ينتج الشاهوق Pertussis عن عدوى شديدة تصيب السبيل التنفسي والرئتين. يتظاهر الشاهوق عند الكثير من المصابين به بالسعال الشديد المتقطع الذي يتبعه شهيق عميق حاد النبرة يعطي صوتًا يشبه صياح الديك، ومن هنا يطلق عليه أيضًا اسم السعال الديكي. نتحدث في هذا المقال عن العوامل المسبب للسعال الديكي (الشاهوق)، وطرق العدوى به، والأعراض، وطرق التشخيص، والعلاج، والوقاية.
المحتويات
العوامل المسببة للسعال الديكي، وطرق العدوى به
ينتج السعال الديكي عن العدوى بجرثومة البورديتيلة الشاهوقية Bordetella pertussis، حيث تلتصق هذه الجرثومة على الأهداب (التي تمثل امتدادات صغيرة جدًا شعرية الشكل من الخلايا المبطنة للسبيل التنفسي)، من ثم تطلق هذه الجرثومة سمومًا وذيفانًا خاصًا بها يؤذي الأهداب ويسبب احتقانًا وانسداد الطريق التنفسي بالمفرزات المخاطية السمكية.
يتميز السعال الديكي بكونه مرضًا شديد العدوى، وهو يصيب البشر فقط، وينتقل من شخص إلى آخر عبر القطيرات التنفسية التي تخرج مع السعال، أو العطاس، أو الجلوس إلى جانب شخص مصاب ومشاركته المساحة التنفسية فترة من الزمن. ولهذا السبب يصاب الكثير من حديثي الولادة بالسعال الديكي بعدوى من الأقارب، أو الوالدين، أو مقدمي الرعاية الصحية المحيطين بهم، فينقلون لحديثي الولادة الجرثومة من دون أن تكون عليهم أي أعراض مرضية. تستمر فترة العدوى التي يحملها المريض المصاب بالسعال الديكي على الأقصى فترة أسبوعين من الزمن من لحظة بدء السعال، وتنخفض هذه المدة إلى أقل من ذلك مع بدء العلاج وتناول المضادات الحيوية.
أعراض السعال الديكي
يمكن للسعال الديكي أن يسبب حالة مرضية خطيرة عند جميع حديثي الولادة، والأطفال، والمراهقين، والبالغين غير الملقحين باللقاح المضاد للسعال الديكي. تبدأ الأعراض بالظهور غالبًا بعد 5 إلى 10 أيام من العدوى، وتتضمن:
- يبدأ المرض بأعراض خفيفة تشبه الزكام، مع حمى، وسيلان الأنف، وسعال خفيف.
- بعد أسبوع إلى أسبوعين من العدوى تظهر الأعراض المميزة للسعال الديكي، من نوبة من السعال الشديد المتقطع الذي يتبعه شهيق عميق حاد النبرة يشبه صياح الديك.
- قد لا يظهر على الأطفال الصغار والرضع نهائيًا أعراض السعال المتقطع شديد النموذجية، إنما قد يعانون صعوبة في التنفس، أو يتوقف لديهم التنفس مؤقتًا ويعود في نوبات، بما يسمى انقطاع التنفس.
- يمكن أن يحدث الإقياء، الذي يتبع نوبات السعال الشديدة.
- قد يحدث التعب والإرهاق العضلي، خاصة في عضلات جدار الصدر، نتيجة نوبات السعال الشديدة.
اختلاطات السعال الديكي
تتنوع اختلاطات السعال الديكي حسب عمر الشخص المصاب، نتيجة اختلاف شدة المرض والأعراض بين حديثي الولادة والأطفال من جهة، والمراهقين والبالغين من جهة أخرى. يمكن أن يسبب السعال الديكي اختلاطات خطيرة ومميتة عند حديثي الولادة (خاصة الأصغر من عمر 6 أشهر) والأطفال (خاصة الذين لم يكملوا برنامج تلقيحهم). إذ يصاب نحو نصف الأطفال الذين يصغرون عن سنة واحد بالسعال الديكي، ويحتاجون إلى عناية خاصة في المستشفى، تتضمن أهم الاختلاطات التي قد يواجهونها:
- ذات الرئة.
