البكاء أمر صحي، ويمكن أن يهدئنا ويقلل من الألم، ويُظهر للآخرين أننا بحاجة إلى المساعدة والدعم. إنه ليس علامة ضعف كما يعتقد البعض، ومع ذلك، يبدو أن البكاء يحدث أحيانًا بشكل عشوائي أو فجأة، وبشكل خاص عند النساء.

إذا بدا أن البكاء يحدث من دون سبب واضح وبشكل متكرر ومنتظم فقد يكون علامة على وجود مشاكل واضطرابات عاطفية، فما الذي قد يؤدي إلى حدوث البكاء العشوائي دون سبب واضح، ولماذا تتعرض النساء له بشكل أكبر؟

العوامل التالية يمكن أن تجعل المرأة تبكي أكثر من المعتاد ومن دون سبب واضح:

المحتويات

الدورة الشهرية ومشاكلها

يمكن أن تسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال وقبل الدورة الشهرية أعراضًا نفسية وجسدية، يشير الأطباء إلى هذه الأعراض مجتمعة باسم متلازمة ما قبل الطمث. في دراسة أجريت عام 2013، تبين أن 75% من النساء في سن الإنجاب يعانين من متلازمة ما قبل الطمث، ومن أعراض متلازمة ما قبل الحيض التي تحدث قبل الدورة الشهرية نوبات البكاء وتتضمن بعض الأعراض الأخرى لهذه المتلازمة ما يلي:

الاكتئاب أو الشعور بالحزن.
التوتر أو القلق وعدم الاستقرار النفسي.
التهيج أو السلوك العدائي.
التغيرات والتقلبات في المزاج.

الحمل والتغيرات التي تحدث خلاله

يمر جسم المرأة بالعديد من التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعده، يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على الحالة المزاجية للمرأة، ما يجعلها تبكي أكثر من المعتاد.

معظم النساء يشعرن بالحزن والفراغ في غضون أيام قليلة من الولادة، ثم تزول هذه المشاعر، أما إذا استمرت هذه المشاعر لأكثر من أسبوعين، فقد تشير إلى حدوث ما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يحدث فيه التالي:

المزاج المنخفض بشكل مستمر.
شعور نقص الحافز أو الطاقة.
حدوث مشاكل في النوم والذاكرة.
قلة الاهتمام بالطفل.
عدم وجود اتصال مع الطفل، وانعدام الرغبة بذلك.
مشاعر اليأس والذنب.

عدم القدرة على التحكم بالعواطف وتنظيمها

يمكن أن يحدث البكاء غير المتوقع إذا كنتِ تواجهين صعوبات في تنظيم عواطفك. تنظيم المشاعر والعواطف هو مصطلح يشير إلى كيفية تعاملنا مع المشاعر التي نشعر بها والابتعاد عنها والتغلب عليها، وقد تواجهين تحديات في تنظيم عواطفك إذا كانت مشاعرك أكثر حدة مقارنة بالآخرين. ^[1]

القلق والتوتر المستمر

يمكن أن يؤدي القلق أيضًا إلى البكاء من دون سبب واضح، حتى إذا كنتِ لا تشعرين بالخوف أو التوتر، فإن القلق المستمر أو الإحساس بعدم الراحة أو التفكير في أشياء يمكن أن تسوء ، كلها تساهم في حدوث القلق، إن البكاء يأتي فجأة ومن العدم عند وجود حالة القلق المستمر هذه.

الإرهاق وعدم الاستقرار النفسي

يسبب الإرهاق والإجهاد النفسي العديد من الأعراض والعلامات مثل: القلق والاكتئاب والإحساس المستمر بالغضب والرغبة في الانعزال والمعاناة من الأرق والتعب وقلة التركيز وكثرة النسيان وفقدان الشهية والشعور بآلام الصدر المستمرة وضيق التنفس وخفقان القلب والدوخة والصداع ومشاكل واضطرابات في الجهاز الهضمي.

الاكتئاب

هو أحد الأسباب المحتملة للبكاء دون سبب واضح، فقد تبكين حتى لو لم تشعري بالحزن في تلك اللحظة، كما أن المشاعر الأخرى الشائع حدوثها لدى مرضى الاكتئاب مثل: اليأس والشعور بالذنب والوحدة وانعدام القيمة يمكن أن تلعب دورًا في حدوث البكاء العشوائي .

هل يجب عليك طلب المساعدة عند تعرضك لنوبات بكاء من دون سبب؟

البكاء دون معرفة السبب لا يعني دائمًا وجود خطأ ما، ومع ذلك من المهم معرفة متى يجب عليك أن تحصل على المساعدة عند حدوث نوبات البكاء غير المتوقعة. قد تفكر في طلب العلاج إذا كان بكاؤك دون سبب له أحد الصفات التالية:

متكرر ومستمر.
عندما تشعر بأنه خارج عن سيطرتك ويسبب إزعاجًا لك.
عندما يأتي جنبًا إلى جنب مع الشعور بالضعف أو القلق بشكل عام.
عندما يحدث مع تقلبات مزاجية قوية أو تغيرات في الشخصية.
عندما يعطل حياتك اليومية، كأن يؤثر على قدرتك على العمل، وأن يتسبب بحدوث مشاكل في علاقاتك الاجتماعية، وما إلى ذلك. ^[2]

هل يوجد علاج لنوبات البكاء التي تحدث دون وجود سبب واضح؟

في العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، تتمثل الخطوة الأولى لعلاج نوبات البكاء العشوائي المفاجئ في اكتشاف طريقة لفهم نوبات البكاء هذه.

إحدى طرق القيام بذلك هي زيادة اليقظة الذهنية للمشاعر، يمكن أن يشمل ذلك التدرب على ملاحظة وتسمية المشاعر التي تظهر غالبًا عند حدوث البكاء، أو يمكن اتباع أسلوب التحليل الوظيفي، حيث يساعدك خبير العلاج السلوكي المعرفي على تحديد “السلاسل” أو الروابط بين المشاعر والأفكار والسلوكيات الأخرى التي قد تؤدي إلى البكاء، يمكن أن تساعد هذه الأدوات في توضيح ما إذا كان الاكتئاب أو القلق أو صعوبات تنظيم العاطفة هي السبب في حدوث البكاء غير المتوقع.

يستخدم العلاج المعرفي السلوكي العديد من الأساليب المثبتة لعلاج الاكتئاب والقلق، وتشمل هذه الأساليب المهارات العملية التي يمكن أن تحسن من الحالة المزاجية وتقلل احتمالية عودة الاكتئاب أو القلق، هناك أيضًا علاجات فعالة لصعوبات تنظيم العاطفة. الهدف من هذه الأساليب هو تسهيل التعامل مع المشاعر الحادة أو غير السارة وتقليل تأثيرها السلبي على المزاج العام والرفاهية.

يمكن أن تساعدك استشارة المعالج المعرفي السلوكي على فهم البكاء دون سبب، ومعرفة العلاجات الأفضل لك. حملي تطبيق كيورا للتواصل مع معالجك النفسي، وسجلي في برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب لمساعدتك على تجاوز مشاعر الحزن والكآبة والمضي قدمًا في حياتك.