يشعر الجميع بالضيق والحزن من حين لآخر، ومع ذلك، فإن الشعور بالحزن أو عدم الاهتمام بالأنشطة التي كانت تسبب لك السعادة قد يعني أنك تعاني من اضطراب في الصحة النفسية كالاكتئاب، إذ تكمن خطورة الاكتئاب إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين وتداخلت مع قدراتك على القيام بالمهام اليومية. في هذا المقال سنوضح لك ما هو الاكتئاب ومتى يمكن أن يكون خطيرًا.

المحتويات

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو اضطراب في الصحة النفسية وهو حالة شائعة بين الأشخاص، يسبب شعورًا مستمرًا بالحزن والإحباط مما يؤدي إلى تغيرات في طريقة التفكير والسلوك والنوم، ويحصل الاكتئاب نتيجة التعرض لمواقف الحياة الصعبة مثل: فقدان الوظيفة أو موت أحد الأشخاص.

هناك عدة مستويات للاكتئاب ويمكن علاجه عادةً باتباع العلاج المعرفي السلوكي أو بالأدوية أو بكليهما، من دون علاج يمكن أن يزداد الاكتئاب سوءًا ويستمر لفترة أطول، ففي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى إيذاء النفس. ^[1]

ما هي أنواع الاكتئاب؟

تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة أنواع من الاكتئاب وعلى الرغم من أنها قد تشترك في بعض الأعراض، إلا أن تجربة كل شخص يمكن أن تكون مختلفة. فيما يلي أنواع الاكتئاب:

اكتئاب خفيف الشدة: يمكن أن يحدث الاكتئاب خفيف الشدة أثناء فترات التوتر والقلق، ولكنه يختفي بمرور الوقت، وقد لا يتطلب أي علاج.
اكتئاب متوسط الشدة: يسبب الاكتئاب متوسط الشدة أعراضًا مزمنة وعادةً ما يتطلب نوعًا واحدًا على الأقل من العلاج، وغالبًا ما ينطوي الاكتئاب متوسط الشدة على ظهور أعراض أكثر شدة.
الاكتئاب الحاد(الشديد): يُشخص الاكتئاب الشديد عند الشعور بالحزن أو الضعف في معظم الأيام لمدة أسبوعين على الأقل، بينما تعاني أيضًا من أعراض أخرى مثل: مشاكل النوم أو فقدان الاهتمام بالأنشطة أو تغير في الشهية، وهو أشد أشكال الاكتئاب وأكثره شيوعًا.

متى يكون الاكتئاب خطيرًا؟

يكون الاكتئاب خطيرًا إذا شُخص بأنه اكتئاب حاد، إذ أن الاكتئاب الحاد هو مجموعة من العلامات والأعراض التي تعكس اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، أي عندما يعاني الشخص من أعراض تتداخل مع القدرة على العمل سواء في مهنته أو في منزله، مما يؤثر سلبًا على الطريقة التي يستطيع بها الشخص الاستمتاع بالهوايات والأنشطة الترفيهية والاجتماعية.

تكمن خطورة الاكتئاب عندما تتجاوز الأعراض الحالة النفسية كالحزن والخمول، إلى الأعراض الجسدية مثل: عدم القدرة على النوم وفقدان الشهية.

يمكن معرفة أن الاكتئاب قد يسبب خطرًا على الشخص من خلال اجتماع الأعراض التالية:

أعراض نفسية: وتشمل الأعراض النفسية للاكتئاب الحاد ما يلي:

مزاج منخفض وحزن مستمر.
الشعور باليأس والعجز.
تدني احترام الذات، والشعور بالذنب.
الشعور بالضيق وعدم التسامح مع الآخرين.
انعدام الدافع أو عدم الاهتمام بالأشياء.
صعوبة في اتخاذ القرارات.

أعراض جسدية: تشمل الأعراض الجسدية للاكتئاب الحاد ما يلي:

التحرك أو التحدث ببطء أكثر من المعتاد.
تغيرات في الشهية أو الوزن (فعادةً ما تنخفض الشهية، ولكنها قد تزداد في بعض الأحيان).
إمساك.
أوجاع وآلام غير مبررة.
انخفاض في مستويات الطاقة.
تغييرات في الدورة الشهرية عند الإناث.
النوم المضطرب، على سبيل المثال: تجد صعوبة في النوم في الليل أو الإستيقاظ مبكرًا في الصباح.

أعراض اجتماعية: وتشمل الأعراض الاجتماعية للاكتئاب الحاد ما يلي:

تجنب الاتصال بالأصدقاء أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
إهمال الهوايات والاهتمامات المفضلة.
مواجهة صعوبات في التفاعل مع أفراد الأسرة أو الزملاء في العمل. ^[2]

ما هو علاج الاكتئاب الشديد؟

لحسن الحظ، هناك عدد من خيارات العلاج للاكتئاب الحاد، إذ يمكن لطبيبك أن يساعدك في تحديد العلاج الأفضل لك بناءً على الأعراض التي تعاني منها، وإن العوامل الأخرى التي يتم أخذها في الاعتبار عند اقتراح خطة العلاج تشمل ما إذا كنت تشكل خطرًا على نفسك أو على الآخرين، وفيما يلي أبرز خيارات العلاج المتبعة:

العلاج النفسي

يُشار إليه أيضًا باسم العلاج بالكلام، ويمكن أن يساعد العلاج النفسي في كثير من الأحيان في تخفيف أعراض الاكتئاب، كما أنه يشمل أنواعًا مختلفة ومنها ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو نهج علاجي شائع جدًا يساعدك على التعرف على الأفكار السلبية التي لديك وأنماط السلوك، ويهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدتك في تحديد واستكشاف الطرق التي يمكن أن تؤثر بها عواطفك وأفكارك على أفعالك؛ من أجل البدء في تغيير سلوكياتك وتطوير استراتيجيات جديدة للتكيف.
العلاج التفاعلي بين الأشخاص (IPT): يركز هذا العلاج على مساعدة الأشخاص على تغيير العلاقات الشخصية والتفاعلات الاجتماعية التي تؤثر على صحتهم النفسية، فهو يساهم في علاج العزلة الاجتماعية وعدم الانخراط في علاقات سامة، أي أن الهدف الرئيسي من IPT هو تحسين جودة العلاقات الشخصية للشخص والأداء الاجتماعي له.

الأدوية

يمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب من قبل الطبيب المختص، إذ تستغرق هذه الأدوية ما يقارب ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يكون لها تأثير فعال، وغالبًا ما يتم استخدامها جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي وتغيير نمط الحياة.

العلاج التحفيزي للدماغ

إذا كان شخص ما يعاني من اكتئاب حاد ولم يستجيب بشكل فعال لعلاجات الخط الأول مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب أو العلاج النفسي، فيمكن تجربة علاجات تحفيز الدماغ، ومن ضمن هذه العلاجات المستخدمة للاكتئاب العلاج بالصدمات الكهربائية للدماغ.

على الرغم من عدم وجود تعريف محدد للاكتئاب، إلا أن الاكتئاب وأعراضه هو حالة شائعة بين الأشخاص، إذ يعاني بعض الأشخاص من أعراض تتحسن بمرور الوقت ولا تعيق حياتهم اليومية، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض حادة تتطلب التدخل والمساعدة من قبل الأطباء أو المعالجين النفسيين.

انضم الآن إلى برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب، والذي يتكون من سبع جلسات أسبوعية، بأوقات ومواعيد تناسبك ويساعدك هذا البرنامج على تخطي أعراض الاكتئاب والتغلب على المتاعب بإشراف المختصين، ويمكنك أيضًا التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا.