لماذا يخلط الناس بين الحزن والاكتئاب؟

الحزن عاطفة إنسانية تظهر في مواقف معينة، يشعر بها جميع الناس في أوقاتٍ معينة خلال حياتهم، والشعور بالحزن هو رد فعل طبيعي على المواقف التي تسبب الانزعاج العاطفي أو الألم النفسي أو الجسدي. 

هناك درجات متفاوتة من الحزن، لكنه مثل المشاعر الأخرى يرتبط ببعض المواقف، أي أن الحزن مؤقت ويتلاشى بمرور الوقت، وبهذه الميزة يختلف الحزن عن الاكتئاب.

أما الاكتئاب فهو اضطراب نفسي طويل الأمد يؤثر على مجالات الحياة كافة، وعلى العمل والدراسة والعلاقات العائلية والاجتماعية، وإذا تُركت أعراض الاكتئاب دون علاج، فقد تستمر لفترة طويلة وتؤثر سلبًا على مختلف جوانب الحياة.

لماذا يخلط الناس بين الحزن والاكتئاب؟

قد يكون من الصعب بمكان ما التمييز بين الحزن والاكتئاب، فعندما تكون حزينًا في بعض الأحيان، قد تشعر بأن حزنك شامل لكل جوانب حياتك ما يجعلك في حالة مؤقتة وخفيفة من الاكتئاب، ولكن في الحزن يجب أن تتواجد أيضًا لحظات تكون فيها قادرًا على الضحك أو الشعور بالراحة خلال فترة حزنك.

 أما الاكتئاب فيختلف عن الحزن بأن المشاعر التي لديك ستؤثر سلبًا على جميع جوانب حياتك، وقد يكون من الصعب أو حتى من المستحيل العثور على متعة في أي شيء، بما في ذلك الأنشطة والأشخاص الذين اعتدت الاستمتاع بهم، وهذا لأن الاكتئاب مرض نفسي وليس عاطفة عابرة كما في الحزن، فلذلك من  الضروري التمييز بينهما لما للاكتئاب من تأثيرات سلبية وضارة على صحتنا النفسية.

ما أهم أعراض الاكتئاب؟

قد تشمل أعراض الاكتئاب الشائعة ما يلي:

  • مشاعر الحزن المستمرة.
  • تعب مستمر.
  • تغيرات في أنماط النوم أو الأكل.
  • صعوبات في التركيز واتخاذ القرارات.
  • فقدان الاهتمام والحماس للأشياء التي كانت توفر المتعة.
  • أعراض جسدية، مثل: الصداع أو آلام الجسم التي ليس لها سبب محدد.
  • أفكار مستمرة حول الموت.

قد يكون لديك بعض هذه الأعراض إذا كنت حزينًا، لكنها لا تستمر أكثر من أسبوعين، ولا بد من التنويه أن الأفكار الانتحارية هي علامة على الاكتئاب وليس الحزن. 

يمكن أن يقودنا إهمالنا لحالة الاكتئاب الحقيقية إلى الابتعاد عن المعالجة المناسبة والضرورية، ومن جهة أخرى، فإن المبالغة في رد الفعل تجاه الحالة العاطفية المتمثلة بالحزن قد يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية. [1]

اقرأ أيضًا: هل يغير الاكتئاب من الشخصية

ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

الحزن هو عاطفة إنسانية طبيعية، قد نعاني منها جميعًا في بعض المواقف والتجارب الحياتية، وعادةً ما يكون سبب الحزن هو حدث أو تجربة أو موقف صعب أو مؤلم أو مخيب للآمال، بعبارةٍ أخرى، قد نميل إلى الشعور بالحزن حيال شيءٍ ما، وهذا يعني أيضًا أنه عندما يتغير هذا الشيء، وعندما يتلاشى ألمنا العاطفي، وعندما نتكيف أو نتغلب على الخسارة أو خيبة الأمل، فإن حزننا يقلّ ويبدأ بالتلاشي.

