ما هي التغذية العلاجية؟

تحدث اضطرابات مرضية مختلفة نتيجة نقص بعض العناصر الغذائية، وللغذاء دور علاجي ووقائي بارز للعديد من الأمراض والحالات الصحية.

تم الاتفاق من قبل عدة جمعيات عالمية على اعتماد الحمية الغذائية لعلاج حالات مرضية محددة، فمثلًا: يُنصح بتناول الفواكه والخضروات واللحوم الحمراء والحبوب الكاملة والأغذية منخفضة الشحوم، التي تعد غنية بالعناصر الداعمة للجسم، لكن قد يحتاج الفرد إلى تجنب بعض الأصناف إذا كان مصابًا بمرض ما. 

تحدث الاضطرابات المرضية المرتبطة بالعوز الغذائي بشكل تدريجي، فعلى سبيل المثال: تسبق الإصابة بالسكري المرور بمرحلة اضطراب تحمل السكر، ويعتمد العلاج في هذه المرحلة على ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية، فقد يفيد ذلك في علاج المرض أو الحد من تطوره.

في هذا المقال سنركز على أهم الاستخدامات العلاجية للعناصر الغذائية المختلفة.

كيف يمكن تحويل الغذاء لعلاج؟

يعتمد هذا النمط من العلاج على تأمين الوارد الغذائي الملائم، وتبديل نمط الحياة بما يحقق فائدة صحية للجسم، ويساعد في علاج العديد من الأمراض مثل: السكري، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل، والاكتئاب والبدانة، وتتوفر هذه العلاجات على هيئة حبوب أو تسريب وريدي أو أغذية طبية.

تساعد المتممات الغذائية في علاج بعض الأمراض مثل: حالات الأنفلونزا التي يُنصح فيها بتناول فيتامين C على شكل حبوب فموية، كما يُعتمد التسريب الوريدي للفيتامينات وخاصة فيتامين C  لمرضى السرطان، لأنها تساعد على تقوية جهازهم المناعي.

يجب أن ننوه إلى ضرورة استشارة مختص التغذية الذي بدوره يساهم في وضع خطة توفق بين الوارد الحروري والنشاط البدني والعلاج الدوائي، إذ لا يمكن الاستغناء عن الأدوية والاعتماد على الغذاء فقط في تدبير المرض. تختلف بنية الجسم من شخص إلى آخر، لذا تهدف التغذية العلاجية إلى تلبية متطلبات الجسم واحتياجاته الخاصة.

اقرأ أيضًا: كيف يساهم الغذاء في ضبط سكر الدم وعلاج مرض السكري؟

ما هي التغذية العلاجية؟

هي اعتماد الغذاء كنمط علاج أو وقاية للعديد من الأمراض، يمكن تقرير ذلك بإشراف طبيب مختص بعد استجواب المريض والتحقق من سوابقه المرضية وشكايته الحالية، لتحديد البرنامج العلاجي الملائم. يفضل معظم الأطباء اعتماد الأغذية ذات المصدر النباتي أو الحيواني، ومن أهم العناصر الغذائية التي يفضل توافرها: الكربوهيدرات والألياف والبروتينات إضافة إلى مضادات الأكسدة.

ما أهم فوائد التغذية العلاجية؟

أولًا: تجنب نقص العناصر الغذائية المهمة

قد يسبب نمط الحياة غير الصحي نقص بعض العناصر الغذائية، كما قد يعاني البعض من حساسية تجاه مواد غذائية محددة ما يقتضي تجنبها في الغذاء، وتعويضها على شكل متممات غذائية فموية أو وريدية، كما قد يعجز المريض عن تناول الطعام بعد إجراء عمل جراحي ما، فيكون الحل الوحيد تزويده بالغذاء على هيئة سيرومات أو سوائل تسرب ضمن الوريد، أو حتى أطعمة مطحونة تعطى عن طريق أنبوب يعبر الأنف ويصل إلى المعدة.

ثانيًا: ضبط الوزن

يلعب الغذاء دورًا هامًا في ضبط الوزن، إذ يحرص الطبيب على وضع برنامج غذائي يتناسب وحاجة المريض، بحيث يقلل الوارد الحروري في حال كان الهدف خسارة الوزن، أو يعتمد زيادة الوارد الغذائي والسعرات الحرارية في حال كان الهدف زيادة الوزن، أو تقليل النشاط البدني.

ثالثًا: دعم الجهاز المناعي

يحافظ الغذاء الصحي على سلامة عمليات الجسم المختلفة مثل: الاستقلاب، والوظيفة المناعية، ووظيفة الدماغ، وصحة الجهاز الهضمي.