- الاختلاجات.
- انقطاع النفس.
- اعتلال الدماغ.
من جهة أخرى تنخفض شدة الاختلاطات عند المراهقين والبالغين المصابين بالسعال الديكي، وخاصة الأشخاص الذين أكملوا برنامج اللقاح الخاص بهم، وتتضمن أهم الاختلاطات:
- فقدان الوزن.
- الفتق الحجابي.
- انفجار الأوعية الشعرية في الجلد أو صلبة العين، بسبب شدة السعال.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- الغشي والإغماء.
- انكسار أحد الأضلاع نتيجة السعال الشديد.
تشخيص السعال الديكي
يكون من الصعب في بعض الأحيان تشخيص السعال الديكي في مراحله الأولى، بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الزكام، أو الانفلونزا. مع هذا، قد يتمكن الطبيب من تشخيص السعال الديكي باكرًا عبر معرفة القصة المرضية للمريض والمرافقين له، والكشف عن الأعراض، وإجراء إصغاء الصدر.
يتأكد تشخيص السعال الديكي عبر عزل العامل الممرض بواسطة مجموعة من الاختبارات، التي تتضمن:
- الحصول على عينة مفرزات مخاطية من الأنف أو البلعوم، وزرعها في وسط مناسب.
- تحليل عينة دموية، وقياس تركيز الكريات البيضاء، الذي قد يكشف ارتفاعها وجود حالة التهاب في الجسم.
- إجراء صورة شعاعية بسيطة للصدر، للكشف عن وجود اختلاطات مثل ذات الرئة.
كيف يعالج السعال الديكي؟
يحتاج حديثي الولادة، خاصة الأصغر من عمر 6 أشهر، إلى دخول المستشفى حتمًا، بسبب مخاطر السعال الديكي الخطيرة عليهم. يعطى الرضيع إلى جانب الصادات الحيوية التي سوف تخفف من حدة المرض، التغذية الوريدية والإماهة عبر الوريد لتجنب حصول التجفاف. أيضًا قد يعزل الرضيع في مساحة عقيمة، لتجنب انتشار المرض، وحصول عدوى عند الأطفال والبالغين الآخرين غير المحصنين ضد الجرثوم.
يستطب العلاج في المنزل في حالة المرض متوسطة الشدة عند الأطفال والبالغين، ويكون بإعطاء الصادات الحيوية التي تقصر من مدة المرض، لكن للأسف لا تملك مضادات السعال أي فائدة في التخفيف من شدة السعال وحدته، ولا يستطب إعطاؤها. وتقتصر العناية في المنزل على الراحة المستمرة في السرير، وعدم الإجهاد، وشرب كمية وافرة من السوائل، وتناول كميات صغيرة محددة من الطعام، بسبب وجود خطر الإقياء. ينصح بالحفاظ على هواء الغرفة التي يجلس فيها المريض نقيًا عليلًا، بالإضافة إلى عدم اقتراب الآخرين منه لتجنب العدوى.
الوقاية من السعال الديكي
يعد إعطاء اللقاح المضاد للسعال الديكي الوسيلة الأفضل للوقاية من الإصابة به. يعطى لقاح السعال الديكي كجزء من لقاح ثلاثي يتضمن اللقاح المضاد لذيفان الكزاز، والدفتيريا DTP. يعطى لقاح السعال الديكي في خمسة حقن، يحصل عليها الأطفال في عمر:
- شهرين.
- أربعة أشهر.
- ستة أشهر.
- 15 – 18 شهرًا.
- 4 – 6 سنوات.
تكون الآثار الجانبية للقاح خفيفة ومحتملة، وتتضمن الحمى، والصداع، والتعب، والاحمرار والتورم مكان الحقن.