الاكتئاب اضطراب نفسي غير طبيعي يؤثر على تفكيرنا وعواطفنا وتصوراتنا وسلوكياتنا بطرق متنوعة ومزمنة، وعندما نشعر بالاكتئاب، نشعر بالحزن على كل شيء، كما لا يتطلب الاكتئاب بالضرورة حدثًا أو موقفًا صعبًا، أو خسارة أو تغيير في الظروف كمحفز لبدايته، في الواقع، غالبًا ما يحدث ذلك في غياب أي من هذه المحفزات، فمثلًا: قد تكون حياة الناس نظريًا جيدة تمامًا – حتى أنهم يعترفون بأن هذا صحيح – ومع ذلك لا يزالون يشعرون بالخوف والتوتر.

يؤثر الاكتئاب على جميع جوانب حياتك، مما يجعل كل شيء أقل متعةً، وأقل إثارةً للاهتمام، وأقل أهمية، وأقل محبة، وأقل قيمة، ويستنزف الاكتئاب طاقتك ودوافعك وقدرتك على تجربة الفرح والمتعة والإثارة والرضا والتواصل والمعنى، حيث تميل جميع العتبات الخاصة بك إلى أن تكون أقل، إذ تكون أنت أقل صبرًا، وأسرع غضبًا وإحباطًا، وأسرع في الانهيار، ويستغرق الأمر وقتًا أطول للعودة للحالة الطبيعية.

ما هو العلاج المناسب للحزن والاكتئاب؟

إذا كنت تعاني من الحزن، فقد تساعدك بعض التغيرات في نمط حياتك على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، مثل:

  • التواصل مع الآخرين كالأصدقاء والعائلة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تنظيم وقتك وممارسة الأنشطة التي تستمتع بها.
  • إذا كنت تحب الحيوانات، اقض وقتًا منظمًا أسبوعيًا في زيارة حديقة الحيوانات.
  • تناول الطعام الصحي ومحاولة الحصول على قسط كافٍ من النوم، إذا كنت تواجه مشكلة في النوم.

يمكن أن تساعدك تغييرات نمط الحياة أيضًا على الشعور بتحسن إذا كنت تعاني من الاكتئاب، لكن هذه التغييرات قد لا تكون كافية إذا كنت مكتئبًا، وعندها فإن المشورة النفسية مع معالج محترف تثق به يمكن أن تحدث فرقًا، حيث يُعرف هذا النوع من الاستشارة أيضًا باسم العلاج بالكلام، كما قد يصف لك طبيبك أو معالجك الأدوية المناسبة إذا كنت تعاني من الاكتئاب.

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تقليل أعراض الاكتئاب

كيف تمارس حياتك في حالة الحزن والاكتئاب؟

يتطلب تجاوز كل من الحزن والاكتئاب جهدًا، تأكد من الالتزام بمواعيدك إذا كنت ترى معالجًا، وتحدث معه عن كل ما يدور في ذهنك، فيما يلي بعض النصائح الأخرى لمساعدتك على إدارة كل من الحزن والاكتئاب:

  • اضبط المنبه واستيقظ في نفس الوقت كل يوم، يمكن أن يساعد الحفاظ على روتين معين يتضمن الرعاية الذاتية في جعل الحياة أكثر قابلية للإدارة.
  • قم بممارسة نشاط بدني في روتينك، حيث يمكن أن يعزز ذلك الحالة المزاجية ويحسن صحتك.
  • لا تعزل نفسك، واقض بعض الوقت كل يوم مع شخص تحبه، إما شخصيًا أو عبر الهاتف.
  • حافظ على الأنشطة التي أعطتك الشعور بالفرح، أو جرب أنشطة جديدة تهمك، حيث يمكن أن يساعد وجود شيء تتطلع إليه في تعزيز مزاجك. [2]

إذا لم تجدي هذه الطرق والنصائح، لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي لمساعدتك على تجاوز هذه الحالة وتأثيراتها الجانبية عبر تطبيق كيورا. وانضم لبرنامج كيورا للعودة للحياة الطبيعية بعد الاكتئاب.

المراجع 

[1] The Important Difference Between Sadness and Depression, www.psychologytoday.com, retrived 18/2/2022

[2] Is It Depression or Sadness? Learn the Signs, www.healthline.com, retrived 19/2/2022

Loading spinner
Share your love