ما هو سبب الشعور بالحزن الدائم؟

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، ما يعني أنه يمكننا الاستمتاع بالارتباط والتقارب مع أصدقائنا وأحبائنا، قد يكون من الطبيعي الشعور بالوحدة في بعض الأحيان، خاصة عندما نكون معزولين عن الآخرين أو نمر بتغيرات كبيرة في الحياة.

 إن فهم الفرق بين الشعور العابر والحاجة إلى التدخل يمكن أن يدعم الكثيرين في تحقيق نوعية حياة أفضل، سنتعرف في هذا المقال على أسباب الشعور المستمر بالحزن، وكيف يمكن التعامل معه.

ما أهم الأسباب المحتملة للشعور بالحزن؟

إذا كنت تعمل على حل مشاعر الحزن أو الوحدة، فقد يكون من المفيد معرفة مسبباتها. في بعض الأحيان، يمكنك إجراء تعديلات على حياتك بنفسك قد تخفف من مشاعرك الصعبة. في أوقات أخرى، قد تستفيد من مساعدة أحد المحترفين، والذي يمكنه مساعدتك على المضي قدمًا بشكل فعال.

لقد قمنا بإدراج بعض الأسباب المحتملة للشعور بالوحدة أو الحزن المستمر أدناه:

  • قلة التواصل الاجتماعي.
  • التعرض لحدث صعب أو صادم.
  • المعاناة من فقدان أو ابتعاد أحد أفراد أسرتك.
  • الخلافات مع من تحب.
  • اضطرابات الصحة الجسدية والعقلية، مثل الاكتئاب.

يمكن أن يكون الاعتراف بما تشعر به وقبول الأسباب المحتملة وراء هذا الشعور خطوة أولى نحو التعافي بالنسبة للكثيرين. [1]

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب.

قلة التواصل الاجتماعي

يمكن أن يتسبب نقص النشاط الاجتماعي في شعور الشخص بالوحدة والحزن. في هذه الحالة، قد يكون من المفيد إعادة تأسيس التواصل الاجتماعي والعلاقات الهادفة مع الأصدقاء.

 من الطبيعي أن تتوق إلى التواصل الاجتماعي إذا لم تكن قادرًا على التواصل مع الناس منذ فترة، وقد يكون من المهم وجود أحبائك الذين يمكنك الاعتماد عليهم عندما تشعر بالإحباط.

وفقاً لدراسة حديثة تمت الإشارة إليها في صحيفة ” نيويورك بوست “، أفاد نصف الأمريكيين تقريبًا أن لديهم أقل من ثلاثة أصدقاء مقربين في حياتهم، وهناك العديد من الأسباب المحتملة لذلك، ومنها التحولات الكبيرة في الحياة -مثل: بدء وظيفة جديدة أو الانتقال- وهي سبب محتمل لقائمة أصدقاء أقصر.

إذا كنت تمر بتغير كبير في حياتك، فإن وجود نظام دعم قوي من الأصدقاء يظل أمراً مفيداً، وإذا لم تكن متأكدًا من أين تبدأ، ففكر في إعادة الاتصال بالمعارف القديمة أو الانغماس في مجتمعك المحلي. يمكنك أيضاً محاولة تكوين صداقات في بيئة المدرسة أو في مكان عملك، حيث قد تقضي وقتاً أطول هناك أكثر من الأماكن الأخرى.

التجارب المؤلمة والأحداث الصادمة

قد يشعر الكثير من الناس بالحزن والوحدة بعد حدوث شيء مؤلم في حياتهم، يمكن أن يؤثر التعايش مع التوتر أو الحزن أو آثار الصدمة على مزاجك وصحتك العقلية ككل، قد تحتاج فقط إلى وقت لمعالجة الموقف، أو قد تستفيد من التدخل العلاجي الداعم. في كلتا الحالتين، إذا لم تأخذ الوقت الكافي للحزن أو الشعور بمشاعرك في مجملها، فقد تطول مشاعرك المؤلمة. 

يمكن أن يكون الوصول إلى الآخرين للحصول على الدعم خطوة مفيدة للمضي قدمًا بشكل منتج بعد خسارة أو حدث صادم.

الوحدة أو فقدان أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك

قد تشعر بالوحدة أو الاكتئاب عندما يبتعد شخص قريب منك، ويمكن أن تكون هذه تجربة شائعة للآباء الذين يرسلون أطفالهم إلى الكلية، أو للأشخاص الذين تنتقل عائلاتهم للحصول على فرصة عمل جديدة، أو عند موت أحد الأشخاص المقربين

يمكن أن يكون الاتصال مع الأشخاص الغائبين من خلال الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية وسيلة لتحسين نوعية حياتك في الفترة الانتقالية، ويمكنك أيضًا التفكير في منح نفسك الوقت للتكيف مع غيابهم.

