يعتبر السرطان من أشيع الأمراض وأكثرها فتكًا، إذ تُشخص سنويًا 15 مليون إصابة جديدة بالسرطان حول العالم، ويُسبب 9 ملايين وفاة كل عام (15% من الوفيات في العالم)، وهو مرض يصيب كل الأعراق والأعمار والأجناس. تتنوع الأعراض التي تشير للسرطان بحسب العضو المصاب، وقد يكون نقص الوزن غير المُفسر أحد أشيع هذه الأعراض وأكثرها ملاحظة، مع ذلك لا يعتبر نقص الوزن مؤشرًا على السرطان دائمًا، إذ يمكن أن تسببه مجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية.
المحتويات
أشيع أنواع الأورام الخبيثة
يختلف شيوع الأورام الخبيثة من دولة لأخرى، ويبدو أن للعوامل البيئية دورًا مهمًا في ذلك، ففي المنطقة العربية يعتبر سرطان الرئة أشيع الأورام الخبيثة بسبب انتشار التدخين، بينما تشيع السرطانات المرتبطة بالإصابات الفيروسية في الدول الإفريقية كأورام الكبد مثلًا، أما في اليابان وبعض الدول الآسيوية يتصدر سرطان المعدة القائمة بسبب ارتباطه بأنواع معينة من الأطعمة الشائعة هناك.
في القائمة التالية أشيع عشر أورام خبيثة عند الرجال والنساء بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية:
الرجال | النساء |
1. الرئة | 1. الثدي |
2. البروستاتا | 2. القولون |
3. القولون | 3. الرئة |
4. المعدة | 4. عنق الرحم |
5. الكبد | 5. المعدة |
6. المثانة | 6. بطانة الرحم |
7. المري | 7. المبيض |
8. لمفوما لاهودجكن | 8. الغدة الدرقية |
9. الكلية | 9. الكبد |
10. الدم | 10. لمفوما لاهودجكن |
أعراض وعلامات السرطان
يُسبب السرطان مجموعة متنوعة من الأعراض تختلف بحسب مكان الورم وحجمه ومدى انتشاره، والقاعدة العامة هنا: كلما ازداد حجم الورم فإنه يضغط على الأعضاء المجاورة والأعصاب والأوعية الدموية القريبة وستكون أعراضه أشد، ولكن في بعض الأماكن الحيوية والحساسة كالدماغ مثلًا، فحتى أصغر الأورام حجمًا ستعطي أعراضًا هامَّة وملحوظة. إن علاج السرطان يكون أكثر نجاحًا وفاعلية كلما اكتشف الورم أبكر عندما يكون صغيرًا وغير منتشر، ولكن للأسف في الكثير من الأحيان يتجاهل المريض أعراضه أو لا يربطها بالسرطان أو يخاف من عرضها على الطبيب حتى ينتشر الورم ويكون الأوان قد فات على تقديم العلاج المناسب.
تنتج أغلب أعراض السرطان عن الورم بشكل مباشر، فنمو الورم وضغطه على الأنسجة المجاورة يعطي أعراضًا متنوعة بحسب العضو المتأثر كالصداع الذي ينتج عن ضغط أورام الغدة النخامية على الدماغ، والانسداد البولي الذي يسبب سرطان البروستاتا، ويمكن تقسيم الأعراض والاضطرابات الناجمة عن السرطان إلى نوعين: أعراض عامة في الجسم، وأعراض خاصة ترتبط بعضو أو جهاز محدد.
الأعراض العامة للسرطان
يمكن أن تُسبب مختلف أنواع السرطانات أعراضًا وتغيرات عامة في الجسم، ويحدث ذلك بطرق متعددة منها إفراز الخلايا الورمية الخبيثة للعديد من المواد الكيميائية السامة ورد فعل الجهاز المناعي على السرطان والذي يشمل إطلاق كميات كبيرة من السيتوكينات، ومن أهم الأعراض العامة التي قد يحدثها السرطان، (ولكن وجودها لا يعني بالضرورة وجود السرطان):
الألم
يحدث الألم عندما يغزو السرطان الأعصاب الحسية القريبة منه أو يضغط على الأعضاء المجاورة له، يظهر الألم باكرًا في سرطان العظام والخصية، ويكون عرضًا متأخرًا في أورام أخرى كسرطان القولون والمستقيم والبروستاتا، ويتميز الألم هنا أنه مستمر ويزداد مع مرور الوقت، وعادةً ما ينجح الطبيب المشرف على الحالة في تقليله باستخدام الأدوية والطرق الأخرى.
الحمى
تحدث الحمى في المراحل الأخيرة من الأورام المختلفة عندما ينتشر السرطان في الجسم، وسببها المواد التي تفرزها الخلايا الخبيثة والتي تُحرض رد فعل مناعي عليها من الجسم يؤدي لارتفاع الحرارة، وقد تكون الحرارة بسبب العدوى أو أسباب أخرى مرتبطة بالورم.
التعب العام
يحدث التعب العام عند مرضى السرطان في المراحل المتقدمة، ويتميز بأنه تعب مستمر لا يتحسن بالراحة، ومن أسبابه: فقد الشهية ورفض الطعام، التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي والشعاعي، كعواقب لبعض العمليات الجراحية التي تُجرى لعلاج السرطان.
تساقط الشعر
يحدث تساقط الشعر في سياق الإصابة بعدد من الأورام الخبيثة بسبب سوء الحالة العامة، ونقص الغذاء، أو ربما كتأثير جانبي للعلاج الكيميائي والشعاعي، وعادةً ما يتحسن بعد انتهاء العلاج والسيطرة على المرض.
السرطان ونقص الوزن
يحدث نقص الوزن عند أغلب مرضى السرطان في مرحلة معينة حتى لو كانوا يتناولون الطعام بشكل طبيعي، وحتى يُعتبر نقص الوزن مهمًا من الناحية السريرية ويجب أن يتجاوز 10% من وزن الجسم خلال 6 أشهر.
يعتبر نقص الوزن من الأعراض المتأخرة عادة، على الرغم من أنه قد يكون العرض الأول الذي يكشف الإصابة بالسرطان، ويحدث نقص الوزن بسبب عدد من العوامل، من أهمها:
- السموم والمركبات الضارة التي تفرزها الخلايا الخبيثة.
- العلاج الكيميائي والشعاعي.
- فقدان الشهية.
- أسباب نفسية وعاطفية.
- فقر الدم الذي ينتج عن النزف الذي يسببه الورم.
أمراض أخرى تسبب نقص الوزن
قد تسبب العديد من الأمراض والحالات الصحية الأخرى نقص الوزن، مثل الأمراض المزمنة والحالات الصحية الخطيرة، ومن أهمها:
- داء السكري.
- الفشل الكلوي.
- الأمراض القلبية والوعائية.
- الاضطرابات النفسية الشديدة.
- العمليات الجراحية.
- العدوى الشديدة.
إن نقص الوزن غير المُفسر من الأعراض الهامة التي يجب الانتباه لها والتعامل معها بجدية، لأنها قد تكون مؤشرًا على الإصابة بالسرطان، لكن ليس كل نقص وزن هو دليل على الإصابة بالسرطان، فقد يحدث بسبب العديد من الأمراض والحالات الأخرى، وهنا لا بد من استشارة الطبيب المختص لدراسة الحالة ووضع التشخيص المناسب.