألم شديد: الألم في منطقة الشرج هو العرض الأكثر شيوعًا ويزداد سوءًا عند الجلوس أو أثناء الإخراج.
• تورم واحمرار: قد يكون هناك تورم واحمرار حول فتحة الشرج.
• إفرازات: قد يكون هناك إفرازات قيحية من فتحة الشرج أو من الخراج نفسه.
• حمى: في بعض الحالات، قد يعاني الشخص من حمى نتيجة للعدوى.

تشخيص خراج الشرج

لتشخيص خراج الشرج، يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري وقد يطلب بعض الفحوصات الإضافية:

الفحص البدني

يُعتبر الفحص البدني الطريقة الأساسية لتشخيص خراج الشرج. يقوم الطبيب بفحص منطقة الشرج بحثًا عن التورم أو الألم أو الإفرازات.

الفحص بالأشعة

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحص بالأشعة مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتأكيد وجود الخراج وتحديد موقعه بدقة.

الفحص بالكاميرا

إذا كان هناك شك في وجود حالات مزمنة مثل مرض كرون، قد يتم استخدام منظار القولون لفحص الأمعاء.

علاج خراج الشرج

يتطلب خراج الشرج عادةً تدخلاً طبيًا لتصريف القيح. يعتمد العلاج على شدة الحالة ويشمل:

الجراحة

تصريف الخراج: يُعتبر تصريف الخراج جراحيًا العلاج الأساسي. يتم فتح الخراج وتصريف القيح للتخفيف من الألم والعدوى. تُجرى هذه العملية عادةً تحت التخدير الموضعي أو العام، اعتمادًا على حجم الخراج.

المضادات الحيوية

بعد تصريف الخراج، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لمنع العدوى. يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل خاص إذا كانت العدوى منتشرة أو إذا كان المريض يعاني من حالات طبية مزمنة.

العناية المنزلية

بعد الجراحة، يُنصح المرضى بالعناية بالجرح من خلال:

• تنظيف المنطقة بانتظام: يجب تنظيف المنطقة بانتظام بالماء الدافئ للحفاظ على نظافتها.
• تغيير الضمادات: يجب تغيير الضمادات بانتظام لضمان التئام الجرح بشكل صحيح.
• استخدام مسكنات الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيف الألم بعد الجراحة.

الوقاية من خراج الشرج

لتجنب الإصابة بخراج الشرج، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية:

• الحفاظ على النظافة الشخصية: الحفاظ على النظافة الشخصية في منطقة الشرج يساعد في منع العدوى.
• تجنب الإمساك: تناول الألياف وشرب كميات كافية من الماء يساعد في تجنب الإمساك، مما يقلل من خطر الإصابة بالجروح أو الشقوق الشرجية.
• علاج الحالات المزمنة: يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي متابعة علاجهم بانتظام لتجنب حدوث الخراجات.

مضاعفات خراج الشرج

إذا لم يتم علاج خراج الشرج بشكل صحيح، قد يؤدي إلى مضاعفات تشمل:

• الناسور الشرجي: يمكن أن يتحول الخراج إلى ناسور شرجي، وهو قناة غير طبيعية تربط بين داخل الشرج والجلد.
• العدوى المزمنة: قد يؤدي ترك الخراج دون علاج إلى عدوى مزمنة تتطلب علاجًا طويل الأمد.

الأسئلة الشائعة حول خراج الشرج

ما هو خراج الشرج؟

خراج الشرج هو تجمع للقيح في منطقة قريبة من فتحة الشرج نتيجة لعدوى أو جرح. يتطلب العلاج عادةً تصريف القيح جراحيًا.

كيف يمكن علاج خراج الشرج؟

العلاج الرئيسي لخراج الشرج هو تصريف القيح جراحيًا، يليها استخدام المضادات الحيوية والعناية بالجرح.

هل يمكن الوقاية من خراج الشرج؟

نعم، يمكن الوقاية من خراج الشرج من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية وتجنب الإمساك وعلاج الحالات المزمنة مثل مرض كرون.

خاتمة عن خراج الشرج

خراج الشرج هو حالة مؤلمة تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا لتجنب المضاعفات. يمكن أن يؤدي العلاج المبكر إلى الشفاء السريع وتجنب مشاكل مثل الناسور الشرجي. إذا كنت تعاني من أعراض خراج الشرج، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.