لماذا أشعر بالحزن دون سبب؟

رغم اختلاف الناس والثقافات على هذا الكوكب فإن الشعور بالحزن أمر طبيعي يشترك به كل البشر، ويُعتبر جزءًا من التجربة الإنسانية، وغالبًا ما يرى الجميع أن الحزن شعور سلبي غير مرغوب فيه لكنه في النهاية رد فعل طبيعي على أحداث الحياة المختلفة، قد تشعر بالحزن في بعض الأحيان دون سبب واضح، فمتى يحدث ذلك، وما أسبابه؟

قد تشعر بالحزن في أوقات وظروف متنوعة، وقد يحدث ذلك دون أن تدرك السبب الكامن وراء حدوثه، ومن أهم الظروف المؤهبة لهذه الحالة:

1- الاكتئاب وتبدلات المزاج

تشعر خلال الاكتئاب بمزاج سيء وحماس منخفض وتفقد الشغف بالأمور التي تستمع بها عادةً، على أن تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوع على الأقل، وهو من أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا وتشمل أعراضه:

  • اضطرابات في النوم.
  • تغيرات في الشهية.
  • الشعور باليأس.
  • الإحساس بعدم القيمة وعدم تقدير الذات.
  • صعوبة في التركيز.
  • الوهن والتعب غير المبرر.
  • القلق والتوتر.

قد يكون الاكتئاب المسبب للحزن عرَضًا لاضطراب نفسي آخر مثل: اضطراب ثنائي القطب الذي يعاني فيه المصاب من نوبات هوس واكتئاب يشعر فيها بالحزن أو بالسعادة الشديدة فجأة بسبب التقلبات المزاجية، وهناك نوع من الاكتئاب يسمى اضطراب الاكتئاب المستمر PDD الذي يستمر لسنوات ولا يتذكر المصابون به وقتًا سابقًا لم يشعروا فيه بالحزن. [1]

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب.

2- الحزن الموسمي

إذا شعرتَ بالحزن في فترة معينة من العام دون سبب مقنع يدفعك لذلك وينقص في أوقات أخرى (فصل الربيع والصيف) قد يكون حزن موسمي، وهو أكثر شيوعًا في فصلي الخريف والشتاء؛ لأن النهار فيهما قصير ولا نتعرض للشمس بالقدر الكافي، وهو حزن طبيعي يختفي مع الوقت، لكن إذا استمر لفترة طويلة وبدأ يؤثر بشكل جدي على حياتك اليومية، فقد يكون نوعًا من الاكتئاب يحدث مع التغيرات الموسمية يسمى الاضطراب العاطفي الموسمي.

3- التغيرات الهرمونية

تحدث هذه الاضطرابات عند النساء عادةً، حيث يؤثر التغير في الهرمونات التي يفرزها الجهاز التناسلي على شعور المرأة بالإحباط والانزعاج، وفي هذه الحالة قد لا تعرف السبب وراء حزنها لأن هذه التغيرات تحدث في الجسم تلقائيًا، وهناك العديد من الاضطرابات التي تؤدي إلى تغير مستويات هذه الهرمونات في الجسم، ومنها:

  • اكتئاب ما بعد الولادة: حيث تتقلب مستويات الهرمونات لدى الحامل خلال الحمل وبعده، ما قد يسبب شعورها بالحزن وتنتابها مخاوف بأنها لن تستطيع العناية بطفلها أو أنها قد تكون السبب بإيذائه.
  • اضطراب ما قبل الدورة الشهرية: تشعر المرأة قبل أسبوع من الدورة الشهرية بالحزن واضطرابات مزاجية أخرى، بالإضافة إلى الإرهاق والتوتر وسهولة الاستثارة وصعوبة في التركيز.
  • اضطراب ما قبل انقطاع الطمث: تحدث العديد من التغيرات الهرمونية لدى المرأة في هذه الفترة الانتقالية قبل انقطاع الطمث، ومنها الشعور بالحزن والمزاج السيء.

عليكِ أن تعلمي أن الحزن الناتج عن تغيرات هرمونية يزول عندما تستقر مستويات الهرمونات في جسمك، لكنه قد يستمر في بعض الأحيان، ومن المفيد حينها التواصل مع اختصاصي صحة نفسية ليوفر لك الدعم اللازم لتجاوز هذه الفترات.

4- الصدمات النفسية والحوادث المؤلمة

الصدمة هي استجابة عاطفية أو جسدية لواحد أو أكثر من الظروف الضارة أو المهددة للحياة، مع آثار سلبية دائمة على صحتك العقلية والجسدية، ويمكن أن تؤثر على دماغك وجهازك العصبي، يعاني فيها الكثير من الناس من خلل في تنظيم العواطف لفترة طويلة بعد انتهاء الموقف الصادم، وقد يكون خلل تنظيم العواطف على شكل:

  • الشعور بالحزن أو البكاء دون سبب واضح.
  • القدرة على إزعاجك وجعلك متوترًا بسهولة.
  • صعوبة تهدئة النفس.
  • تغيرات مزاجية سريعة.