رابعًا: إزالة سموم الجسم

تساعد بعض الأغذية على طرح الفضلات من الجسم، مثل: الجلوتاثيون وهو مضاد أكسدة يساعد على التخلص المثالي من فضلات الجسم.

خامسًا: تقليل التوتر والتعب المزمن

يمكن لبعض الأطعمة أن تخفف من أعراض الشدة النفسية، مثلًا: تحتوي عصائر الفواكه على مجموعة معادن كالمغنزيوم والفيتامينات والكالسيوم التي تساهم في تحسين المزاج و الحالة النفسية.

سادسًا: علاج الأمراض والوقاية منها

تؤدي بعض الأمراض إلى خلل في عملية الامتصاص مثل: الآفات الهضمية كالقرحة المعدية أو متلازمة الأمعاء الهيوجة أو استئصال الأمعاء العلاجي، ما يسبب عوز بعض العناصر الغذائية أو تراكم السموم أو حدوث الالتهابات المزمنة.

كما قد تفيد الحمية منخفضة الشحوم، في ضبط تركيز الشحوم الحميدة والضارة وتحسين قيم الضغط الشرياني، وما لذلك من آثار تحسّن من أمراض محددة مثل: اضطرابات النظم القلبي، وارتفاع الضغط الشرياني وغيرها. 

قد تسبب بعض العلاجات الدوائية مثل: الأدوية الكيميائية التي تستخدم في علاج السرطان، آثار جانبية كالاضطرابات الهضمية (القهم والغثيان والإقياء) ما يسبب نقص العديد من العناصر الغذائية. [1]

بعض أنواع الحميات العلاجية وأهم استخداماتها

أهم الأمثلة عن البرامج الغذائية العلاجية المتبعة هي: حمية القصور الكلوي، حمية السكري، حمية الضغط، الحمية التالية لبعض الجراحات.

أنواع الحميات:

  • الحمية السائلة الصافية: وهي تشمل السوائل الخفيفة الخالية من اللب والمرق والجيل، وتُتَبع عادةً بعد جراحات البطن الكبرى، كما قد تُستخدم لتعويض نقص الشوارد والسوائل عند المصابين بإسهالات حادة، وتطبق لفترة زمنية ثم تعاود الرجوع إلى التغذية الطبيعية، فهي لا تؤمن وارد كافٍ من العناصر الغذائية.
  • حمية السوائل الكاملة: تشمل كل أنواع السوائل حتى السوائل اللزجة أو الكريمية،، فمثلًا: يسمح هنا بتناول المثلجات، والشوربات الكريمية والعصائر، وهي المرحلة التالية لحمية السوائل الصافية.
  • حمية خالية من السكر: ينصح بها مرضى السكري أو ما قبل السكري، وتشمل الأصناف الغذائية الخالية من السكر وخاصة السكريات الصناعية، مع التركيز على تناول المتممات الغذائية مثل الفيتامينات.
  • حمية قليلة الملح: ينصح بها مرضى ارتفاع ضغط الدم أو الأفراد المؤهبين للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما ينصح هؤلاء بالابتعاد عن الأطعمة عالية الشحوم التي ستزيد مقاومة أوعية الجسم وترفع ضغط الدم.
  • حمية غنية بالألياف: ينصح بها الأفراد الذين يعانون اضطراب في عادات التغوط كالإمساك، إضافة إلى فائدتها الكبيرة في ضبط الوزن لأن الأطعمة الغنية بالألياف تطيل فترة الشبع.
  • حمية القصور الكلوي: يتبع مرضى الفشل الكلوي حمية غذائية خاصة مكونة من أطعمة مختارة بدقة لمنع حدوث أي اضطراب قد يكون قاتلًا بالنسبة للمريض، فمثلًا يُنصح المريض بتجنب تناول الخضروات الخضراء لغناها بالبوتاسيوم الذي يعتبر الاختلاط الأخطر عند مرضى الكلى، إضافة إلى تحديد وارد الماء والملح لمنع حدوث احتباس السوائل. [2]

اقرأ أيضًا: ما هي مراحل السمنة؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

يجب أن ننوه إلى وجود أصناف من التغذية العلاجية التي تسرب عند المرضى المدنفين وغير القادرين على الحركة؛ وذلك لحمايتهم من الاختلاطات المختلفة مثل: اضطرابات النظم التالية لنقص الشوارد، أو الوذمات أو غيرها. 

في الختام، نؤكد على ضرورة الالتزام بغذاء صحي ونمط حياة سليم والاستعانة بطبيب التغذية عند الحاجة لذلك.

المراجع 

[1] Benefits of Nutritional Therapy, www.bridgeshealingcenters.com, retrieved 16/2/2022

[2] What Is Therapeutic Nutrition?, www.thehealthboard.com, retrieved 16/2/2022

Loading spinner
Share your love