تكيسات المبيض حالة شائعة عند النساء لا سيما عند الفتيات في مقتبل العمر، لكن رغم شيوع هذه الحالة فهناك العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة المتداولة حولها، مثل: الاعتقاد أنها واحدة من الأمراض الخبيثة أو المبالغ في مدى تأثيرها على القدرة الإنجابية والخصوبة، فما هي كيسات المبيض، وما أسبابها، وهل يمكن علاجها؟
المحتويات
ما هي وظائف المبيض؟
يشكل المبيضان جزءًا رئيسيًا من الجهاز التناسلي الأنثوي، ولهما وظيفتين أساسيتين هما:
- الإباضة كل 28 يوم تقريبًا كجزء من الدورة الشهرية.
- إفراز الهرمونات الجنسية (الأستروجين والبروجيسترون).
كيسات المبيض هي عبارة عن كيسات مملوءة بالسوائل تظهر بشكل طبيعي على مبيض واحد أو مبيضين ولا تسبب أعراضًا في العادة، كما أنها في معظم الحالات تختفي دون الحاجة إلى أي علاج.
ما أهم أعراض تكيسات المبيض؟
عادةً ما تظهر أعراض كيسات المبيض عند تمزقها أو عندما تصبح كبيرة جدًا فتقطع التروية الدموية عن المبيض، وفي هذه الحالات قد تعانين من الأعراض التالية:
- آلام حوضية تتراوح بين إحساس خفيف بثقل في الحوض إلى ألم حاد مفاجئ.
- حاجة متكررة للتبول.
- تصبح الدورة الشهرية غزيرة أو قليلة أو غير منتظمة.
- انتفاخ في البطن.
- شعور بالامتلاء بعد تناول القليل من الطعام
- مشاكل في الإنجاب.
ما هي أنواع تكيسات المبيض؟
هناك العديد من الأنواع المختلفة لكيسات المبيض، والتي يمكن تصنيفها وفق ما يلي:
الكيسات الوظيفية
هناك علاقة بين الكيسات الوظيفية والدورة الطمثية فهي لا تظهر نهائيًا بعد سن اليأس، ففي كل شهر تحدث عملية الإباضة ويطلق المبيض البويضة داخل البوق ثم تنتقل إلى الرحم، وخلال هذه الفترة يمكن أن تلتقي البويضة بالحيوانات المنوية وتحدث عملية الإخصاب.
تتشكل البويضة داخل تجويف معروف باسم “الجريب” يحتوي على سائل يحمي البويضة أثناء نموها، وعند حدوث عملية الإباضة ينفجر هذا الجريب داخل البوق من أجل إطلاق البويضة، لكن في بعض الأحيان قد لا ينفجر هذا الجريب أو لا يتقلص بعد انفجاره ولا يفرغ محتواه من السوائل بعد الإباضة، وهذا ما يؤدي إلى انتفاخه وتحوله إلى كيس.
تعتبر الكيسات الوظيفية كيسات حميدة وغير ضارة وتختفي في معظم الحالات دون الحاجة إلى علاج، ولكن في بعض الأحيان يمكنها أن تسبب بعض الأعراض مثل الآلام الحوضية. [1]
الكيسات المرضية
لا يوجد علاقة بين الكيسات المرضية والدورة الشهرية؛ لأنها عبارة عن تكاثر غير طبيعي للخلايا الإنتاشية أو الخلايا المغلفة للطبقة الخارجية من المبيض، وقد تظهر قبل أو بعد سن اليأس.
غالبًا لا تسبب أعراضًا لكنها في بعض الحالات قد تنفجر أو تنمو بشكل كبير حتى تقطع التروية الدموية عن المبيض، فهنا يمكنها أن تظهر بأعراض مختلفة، وهذه الكيسات عادةً ما تكون حميدة وغير سرطانية، لكن في بعض الأحيان قد يتطور عدد قليل منها إلى سرطان؛ لذلك يصبح استئصالها الجراحي أمرًا ضروريًا.
اقرأ أيضًا: سرطان عنق الرحم: أسبابه، أعراضه، علاجه
ما أسباب تكيسات المبيض؟
قد تؤدي بعض الحالات إلى تشكل كيسات المبيض مثل الاندوميتريوز، وهو عبارة عن تواجد أجزاء من بطانة الرحم في أماكن خارج الرحم مثل: قناتي فالوب أو المبيضين أو المثانة أو المستقيم، وعندما يتوضع على المبيض قد يؤدي هذا إلى تشكل كيسة مملوءة بالدم وخلايا البطانة، أما في حالة المبيض متعدد الكيسات (PCOs) تتطور العديد من الجريبات الصغيرة على المبيض والتي لا تنمو ولا تحدث عليها عملية الإباضة، لكنها قد تسبب اضطرابات في مستويات الهرمونات الجنسية.