إذا وجدت نفسك متأثرًا بحدث صادم بعد فترة طويلة من انتهائه (كأن تتجنب المواقف التي تذكرك بهذه الصدمة) فقد تكون مصابًا باضطراب بعد الصدمة PTSD وتحتاج حينها لاستشارة طبيب مختص.

5- الإجهاد المستمر والمواقف المرهقة

في بعض الأحيان قد تشعر بالحزن عندما تتعامل مع مشكلة معينة تواجهها في حياتك، وقد يؤدي التعرض للضغط والتوتر بشكل كبير إلى خلل في تنظيم العواطف، وتحولات مزاجية لا تستطيع كشخص عادي أن تتنبأ بها، فالتوتر له آثار عاطفية وجسدية، ومن الأحداث التي قد تزعجك وتسبب حزنك ولا تستطيع التكيف معها:

  • مشكلات في العمل.
  • انفصال عن الشريك.
  • فقدان صديق.
  • معاناة شخص تحبه مع المرض (أو مشكلات في حياته).
  • الانتقال من المنزل.

غالبًا ما يختفي حزنك بمجرد تكيفك مع الموقف وتقبل حدوثه، لكن إذا واجهت صعوبة في التكيف فننصحك بالتواصل مع اختصاصي بالصحة النفسية للتغلب على هذا الحزن. [2]

 نصائح للتعامل مع الحزن والتغلب عليه

هناك العديد من الطرق والنصائح التي تساعدك على تحسين مزاجك عندما تشعر بالحزن ومن أهمها:

  • استمع للموسيقى: للموسيقى فوائد كثيرة على الصحة النفسية، فهي قد تساعد في تنشيطك وتحفيز جسمك على إفراز هرمونات السعادة مثل: الدوبامين والسيروتونين التي تحسن حالتك المزاجية وتقلل من القلق والتوتر، لذلك ننصحك باختيار موسيقى تشعِرُك بالحماس وتجنب الموسيقى والألحان الحزينة.
  • تحدث مع أحبائك: يمكن للشعور بالحزن أن يجعلك شخصًا منعزلًا ويفقدك الرغبة في التواصل مع الآخرين، لكن هذا الانعزال لا يفيدك أبدًا، وعلى العكس تمامًا فإنه سيزيد شعورك بالحزن، لذلك ننصحك بقضاء الوقت مع عائلتك والأشخاص الذين تحبهم وتثق بهم لتحصل على الدعم العاطفي الذي سيجعلك إنسانًا سعيدًا ويقلل من شعورك بالوحدة.
  • قضاء الوقت في الخارج: قضاء الوقت في الطبيعة أو المساحات الخضراء يمكن أن يعزز مزاجك ويجعلك تتغلب على الشعور بالحزن والاكتئاب عن طريق تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في جسمك، كما أن التعرض لضوء الشمس يمكن أن يحدث فرقًا لأنه مثل الاستماع للموسيقى يزيد من إفراز هرمون السيروتونين أيضًا.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يعزز النشاط البدني والتمارين الرياضية من إفراز الإندورفينات في الجسم ما يحسن مزاجك ويجعلك سعيدًا.
  • افعل شيئًا تحبه: يمكن للممارسة الأنشطة التي تستمتع بها أن تحسن مزاجك وتخفف شعورك بالحزن كقراءة الكتب أو ممارسة اليوغا أو الاسترخاء مع حمام دافئ.
  • أضف بعض الفكاهة إلى حياتك: عندما تتابع فيلم أو مسلسل كوميدي على التلفاز أو بعض مقاطع اليوتيوب المضحكة فإن مزاجك يتحسن وسيقل شعورك بالحزن. [3]

اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الاكتئاب على تفكيرك.

الحزن شعور طبيعي تستطيع التغلب عليه بمفردك، لكن إذا استمر هذا الشعور لفترة طويلة وبدأ يعيق حياتك اليومية فيمكنك تحميل تطبيق كيورا والتواصل مع الاختصاصيين لتحقيق حياة أفضل بعيدًا عن أي مشاعر سلبية.

انضم إلى برنامج العودة إلى الحياة بعد الاكتئاب لنتمكن من مساعدتك على التغلب على الآثار السلبية التي يخلفها الاكتئاب والوصول للسعادة والسلام الذي نرغب به جميعنا.

المراجع

[1] Feeling Sad for No Reason? Potential Causes and Coping Tips, Healthline, retrieved in 11/4/2023

[2] Why Do I Feel Sad for No Reason? Causes and Coping Tips, Psych Central,retrieved in 11/4/2023

[3] Why Do We Sometimes Become Sad For No Reason?, HealthMatch, retrieved in 11/4/2023

Loading spinner
Share your love