متى يكون القلق اضطرابًا؟

يعاني أكثر من 15% من البشر من مشاكل واضطرابات نفسية متنوعة، والتي تؤثر بشكل كبير على التفكير والسلوك والعواطف، وللاضطرابات النفسية أنواع عديدة منها الفصام، واضطراب الشهية والنوم، والاكتئاب، ويعتبر القلق من الاضطرابات المهمة التي تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية، فما هو القلق ومتى يصبح اضطرابًا نفسيًا يتطلب العلاج؟

ما الفرق بين القلق واضطراب القلق؟

القلق هو رد فعل طبيعي تجاه العديد من الأحداث والمواقف المختلفة في الحياة، وهو أحد أنظمة الإنذار الداخلية التي تنبهنا إلى خطر أو تهديد ما، وتهيئ أجسادنا للرد أو الخروج من موقف خطير، لكن القلق يصبح مشكلة عندما لا يمكن التحكم فيه، وفيما يلي مقارنة بسيطة لتوضيح الفرق بين القلق واضطراب القلق:

  1. القلق الطبيعي مرتبط بحالة معينة أو مشكلة، أما من يعاني من اضطراب القلق قد يأتي القلق لديه بشكل غير متوقع، ومن دون سبب أحيانًا.
  2. القلق الطبيعي يتناسب مع الموقف أو المشكلة، أما في اضطراب القلق قد تكون استجابة القلق لموقف أو مشكلة أقوى بكثير مما يستلزم.
  3. القلق الطبيعي هو استجابة واقعية لمشكلة أو موقف واقعي أما من لديهم اضطراب القلق قد يواجهون الكثير من القلق غير الواقعي، مثل الخوف من موقف لن يحدث أبدًا على الأرجح.
  4. القلق الطبيعي يستمر فقط طالما الحالة أو المشكلة مستمرة، أما من يعاني من اضطراب القلق قد يستمر القلق لديه لفترة طويلة، حتى عندما يتم حل الموقف أو المشكلة.

ما هي أعراض اضطراب القلق؟

لاضطراب القلق أعراض عديدة تجعلنا نميزه عن القلق الطبيعي الذي يعتبر مفيدًا أحيانًا في الحياة اليومية، ومن أهم الأعراض الشائعة لاضطراب القلق:

  • الذعر والخوف ومشاكل في النوم.
  • برودة أو تعرق أو خدر أو وخز في اليدين أو القدمين.
  • اضطرابات في التنفس.
  • جفاف الفم وغثيان ومشاكل هضمية.
  • دوار وعدم القدرة على التركيز.

ما هي أنواع اضطرابات القلق؟

لاضطرابات القلق أنواع عديدة أهمها:

  • اضطراب القلَق بسبب مشكلة طبية: أي أن وجود أعراض القلق أو الذعر المفرط ناتج مباشرة عن مشكلة صحية جسدية.
  • اضطراب القلق العام: وهو القلق المستمر والمفرط من الأنشطة أو الأحداث وحتى المشكلات العادية والروتينية ومن الصعب السيطرة على هذا القلق.
  • اضطراب الهلع: نوبات متكررة من الشعور المفاجئ بالقلق والخوف الشديدين و الذعر الذي يصل ذروته في غضون دقائق (نوبات الهلع) وقد تشعر بضيق في التنفس أو ألم في الصدر أو خفقان القلب.
  • اضطراب القلق الاجتِماعي (الرُّهاب الاجتماعي): ويشمَل مستوياتٍ عاليةً من القلق والخوف وتجنُّب المواقف الاجتماعية بسبب الشعور بالإحراج والقلق من أن يُصدِر الآخرون حُكمًا عليهم أو ينظروا إليهم بشكلٍ سَلبي.
  • الرُّهاب المُحدَّد: يتميَّز بوجود قلقٍ شديد عندما تتعرَّض لموقف مُحدَّد وترغَب في تجنُّبه.

