يعد تساقط الشعر واحدًا من المشاكل الشائعة التي تصيب البشر، وغالبًا ما يُقابل الأشخاص الذين يبحثون عن طرق لاستعادة خط الشعر المتراجع خيارين: العلاج بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية أو زراعة الشعر، وليس من الواضح دائمًا ما هو الخيار الأفضل. لذلك في هذا المقال سنتحدث عن هاتين الطريقتين ونقارن بينهما.
المحتويات
ما هي طريقة زراعة الشعر؟
عملية زراعة الشعر تقوم على مبدأ أخذ بصيلات الشعر بشكل فردي من الجلد وزرعها في فروة الرأس أو مناطق أخرى يكون فيها الشعر قليلًا، ما يجعل الشعر في المنطقة الجديدة يبدو أكثر كثافة، ويساعد في التعامل مع مشاكل تساقط الشعر.
كيف يتم إجراء عملية زراعة الشعر؟
- يبدأ الجراح بحلق الشعر من المنطقة المانحة التي تؤخذ منها بصيلات الشعر للزراعة.
- في الخطوة التالية، يقوم الجراح بإزالة بصيلات الشعر من الجلد بمساعدة أدوات صغيرة، ثم يقوم بعمل مجموعة جروح صغيرة جدًا (نقاط الدخول) بمساعدة إبرة في المنطقة المستقبلة حيث سيتم إدخال البصيلات المستخرجة.
- في الخطوة التالية، يتم إدخال البصيلات المستخرجة في نقاط الدخول.
- أخيرًا، ينظف الجرَّاح المنطقة التي تم أخذ الشعر منها ويضمدها وذلك من أجل الشفاء.
متى يتم استخدام زراعة الشعر؟
يتم استخدام زراعة الشعر في الحالات التالية:
- الندبات فاقدة الشعر.
- تساقط الشعر البقعي.
- تساقط الشعر النمطي.
- فقدان شعر اللحية أو الشارب أو الحاجب.
ما هي عملية حقن البلازما؟
يعمل علاج الشعر بحقن البلازما على أخذ الدم من الأفراد الذين يعانون من تساقط الشعر ثم معالجته وإعادة حقنه في فروة الرأس. يساعد هذا الإجراء على التعامل مع تساقط الشعر عن طريق تحفيز نمو الشعر وزيادة سمك جذر الشعرة.
كيف يتم إجراء حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية؟
علاج الشعر بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية هو إجراء يتألف من ثلاث خطوات ويتطلب حوالي ثلاث جلسات بفاصل أربعة إلى ستة أسابيع. وتشمل الخطوات الثلاثة ما يلي:
- الخطوة الأولى: يقوم الأخصائي عادة بسحب الدم من الشخص ويضعه في أنابيب اختبار تحوي بداخلها مغذيات ثم يضعه في جهاز الطرد المركزي لفصل السوائل ذات الكثافة المختلفة.
- الخطوة الثانية: وبعد حوالي عشر دقائق داخل الجهاز، يتم فصل الدم إلى ثلاث طبقات مختلفة وهي البلازما الغنية بالصفيحات الدموية والبلازما الفقيرة بالصفيحات الدموية وخلايا الدم الحمراء.
- الخطوة الثالثة: في هذه الخطوة، يتم سحب البلازما الغنية بالصفيحات الدموية بواسطة إبرة، ويضاف إليها محاليل تنشيط خاصة، ثم يتم حقنها في مناطق فروة الرأس التي تحتاج إلى زيادة في نمو الشعر.
متى يستخدم هذا العلاج؟
علاج الشعر بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية (PRP) مناسب بشكل مثالي لأولئك الذين يعانون من تساقط الشعر، خاصةً في سن مبكرة.
مقارنة حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية بزراعة الشعر
هناك العديد من أوجه الشبه والاختلاف بين حقن البلازما وزرع الشعر، وهي:
أوجه التشابه
- يساعدان في النمو الطبيعي للشعر دون استخدام أدوية.
- يتطلبان وجود بصيلات شعر فعالة لإجراء العملية.
- كلتا الطريقتين آمنة مع آثار جانبية قليلة جدًا.
- كلاهما يحتاج إلى طبيب مختص مؤهل ومدرب.
- تعتمدان على دورة نمو الشعر الطبيعية وتحتاجان إلى وقت للحصول على نتائج ملحوظة.
- يقدمان نتائج طبيعية تمامًا.