هل يمكن علاج كيسات المبيض؟
في معظم الحالات، تختفي كيسات المبيض في غضون أسابيع أو أشهر دون الحاجة إلى علاج، وعمومًا هناك عدة معايير للعلاج، هي:
- حجمها ومظهرها.
- الأعراض التي تعانين منها.
- ظهورها خلال سن اليأس، ففي هذا العمر تزيد خطورة تطورها إلى سرطان مبيض.
المراقبة المستمرة
في معظم الحالات تكون “المراقبة المستمرة” هي الخيار الأفضل، وهذا يعني أنك لن تتلقي علاجًا فوريًا، ولكن قد تخضعين للتصوير مرة أخرى بالأمواج فوق الصوتية بعد بضعة أسابيع أو أشهر للتحقق مما إذا كان الكيس قد اختفى أو لا.
أما إذا كنت قد تجاوزت سن اليأس فقد توصي طبيبتك بتصوير المبيضين بالأمواج فوق الصوتية وإجراء تحاليل دموية كل 4 أشهر، وذلك لأن خطورة تطور الكيسة إلى سرطان مبيض تكون أعلى بعد سن اليأس، وإذا أظهرت الفحوصات أن الكيس قد اختفى، فلن يكون هناك ضرورة لتلقي أي علاج أو إجراء المزيد من الفحوص، أما إذا بقي الكيس فقد نضطر إلى إجراء عمل جراحي.
العلاج الجراحي
تحتاج كيسات المبيض الكبيرة أو التي تبقى لفترة زمنية طويلة أو التي تسبب أعراضًا مزعجة إلى الاستئصال الجراحي، ويوصى أيضًا باستئصال الكيسات ذات الخطورة العالية التي قد تتحول إلى سرطان، وهناك نوعان من طرق الجراحة لاستئصال كيسات المبيض:
- الجراحة التنظيرية.
- الجراحة التقليدية.
الجراحة التنظيرية
يمكن استئصال معظم الكيسات باستخدام تنظير البطن، وهو عبارة عن أنبوب صغير في نهايته أداة تصوير ومصباح ضوئي، يدخله الجراح عبر ثقب صغير في البطن ويستأصل الكيس. تفضل الجراحة التنظيرية عن فتح البطن لأن ألمها أقل وجرحها أصغر ووقت شفائها أسرع، بالإضافة إلى أنك تستطيعين العودة إلى المنزل في نفس يوم العمل الجراحي أو في اليوم التالي.
الجراحة التقليدية
إذا كان الكيس كبيرًا أو كانت هناك احتمالية لأن يكون خبيثًا، فمن المفضل أن يقوم الجراح بإجراء شق جراحي للبطن، وأثناء العملية يقوم الجراح بإجراء شق واحد كبير ليستطيع الوصول إلى الكيس بأفضل شكل ممكن، ثم يقوم باستئصاله وإرسال عينة منه إلى المختبر للتحقق من أن الكيس خبيثًا أم لا، وقد تحتاجين بعد هذه العملية إلى البقاء في المستشفى لبضعة أيام
العلاج الدوائي
تمنع حبوب منع الحمل الفموية عملية الإباضة وهذا يساعد على منع تشكل المزيد من الأكياس في المبيض، لكنها لا تساعد في إنقاص حجم الكيسات الموجودة سابقًا. [2]
إن كيسات المبيض هي حالة شائعة وبسيطة، إذ إن أغلب الكيسات تختفي تلقائيًا ولا تحتاج لأي علاج، لكن إذا كانت هذه الكيسات كبيرة الحجم أو أدت لحدوث أعراض مهمة فهي تحتاج لعلاج ومتابعة من قبل طبيب مختص، وقد يكون العلاج دوائيًا أو جراحيًا، ولذلك إذا كنت تعانين من أعراض كيسات المبيض لا تترددي في التواصل مع أخصائي الأمراض النسائية عبر تطبيق كيورا للحصول على العلاج المناسب لحالتك.
اقرأ أيضًا: الكشف المبكر عن سرطان المبيض
المراجع
[1] Ovarian Cysts, my.clevelandclinic.org, retrieved in 23/2/2023
[2] Ovarian Cysts, www.healthline.com, retrieved in 23/2/2023