ما هي أسباب اضطراب القلق؟

يُعزى اضطراب القلق إلى أسباب عديدة أهمها:

  • الوراثة: يمكن أن تكون اضطرابات القلق وراثية في العائلة. 
  • عوامل بيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى أن اضطرابات القلق قد تكون مرتبطة بمشكلة في مناطق معينة في الدماغ تتحكم في الخوف والعواطف. 
  • ضغوط الحياة: أي الأحداث السيئة التي رآها الشخص ومن ضمنها إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، وفاة أحد الأحباء، التعرض للهجوم أو رؤية العنف.
  • الأمراض الجسدية والحالات المزمنة: يمكن لبعض أمراض القلب والرئة والغدة الدرقية أن تسبب أعراضًا مشابهة لاضطرابات القلق أو تزيد أعراض القلق سوءًا؛ لذلك من المهم إجراء فحص طبي كامل لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى عند التحدث مع طبيبك عن القلق. [1]

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض القلق الجسدية والنفسية؟

متى يجب أن تستشير طبيبك؟

لقد تبين أنه من السهل علاج الاضطرابات النفسية في حال الحصول على المساعدة من الطبيب المختص أو مقدم الرعاية النفسية في وقت مبكر؛ ولذلك ينصح بمراجعة الطبيب أو المختص في الحالات التالية:

  • الشعور بالقلق المفرط مما يؤثر سلبًا في عملك أو علاقاتك أو أي جوانب أخرى من حياتك.
  • انزعاجك من الشعور بالخوف أو التوتر والقلق وصعوبة السيطرة عليه.
  • الشعور بالاكتئاب أو وجود مشكلات بالصحة النفسية مرتبطة بالقلق.
  • تساورك أفكار أو سلوكيات انتحارية، إن كان الأمر كذلك فيجب عليك طلب العلاج الطارئ على الفور.

قد لا تختفي مخاوفك من تلقاء نفسها، ومن الممكن أن تسوء إن لم تطلب المساعدة؛ لذلك لا تتردد في طلب المشورة من الطبيب المختص. [2]

ما هي سبل الوقاية الممكنة؟

يمكنك أن تتخذ خطوات هامة ومساعدة للحد من تأثير الأعراض إذا كنت تشعر بالقلق وأهمها:

طلب المساعدة مبكرًا:

فكما هو الحال مع العديد من الحالات الصحية النفسية الأخرى، قد يكون من الصعب علاج القلق كلما تأخرت في علاجه، لذا يجب طلب المساعدة الطبية المختصة أبكر ما يمكن، حيث يساعد العلاج المعرفي السلوكي المبكر على سبيل المثال على التخفيف من الأعراض بشكل كبير، وهو علاج يهدف إلى مساعدة الشخص للتعرف على الأفكار أو المعتقدات السلبية وتغييرها، كما يهدف إلى تغيير سلوكيات الأفراد أو ردود أفعالهم على المواقف التي تؤدي إلى القلق.

زيادة الانخراط بالمواقف الاجتماعية تدريجيًا:

غالبًا ما يتجنب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي المواقف الاجتماعية التي قد تؤدي إلى مشاعر القلق. على الرغم من أن هذا يقلل من القلق على المدى القصير، إلا أن التجنب يمكن أن يجعل القلق أسوأ بكثير على المدى الطويل، لذا يمكن للشخص زيادة تعرضه تدريجيًا للحالات التي يخشى منها، فهذا يخلق مساحة لديه لتجربة إيجابية مع الموقف. [3]

اقرأ أيضًا: القلق النفسي عند الأطفال والمراهقين

إن مقدار قليل من القلق الذي يمكن التحكم فيه من وقت لآخر يعتبر مفيدًا، لأنه يمكن أن يحفزك مثلًا على الاستعداد لاختبار في المدرسة أو إنهاء مهمة في العمل، وهو جزء من طبيعتك البشرية كإنسان، لكن تفاقم هذا القلق وتحوله إلى اضطراب يعد مشكلة ستعيقك عن ممارسة حياتك الطبيعية ومهامك الروتينية؛ لذلك سارع إلى طلب المساعدة من المختصين عبر تطبيق كيورا لأن إمكانية العلاج تكون أكبر وأسهل. سجل الآن في برنامج القلق المعمم الجديد من كيورا. 

المراجع

[1] Anxiety disorders, www.mayoclinic.org, retrived 18/2/2022

[2] What’s the difference between anxiety and an anxiety disorder?, www.heretohelp.bc.ca, retrived 18/2/2022

[3] Anxiety Disorders, www.webmd.com, retrived 19/2/2022

Loading spinner
Share your love