أوجه الاختلاف
- يعتبر العلاج بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية إجراءً بسيطًا لأنه يستخدم حقنًا سطحيًا فقط، لكن زراعة الشعر تتطلب إجراء شقوق صغيرة جدًا لزرع بصيلات الشعر.
- يحفز العلاج بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية بصيلات الشعر في مكانها، بينما زراعة الشعر تعيد توزيع بصيلات الشعر الفعالة.
- تعد نتائج استخدام البلازما أكثر دقة، ولكن زراعة الشعر يمكنها إحداث تغيرات جذرية في مظهر الفرد.
- يتضمن العلاج بالبلازما وقتًا ورعاية لاحقة أقل من زراعة الشعر.
- يمكن للجميع تقريبًا اختيار العلاج بالبلازما وتعزيز صحة فروة الرأس وتحسين نمو الشعر ولكن لا يمكن للجميع اختيار زراعة الشعر.
- تكلفة العلاج بالبلازما أقل من تكلفة زراعة الشعر.
- تتطلب عملية حقن البلازما جلسات متابعة العلاج كل أربعة إلى ستة أشهر، أما زراعة الشعر تتطلب جلسة علاجية واحدة.
فترة التعافي
هناك علاقة طبيعية بين مدى شدة الإجراء والوقت اللازم للتعافي. فحقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية ليس إلا مجرد حقن كميات قليلة من البلازما باستخدام إبرة صغيرة، لذلك لا يستغرق الشفاء وقتًا طويلًا، وفي أسوأ الحالات قد يصل إلى خمسة أو سبعة أيام. نظرًا لأن زراعة الشعر تتطلب إزالة أجزاء صغيرة من الجلد، فقد يؤدي هذا إلى اتساع فترة التعافي من أجل شفاء هذه الجروح الصغيرة، والتي يمكن أن تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
كما أن التعافي أسهل بكثير بالنسبة للعلاج بالبلازما، والتي لا تسبب إلا ألمًا خفيفًا أو انزعاجًا من تهيج الجلد. ولكن زراعة الشعر قد تتطلب العلاج بالأدوية للتعامل مع آثار الجروح الصغيرة. وسيحتاج الشخص لأن يكون أكثر انتباهًا بشأن الجروح لأنها قد تنفتح أو تتأذى وتسبب مشاكل مقلقة بالمقارنة مع تهيج الجلد الذي تسببه البلازما.
المخاطر
إن مخاطر العلاج بالبلازما الغنية بالصفيحات الدموية قليلة جدًا وذلك لأن الدم المستخدم يتم أخذه من جسم الشخص نفسه وهو أيضًا لا يتطلب إجراء شقوق في الجلد. بينما زراعة الشعر لها بعض المخاطر مثل العدوى وفشل الزراعة والتندب والنزف ومخاطر أخرى، ولكن مع الجراحين المدربين والرعاية اللاحقة المناسبة، فقد تقل نسبة حدوث المخاطر بشكل كبير.
من هم الأشخاص المرشحون؟
تقريبًا كل شخص يعاني من تساقط الشعر مع بصيلات شعر سليمة هو مرشح مناسب لعلاج الشعر بحقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية. ويمكن لأي شخص يخطط لتحسين صحة فروة الرأس أو تعزيز صحة الشعر أن يختار العلاج بالبلازما.
أما بالنسبة لزراعة الشعر، يأخذ الجراحون في الاعتبار العوامل التالية لاختيار المرشح المثالي:
- العمر، يجب أن يكون بين 25 إلى 65 سنة.
- طبيعة حالة تساقط الشعر ويعتبر الشخص الذي يعاني من تساقط شعر نمطي مرشحًا نموذجيًا.
- شدة تساقط الشعر ونوعية وكمية الشعر المتوافر الذي يُؤخذ من المنطقة المانحة.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
الخلاصة
تعمل كل من حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية وزراعة الشعر على علاج تساقط الشعر والصلع. فحقن البلازما يحفز نمو الأشعار ويزيد سماكة جذر الشعرة. بينما زراعة الشعر تعمل على نقل بصيلات الشعر من منطقة مانحة من الجلد إلى المنطقة التي تعاني من تساقط الشعر. وهي تستخدم في أغلب الوقت في علاج حالات تساقط الشعر النمطي. ولكن قد تحمل زراعة الشعر بعض المخاطر والآثار الجانبية مثل التندب والعدوى وفشل الزراعة مقارنةً بتهيّج الجلد الذي يسببه حقن البلازما، ولكن مع الجراحين المدربين والعناية اللاحقة المناسبة تنخفض نسبة حدوث مخاطر زراعة الشعر بشكل كبير.