مقدمة عن السكري من النوع 2

يُعد السكري من النوع 2 أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، ويحدث عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. يُعرف الكود E11.9 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10) بالسكري من النوع 2 غير المحدد، مما يعني أن الحالة لم تُفصّل بمضاعفات أو ظروف معينة. يُعتبر هذا النوع من السكري أكثر شيوعًا بين البالغين، ولكنه يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر نتيجة لعوامل مثل السمنة وقلة النشاط البدني.

في هذه المقالة، سنستكشف أسباب السكري من النوع 2، الأعراض، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى التدابير الوقائية والمضاعفات المحتملة.

أسباب السكري من النوع 2

مقاومة الأنسولين

السبب الرئيسي للسكري من النوع 2 هو مقاومة الأنسولين، حيث تصبح خلايا الجسم غير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين. يؤدي هذا إلى تراكم السكر في الدم، مما يزيد من الحاجة إلى إنتاج المزيد من الأنسولين من قبل البنكرياس. مع مرور الوقت، قد يفشل البنكرياس في إنتاج الكميات الكافية من الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

زيادة الوزن

السمنة هي أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تطور السكري من النوع 2. الدهون الزائدة، خاصة في منطقة البطن، يمكن أن تزيد من مقاومة الأنسولين وتجعل من الصعب على الجسم تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال.

العوامل الوراثية

يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا في تطور السكري من النوع 2. إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالسكري، فإن خطر الإصابة يرتفع بشكل كبير. قد تتضمن العوامل الوراثية بعض الجينات التي تؤثر على مقاومة الأنسولين أو إنتاج الأنسولين.

أعراض السكري من النوع 2

تتطور أعراض السكري من النوع 2 بشكل تدريجي وقد لا تكون واضحة في المراحل المبكرة. من الأعراض الشائعة:

• العطش المفرط: الشعور بالعطش الشديد نتيجة لفقدان السوائل بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.
• التبول المتكرر: زيادة الحاجة إلى التبول، خاصة خلال الليل.
• التعب: الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة عدم قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل صحيح للطاقة.
• الجوع المفرط: الشعور بالجوع الشديد حتى بعد تناول الطعام.
• عدم وضوح الرؤية: قد تتأثر الرؤية بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى تورم عدسة العين.
• الالتهابات المتكررة: قد يعاني الشخص من التهابات متكررة في الجلد أو اللثة أو المسالك البولية.

تشخيص السكري من النوع 2

يتم تشخيص السكري من النوع 2 عادةً من خلال مجموعة من الفحوصات الطبية التي تقيس مستويات السكر في الدم:

اختبار الجلوكوز في الدم أثناء الصيام

يتضمن هذا الاختبار قياس مستويات السكر في الدم بعد الصيام لمدة 8 ساعات. إذا كانت مستويات السكر أعلى من 126 ملغم/ديسيلتر، فإن الشخص يعتبر مصابًا بالسكري.

اختبار الهيموغلوبين A1C

يقيس هذا الاختبار متوسط مستويات السكر في الدم خلال الشهور الثلاثة الماضية. إذا كانت النتيجة أعلى من 6.5%، فإن الشخص يُعتبر مصابًا بالسكري.

اختبار تحمل الجلوكوز

في هذا الاختبار، يتم قياس مستويات السكر في الدم قبل وبعد تناول مشروب يحتوي على الجلوكوز. يُستخدم هذا الاختبار لتحديد مدى قدرة الجسم على التعامل مع السكر.

علاج السكري من النوع 2

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للسكري من النوع 2، إلا أن التحكم في الأعراض يمكن أن يتم من خلال تغييرات نمط الحياة والأدوية:

تغيير نمط الحياة

• اتباع نظام غذائي صحي: يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الكربوهيدرات المكررة للتحكم في مستويات السكر في الدم.
• ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في تحسين حساسية الجسم للأنسولين واستخدام السكر بشكل أكثر فعالية.
• فقدان الوزن: فقدان الوزن الزائد يمكن أن يقلل من مقاومة الأنسولين ويساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بأدوية مثل الميتفورمين، الذي يساعد في تقليل مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين. قد يحتاج بعض الأشخاص أيضًا إلى الأنسولين أو أدوية أخرى بناءً على حالتهم الصحية.

الوقاية من السكري من النوع 2

يمكن الوقاية من السكري من النوع 2 باتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل خطر الإصابة:

• الحفاظ على وزن صحي: الحفاظ على وزن مناسب يقلل من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين.
• ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني اليومي، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة، يساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي.
• اتباع نظام غذائي متوازن: يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والحد من تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة.

مضاعفات السكري من النوع 2

إذا لم يتم التحكم في السكري من النوع 2 بشكل جيد، قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تشمل:

• أمراض القلب: يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
• تلف الأعصاب: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأعصاب، مما يسبب الألم أو فقدان الإحساس في الأطراف.
• مشاكل الكلى: يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
• مشاكل العين: يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض العين مثل اعتلال الشبكية السكري.

الأسئلة الشائعة حول السكري من النوع 2

ما هو السكري من النوع 2؟

السكري من النوع 2 هو حالة مزمنة تحدث عندما لا يستخدم الجسم الأنسولين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

هل يمكن علاج السكري من النوع 2؟

لا يوجد علاج نهائي للسكري من النوع 2، ولكن يمكن التحكم في الأعراض من خلال تغييرات نمط الحياة والأدوية.

ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها؟

يُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة والسكر والدهون المشبعة، والاعتماد على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والحبوب الكاملة.

خاتمة عن السكري من النوع 2

السكري من النوع 2 هو حالة مزمنة تتطلب إدارة مستمرة من خلال اتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية المناسبة. الكشف المبكر والتحكم في مستويات السكر في الدم يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات الصحية الخطيرة. إذا كنت تشك في أنك قد تكون مصابًا بالسكري، فمن المهم استشارة طبيبك لإجراء الفحوصات اللازمة.