الإرضاع عملية طبيعية تشكل تجربة فريدة وإيجابية لكل من الأم وطفلها، وذلك لأهميتها في توطيد علاقتهما، بالإضافة إلى أهمية المغذيات الموجودة في حليب الأم لنمو الطفل بشكل صحيح وسليم، ولكن يمكن أن تحمل عملية الإرضاع بعض الصعوبات والتحديات بالنسبة للعديد من الأمهات، كما يمكن أن يزيد إهمال السيدة لصحتها وغذائها من تعقيد هذه الفترة، لذلك يجب زيادة الوعي حول أهمية الإرضاع الطبيعي لصحة الأم ونمو طفلها.
المحتويات
أهم طرق الحفاظ على صحة المرأة أثناء الرضاعة
إن الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتناول الطعام الصحي المتوازن والوعي بصحتك النفسية كلها أمور مهمة عند إرضاع طفلك، بالإضافة إلى أهميتها وضرورتها للحفاظ على صحتك بشكل عام، نقدم لك أهم 5 طرق للحفاظ على صحتك أثناء إرضاع طفلك:
1 – تناول الغذاء الجيد والمتوازن
إن اتباع حمية غذائية صحية ومتوازنة هو أحد أهم ركائز الإرضاع الطبيعي، فالأم تقوم بتغذية نفسها من أجل تغذية طفلها، وقد أكد العديد من الاختصاصيين أهمية الاعتماد على حمية متنوعة ومتوازنة، وبالنسبة للنباتيين يمكنهم تناول الأطعمة المدعمة بالكالسيوم، فالقمح الكامل والبروتين والخضار تساعد على تنظيم سكر الدم لدى الأم، وتقلل شهيتها للأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والسكريات، ولكن يجب على الأم طيلة مرحلة الإرضاع أن تقوم بتوزيع وجباتها بشكل جيد على طول اليوم.
2 – الاهتمام بالصحة النفسية
الإرضاع هو أحد ركائز التربية والنمو الطبيعي للطفل، ربما تختلف عملية الإرضاع عن توقعات بعض السيدات، فقد تشعر بعض الأمهات بالتعب أو الإحباط أو حتى الارتباك أو العجز، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن ما يقارب نصف الأمهات يعانين من مشاكل أو اضطرابات نفسية خلال فترة الحمل أو خلال السنة الأولى بعد الولادة، ففي حال كنت تشعرين أنك بحاجة للمساعدة أو الدعم يجب عليك التواصل مع طبيبك أو اختصاصي الرعاية الصحية للإجابة على جميع استفساراتك والحصول على المساعدة خلال هذه المرحلة.
3 – أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة
يمكن أن تزيد الضغوط من شعور الأم بالقلق والتوتر، خصوصًا في حال وجود طفل صغير يملأ وقتها، لذلك بدلًا من إجبار نفسك على النوم في أوقات نوم طفلك، حاولي القيام بأشياء تجعلك سعيدة وتوفر لك جوًا من الراحة والاسترخاء.
4 – الاهتمام بصحة ثدييك
خلال مرحلة الإرضاع، خذي الوقت الكافي للنظر إلى ثدييك وفحصهما بانتظام وبشكل دوري بحثًا عن مناطق الألم أو أي بقع حمراء في أحد الثديين، فعند شعورك بالألم في أحدهما يجب عليك التواصل مع طبيبك، لأن هذه الأعراض أو العلامات قد تشير إلى وجود التهاب بسبب تراكم الحليب في الثديين.
يُنصح عادةً بإجراء مساج للمنطقة المصابة مع حمام دافئ، بالإضافة إلى الاستمرار بالإرضاع، وبإمكانك تجريب وضعيات أخرى للإرضاع لتنشيط المناطق المسدودة، أو يمكنك إرضاع طفلك من الثدي المصاب لمحاولة التخلص من الحليب المتراكم.
