مقدمة عن التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

يُعد التهاب البلعوم واللوزتين الحاد من أكثر الالتهابات الشائعة في الجهاز التنفسي العلوي، ويحدث عادةً بسبب عدوى فيروسية. يصيب هذا الالتهاب كلًّا من الحلق واللوزتين، مما يؤدي إلى ألم وصعوبة في البلع. يُعرف هذا النوع من الالتهاب بالكود J06.0 في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10). يحدث الالتهاب غالبًا نتيجة التعرض لفيروسات شائعة مثل الفيروسات الغدية أو الفيروسات المسببة لنزلات البرد، وقد يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا لدى الأطفال.

في هذا المقال، سنستعرض أسباب التهاب البلعوم واللوزتين الحاد، وأعراضه، وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى توضيح كيفية الوقاية منه.

أسباب التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

العدوى الفيروسية

تُعتبر العدوى الفيروسية السبب الرئيسي لمعظم حالات التهاب البلعوم واللوزتين الحاد. من الفيروسات الشائعة التي تسبب هذا الالتهاب:

• الفيروسات الغدية: تُعد هذه الفيروسات من الأسباب الشائعة لالتهاب الحلق لدى الأطفال.
• الفيروسات المسببة لنزلات البرد: مثل الفيروسات التاجية (كورونا) أو الفيروسات الأنفية.
• الفيروسات المعوية: يمكن أن تسبب هذه الفيروسات التهاب البلعوم واللوزتين، خاصة في فصل الصيف.

العدوى البكتيرية

في بعض الحالات، يمكن أن تتفاقم العدوى الفيروسية وتؤدي إلى عدوى بكتيرية ثانوية. تُعتبر البكتيريا العقدية من النوع A السبب الأكثر شيوعًا للعدوى البكتيرية في الحلق.

أعراض التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

تشمل الأعراض الرئيسية لالتهاب البلعوم واللوزتين الحاد ما يلي:

• ألم في الحلق: يُعتبر الألم في الحلق من أبرز الأعراض، وقد يزداد عند البلع.
• احمرار وتورم اللوزتين: قد تكون اللوزتان ملتهبتين ومغطاتين بطبقة بيضاء أو صفراء.
• صعوبة في البلع: يؤدي الالتهاب إلى صعوبة في البلع نتيجة الألم.
• حمى: قد يرتفع درجة حرارة الجسم نتيجة للعدوى.
• سعال: قد يكون السعال مصاحبًا للالتهاب، خاصة إذا كان السبب فيروسًا.
• صداع: قد يشعر المريض بصداع نتيجة للالتهاب والحمى.

تشخيص التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

يعتمد تشخيص التهاب البلعوم واللوزتين الحاد على الفحص السريري وبعض الفحوصات الطبية:

الفحص السريري

يقوم الطبيب بفحص الحلق واللوزتين باستخدام ضوء لرؤية الاحمرار والتورم. قد يفحص الطبيب أيضًا الغدد الليمفاوية في الرقبة للتحقق من وجود تورم أو ألم.

مسحة الحلق

في بعض الحالات، يتم أخذ مسحة من الحلق لفحص وجود بكتيريا عقدية أو لتحديد نوع الفيروس المسبب للالتهاب.

اختبارات الدم

يمكن إجراء اختبار الدم للكشف عن وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية. يُستخدم اختبار الدم للكشف عن عدد خلايا الدم البيضاء أو للتحقق من وجود فيروس مثل فيروس إبشتاين-بار.

علاج التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

يعتمد علاج التهاب البلعوم واللوزتين الحاد على سبب الالتهاب، سواء كان فيروسيًا أو بكتيريًا:

العلاج الفيروسي

في معظم حالات العدوى الفيروسية، يكون العلاج داعمًا ويشمل:

• الراحة: يُنصح المريض بالراحة لتقليل التعب والسماح للجسم بمحاربة العدوى.
• شرب السوائل: يساعد شرب السوائل، خاصة الماء، في الحفاظ على رطوبة الحلق وتقليل الجفاف.
• مسكنات الألم: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.

العلاج البكتيري

إذا كانت العدوى ناتجة عن بكتيريا، يتم وصف المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأموكسيسيلين. من المهم أن يكمل المريض جرعة المضاد الحيوي بالكامل حتى لو تحسنت الأعراض.

الوقاية من التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

لمنع الإصابة بالتهاب البلعوم واللوزتين الحاد، يجب اتباع بعض العادات الصحية:

• غسل اليدين بانتظام: يساعد غسل اليدين بشكل منتظم في منع انتقال الفيروسات.
• تجنب مشاركة الأطعمة والأدوات: يجب تجنب مشاركة الأطعمة أو الأواني مع الأشخاص الآخرين لمنع انتقال العدوى.
• الحفاظ على نظافة الفم: يُنصح بتنظيف الأسنان واللوزتين بانتظام لمنع تراكم الجراثيم.

مضاعفات التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

على الرغم من أن التهاب البلعوم واللوزتين الحاد يشفى عادةً من تلقاء نفسه، إلا أن بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات إذا لم يتم العلاج بشكل صحيح. تشمل هذه المضاعفات:

• العدوى البكتيرية الثانوية: قد تتطور العدوى الفيروسية إلى عدوى بكتيرية تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.
• الخراج حول اللوزة: يمكن أن يتراكم القيح حول اللوزة، مما يتطلب تدخلًا طبيًا لتصريف الخراج.
• الحمى الروماتيزمية: في حالات نادرة، قد تؤدي العدوى البكتيرية غير المعالجة إلى الحمى الروماتيزمية التي تؤثر على القلب والمفاصل.

الأسئلة الشائعة حول التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

ما هو التهاب البلعوم واللوزتين الحاد؟

هو التهاب يصيب الحلق واللوزتين نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، ويؤدي إلى ألم في الحلق وصعوبة في البلع.

كيف يمكن علاج التهاب البلعوم واللوزتين الحاد؟

العلاج يعتمد على السبب؛ العدوى الفيروسية تُعالج بالراحة والسوائل، بينما العدوى البكتيرية قد تتطلب مضادات حيوية.

هل يمكن الوقاية من التهاب البلعوم واللوزتين الحاد؟

نعم، يمكن الوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وتجنب مشاركة الأطعمة والأدوات مع الآخرين.

خاتمة عن التهاب البلعوم واللوزتين الحاد

التهاب البلعوم واللوزتين الحاد هو حالة شائعة تؤثر على الكثير من الأشخاص، خاصة الأطفال. يمكن علاجه بسهولة من خلال الراحة واستخدام العلاجات المناسبة. إذا كنت تعاني من أعراض شديدة أو مستمرة، يُفضل استشارة الطبيب لتجنب المضاعفات المحتملة.