الخلافات مع الأصدقاء أو العائلة

قد تجعلك الخلافات مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة تشعر بالوحدة والحزن، وربما تشعر بالذنب قليلاً، وقد يؤدي عدم وجود صديقك المقرب الذي اعتدت التحدث معه إلى خلق إحساس بالفراغ بداخلك يصعب التخلص منه، كما يساهم ذلك في شعورك بالوحدة.

 لعلاج هذا، يمكنك محاولة إصلاح وتحسين الأمور مع هذا الشخص، وقد يكون من الطبيعي حصول الخلافات من وقت لآخر، لكن إذا كان الخلاف كبيرًا وجديًا، فيمكنك التفكير في التحدث مع معالج للحصول على الدعم.

الاكتئاب

إذا كنت تعاني من شعور بالوحدة أو الفراغ أو الحزن لفترات طويلة ولم يتم حلها، فقد يكون ذلك علامة على أنك تواجه نوعًا من الاكتئاب. يتم تحديد الفرق بين شخص مصاب بالاكتئاب وشخص لا يعاني منه بشكل عام من خلال المدة التي تستمر فيها هذه المشاعر، وما إذا كانت هناك تجربة جسدية ثانوية نتيجة لهذه المشاعر.

تتوفر علاجات مختلفة للاكتئاب، بالنسبة للغالبية، تشمل الخيارات الأكثر شيوعًا العلاج بالكلام والأدوية. يمكن أن يساعدك التحدث مع مقدم الرعاية الطبية أو اختصاصي الصحة النفسية في الحصول على مزيد من المعلومات حول مسار العمل الذي سيكون أكثر فاعلية لاحتياجاتك الخاصة.

كيف يمكن دعم الأشخاص الذين يعانون من مشاعر الحزن؟

قد تشعرك فكرة الوصول إلى السبب الجذري لمشاعر الوحدة أو الحزن بالإرهاق، ومع ذلك، يمكنك البدء في معالجة أفكارك ومشاعرك مع معالجك النفسي من خلال منصة كيورا.

 إذا كنت تشعر بالوحدة أو الحزن بسبب الاكتئاب، فقد يكون من الصعب عليك النهوض من السرير في الصباح، وقد تنسحب أيضًا من لقاءات الأصدقاء وأفراد الأسرة أو تتجنب مغادرة المنزل على الإطلاق. 

يمكن أن يكون العلاج عبر الإنترنت أكثر سهولة ويساعدك على الوصول إلى الطبيب النفسي مقارنة بالتدخل العلاجي الشخصي.

 يمكنك التحدث مع مستشار مهني مرخص وأنت مرتاح في منزلك، واختيار أي طريقة اتصال تشعرك براحة أكبر، سواء كنت ترغب في استخدام ميزة المراسلة داخل التطبيق، أو التحدث على الهاتف، أو الاتصال عبر الدردشة عبر الإنترنت، يمكن أن يمنحك العلاج عبر الإنترنت مزيداً من التحكم في تجربتك العلاجية. [2]

اقرأ أيضًا: كيف تساعد صديقك الذي يعاني من الاكتئاب.

هل الاستشارة عبر الإنترنت فعالة للتعامل مع الحزن؟

يمكن أن تساعد الاستشارة عبر الإنترنت الأفراد في إدارة وعلاج أمراضهم العقلية بشكل فعال. قامت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة اضطرابات القلق بتقييم فعالية العلاج عن بعد لأولئك الذين يعيشون مع القلق والاكتئاب. 

وجد الباحثون معلومات تشير إلى أن العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت كان بنفس فعالية العلاج التقليدي وجهًا لوجه، وكان لهذا التدخل معدلات عالية من الرضا ويُعتقد أنه ساهم في تحسين نوعية الحياة للمشاركين. كما أنه يؤدي إلى تقليل الاكتئاب وأعراض العصبية في جلسات أقل مقارنة بأولئك الذين يزورون المعالج شخصيًا.

الشعور بالحزن والوحدة يمكن أن يكون عابرًا بالنسبة للكثيرين. ومع ذلك، عندما تستمر هذه المشاعر الصعبة، قد يكون من المهم معرفة سببها، لذلك فإن التحدث مع أحد المحترفين ضروري في بعض الأحيان. يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا، والتسجيل في برنامج إدارة المشاعر السلبية.

المراجع

[1] Sadness vs. Clinical Depression. www.verywellmind.com. Retrieved on April 27, 2023.

[2] Feeling Sad for No Reason. www.healthline.com. Retrieved on April 27, 2023.

Loading spinner
Share your love