5 – العناية بصحة ظهرك
يمكن أن تسبب الرضاعة الطبيعية آلامًا وانزعاجًا في منطقة الظهر لدى بعض الأمهات، خاصة إذا كانت السيدة لا تراقب وضعية جسمها خلال الإرضاع، توجد عدة وضعيات مختلفة للإرضاع قد تناسب الأم والطفل، يمكنك التواصل مع طبيبك والاستفسار عن الوضعيات المختلفة واختيار الوضعية الأفضل بالنسبة لك؛ من أجل الحفاظ على صحة عمودك الفقري وصحتك العامة.
ما هي وضعيات الإرضاع الصحيحة؟
قد يكون من الصعب على الأمهات الجدد إيجاد وضع إرضاع مريح، لذلك يمكن أن تساعدهم تجربة وضعيات مختلفة في العثور على أفضل طريقة للإرضاع صحية ومريحة لهن ولأطفالهن.
بغض النظر عن وضعية الرضاعة التي تختارها الأم يجب عليها التأكد من أن بطن الطفل مواجه لبطن الأم وليس بعيدًا عنه مع توجيه رأس الطفل نحو الثدي، يجب أن يكون الرضيع قادرًا على تحريك رأسه ورقبته وشفتيه بحرية، حاولي أن لا تدفعي رأس الرضيع من الخلف نحو الثدي لمساعدته على الوصول للثدي.
أكثر طرق الإرضاع شيوعًا:
- وضعية المهد: وهو خيار مريح للرضيع حديث الولادة، تتضمن هذه الطريقة حمل الرضيع باليد في نفس جهة الثدي الذي يرضع منه.
- وضعية الاستلقاء الجانبي: وضعية جيدة ومريحة عندما تحتاج الأم إلى الراحة لأنها تستوجب على كل من الأم والطفل الاستلقاء على جنبيهما في مواجهة بعضهما البعض، قد تحتاج الأم إلى ضبط وضعية الطفل حتى يتمكن من الرضاعة بشكل جيد ومريح.
- وضعية عبر المهد: مشابهة لوضعية المهد وتتضمن جلوس الأم في وضع مستقيم واحتضان الطفل، ولكن هنا تستخدم الأم اليد المعاكسة للثدي الذي يرضع منه الطفل لحمله مما يسهل ضبط وضعية رأس الطفل خلال الرضاعة.
- وضعية الجلوس: خيار جيد للأطفال الأكبر سنًا مع تحكم جيد في الرأس، وهنا يكون كل من الأم والطفل بوضعية الجلوس مع انتصاب الظهر، يجلس الطفل في حضن والدته مواجهًا لها والأم في وضع جلوس مستقيم وغالبًا ما تكون ساقا الطفل متداخلتين مع الأم.
- الإرضاع بوضعية الاستلقاء الظهري: تعد وضعية مريحة للطرفين وتسمح للطفل بالاستلقاء على أمه، تستلقي الأم على ظهرها ويستلقي الطفل بشكل مواجه لبطن الأم، تكون كلتا يدي الأم حرتان حتى تتمكن من دعم رأس الطفل وتغيير وضعيته.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية؟
للرضاعة الطبيعية الكثير من الإيجابيات والفوائد للأم وطفلها، وتشمل هذه الفوائد:
- الراحة: الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن لسن بحاجة إلى حزم الزجاجات أو الحليب الصناعي في حال خروجهن من المنزل.
- تكاليف أقل: فالرضاعة الطبيعية مجانية على الرغم من أن بعض الأمهات يستخدمن المضخة والزجاجات والتي يمكن أن تزيد من التكلفة.
- تعزز صحة الطفل: فحليب الأم آمن وبدرجة حرارة مناسبة، كما أن يحوي على أهم المغذيات التي يحتاجها الطفل للنمو، بالإضافة لتعزيز مناعته وحمايته من الأمراض.
إن الإرضاع الطبيعي هام لدعم صحة طفلك ونموه وتعزيز صحته النفسية، كما أنه يؤمن فوائد لكل من الطفل والأم، ويجب التنويه على أهمية حصول الأم على الغذاء المتوازن والصحي بالإضافة إلى الاعتناء بصحتها النفسية والجسدية؛ لأن وعيها حول هذا الأمر يساعد على جعل فترة الإرضاع أكثر فائدة وأمانًا للأم وطفلها.