مقدمة عن الدوار الموضعي الحميد

الدوار الموضعي الحميد، المعروف طبيًا باسم الدوار الوضعي الانتيابي الحميد (BPPV)، هو أحد أكثر أسباب الدوار شيوعًا. يحدث هذا الدوار عندما تتغير وضعية الرأس بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى شعور الشخص بدوران أو دوخة. يرتبط هذا الحالة بوجود جزيئات صغيرة في الأذن الداخلية التي تؤثر على التوازن. يُصنف هذا الاضطراب تحت الكود H81.3 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10).

في هذا المقال، سنستعرض أسباب الدوار الموضعي الحميد وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى طرق الوقاية منه.

أسباب الدوار الموضعي الحميد

وجود جزيئات في الأذن الداخلية

السبب الرئيسي للدوار الموضعي الحميد هو تجمع جزيئات صغيرة تُعرف باسم “الترسبات الكالسيومية” أو “الأوتوكينيا” في القنوات الهلالية للأذن الداخلية. عندما يتحرك الرأس بشكل مفاجئ، تؤثر هذه الجزيئات على السوائل في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى إرسال إشارات غير صحيحة إلى الدماغ حول حركة الجسم.

إصابات الرأس

يمكن أن تحدث هذه الحالة بعد إصابة في الرأس، حيث تؤدي الإصابة إلى تحريك الجزيئات داخل الأذن الداخلية. قد تؤدي إصابات الرأس أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالدوار الموضعي الحميد.

الشيخوخة

مع التقدم في العمر، تزداد احتمالية الإصابة بالدوار الموضعي الحميد. تصبح الأذن الداخلية أكثر عرضة لتراكم الترسبات الكالسيومية، مما يزيد من خطر الإصابة بالدوار.

أعراض الدوار الموضعي الحميد

تشمل الأعراض الرئيسية للدوار الموضعي الحميد ما يلي:

• الدوار: الشعور بدوران مفاجئ أو دوخة عند تغيير وضعية الرأس، مثل عند الاستلقاء أو الجلوس أو تحريك الرأس بسرعة.
• الغثيان: قد يشعر الشخص بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ نتيجة للدوار.
• عدم التوازن: قد يعاني الشخص من صعوبة في التوازن أو الشعور بعدم الثبات أثناء المشي.
• حركات العين غير الطبيعية: في بعض الحالات، قد تحدث حركات غير طبيعية وسريعة للعين تُعرف باسم “الرأرأة”.

تشخيص الدوار الموضعي الحميد

يعتمد تشخيص الدوار الموضعي الحميد على الأعراض والفحوصات السريرية التي يجريها الطبيب. تشمل هذه الفحوصات:

اختبار ديكس-هولبايك

يُعد اختبار ديكس-هولبايك أحد الفحوصات الأساسية لتشخيص الدوار الموضعي الحميد. في هذا الاختبار، يطلب الطبيب من المريض الجلوس ثم الاستلقاء بسرعة مع تدوير الرأس بزاوية معينة. إذا ظهرت أعراض الدوار وحركات العين غير الطبيعية، فهذا يشير إلى وجود الدوار الموضعي الحميد.

الفحص البدني

يقوم الطبيب بفحص الأذن الداخلية والعينين للتحقق من وجود أي علامات على الدوار أو حركات العين غير الطبيعية. يمكن أيضًا استخدام فحوصات أخرى لاستبعاد أسباب أخرى للدوار.

علاج الدوار الموضعي الحميد

عادةً ما يكون الدوار الموضعي الحميد حالة بسيطة ويمكن علاجها بسهولة من خلال بعض الإجراءات العلاجية:

مناورة إيبلي

مناورة إيبلي هي إجراء يستخدم لإعادة وضع الجزيئات داخل الأذن الداخلية. يقوم الطبيب بتحريك رأس المريض وجسمه بطرق معينة لإعادة الجزيئات إلى مكانها الصحيح. هذه المناورة تساعد في تخفيف الأعراض بسرعة.

العلاج الطبيعي

يمكن أن يشمل العلاج الطبيعي تمارين خاصة تُعرف باسم تمارين إعادة التأهيل الدهليزي. تساعد هذه التمارين على تدريب الدماغ على التكيف مع الإشارات غير الصحيحة القادمة من الأذن الداخلية وتقليل الأعراض.

الأدوية

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للدوار أو مضادة للغثيان لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، لا تُعتبر الأدوية الحل الأساسي لهذه الحالة.

الوقاية من الدوار الموضعي الحميد

على الرغم من أن الدوار الموضعي الحميد قد يحدث بشكل مفاجئ، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به:

• تجنب الحركات المفاجئة: يُنصح بتجنب تحريك الرأس بسرعة أو بشكل مفاجئ، خاصة عند الاستيقاظ أو تغيير وضعية الجسم.
• الحفاظ على سلامة الأذن: تجنب إصابات الرأس والاهتمام بسلامة الأذن الداخلية.
• ممارسة التمارين بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين اليومية في الحفاظ على التوازن وتقوية الجهاز الدهليزي.

مضاعفات الدوار الموضعي الحميد

عادةً ما يكون الدوار الموضعي الحميد حالة غير خطيرة، ولكن إذا تُرك دون علاج، قد يؤدي إلى بعض المضاعفات:

• السقوط: يمكن أن يزيد الدوار من خطر السقوط والإصابات، خاصة لدى كبار السن.
• القلق: قد يعاني بعض الأشخاص من القلق أو الخوف من حدوث نوبات الدوار المفاجئة، مما يؤثر على جودة حياتهم.

الأسئلة الشائعة حول الدوار الموضعي الحميد

ما هو الدوار الموضعي الحميد؟

الدوار الموضعي الحميد هو حالة تؤدي إلى الشعور بالدوار أو الدوخة عند تغيير وضعية الرأس بشكل مفاجئ. ينتج عن وجود جزيئات صغيرة في الأذن الداخلية تؤثر على التوازن.

كيف يمكن علاج الدوار الموضعي الحميد؟

يمكن علاج الدوار الموضعي الحميد من خلال مناورة إيبلي أو تمارين إعادة التأهيل الدهليزي. في بعض الحالات، قد تُستخدم الأدوية لتخفيف الأعراض.

هل الدوار الموضعي الحميد خطير؟

عادةً ما يكون الدوار الموضعي الحميد غير خطير، ولكن قد يؤدي إلى السقوط أو القلق إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.

خاتمة عن الدوار الموضعي الحميد

الدوار الموضعي الحميد هو حالة شائعة تؤثر على التوازن وتسبب الدوخة عند تغيير وضعية الرأس. يمكن علاج هذه الحالة بسهولة من خلال بعض المناورات العلاجية أو التمارين، مما يساعد على تخفيف الأعراض بسرعة. إذا كنت تعاني من الدوار المتكرر، يُنصح باستشارة الطبيب لتشخيص الحالة وعلاجها بشكل مناسب.